في حديث تليفزيوني مع اللواء منصور العيسوي سألته المذيعة من أفضل نموذج لوزير داخلية سابق فأجابها سعادته علي الفور اللواء زكي بدر والحق أقول أن زكي بدر كان واحدا بالفعل من أفضل وزراء داخلية مصر فقد كان قليل الكلام كثير الفعل. وقد جاء زكي بدر بعد أحداث رهيبة عندما شهدت مصر من الاسكندرية حتي اسوان حالة عصيان لعساكر الأمن المركزي وقد كان زكي بدر علي قدر المسئولية واستطاع وأد الفتنة صحيح أن التضحيات كانت رهيبة والخسائر في الأرواح لا حصر لها ولكن أمن وسلامة الوطن كان هو الهم الأول للرجل الذي شغل منصب وزير داخلية مصر في هذا الظرف الاستثنائي واليوم أجد اللواء منصور العيسوي في ظرف خطير.. يتولي مهمة أمن مصر ومتي.. بعد ان خلع شعب مصر نظاما امتدت جذوره لاكثر من ثلاثين عاما وهو أمر شديد الخطورة لأن هذا النظام شهد تزاوج السلطة والمال وأصبح وراءه أصحاب مصالح يجنون المليارات ومستعدون للدفاع عنها مهما تكلف الأمر وفوق ذلك خرجت إلي النور كل التيارات التي كان أمن الدولة لها بالمرصاد فإذا بها حرة طليقة تبرطع كما تشاء وتزأر بخطاب التطرف وتجد المراحب الحارة في كل وسائل الإعلام ومحطات التليفزيون ومع شديد الأسف أصبح للمتطرفين المسلمين محطات فضائية وللمتطرفين الاقباط قنوات مضادة والمهمة الأولي بالرعاية لهذه المحطات الآن هي اشعال نيران الفتنة الطائفية في بر مصرمن الارتفاع بنسبة المشاهدة وتحقيق السبق الاعلامي ومع شديد الأسف تكعبلت في إحدي هذه المحطات واسمها »الطريق« دلني عليها صديق العمر الكاتب الصحفي القبطي جميل كراس.. الذي اتصلت به لاطمئن علي أحواله حيث يسكن إمبابة وقد طالته هذه الفتنة بنيرانها ولكن قناة »الطريق« كانت أكثر خطورة من الأحداث نفسها ولو اراد اللواء منصور العيسوي التأكد مما اقول فعليه ان يطلب تسجيلا للمؤامرة التي قادها هذا المذيع الذي طلب من المشاهدين ان يتحدثوا باللغات الأجنبية لكي يري العالم ماذا يحدث لاقباط مصر من مجازر وقال فض فوه ان هذا الأمر مستمر منذ أربعة عشر قرنا من الزمان!! وكل ما أتمناه الآن أن يتخذ اللواء العيسوي من اللواء زكي بدر العظة والعبرة وأول هام علي هذا الطريق هو الابتعاد عن وسائل الاعلام والظهور في الفضائيات والتعليق علي الأحداث والتصريح للصحف ذلك لأن وزير الداخلية صنعته الفعل وليس القول والكلام فعليه ان يترك هذه المهمة »مهمة الكلام« لمساعده للاعلام أو لمتحدث رسمي باسم الوزارة وبعد ذلك ياسيدي عليك ان تتعقب هذه الفضائيات التي تعبث بأمن ومستقبل مصر وتقود البلاد إلي كارثة لا يعلم مداها إلا الله علي ان تتولي الكنيسة المصرية إدارة قناة فضائية للأخوة المسيحيين ونفعل الأمر نفسه تحت وصاية وولاية وإشراف الأزهر أما ترك المسألة سداح مداح باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فصدقني يامعالي الوزير فإننا سوف نذهب إلي سكة الندامة عندها لن نلوم احدا سواك ولتعود معي بالذاكرة إلي سلوك اللواء زكي بدر القوي الشخصية صاحب الارادة الصلبة والقرارات الحاسمة والعزيمة التي لا تلين من خلال قوة شخصية هذا الرجل استمد الضابط ومعه أمين الشرطة والعسكري البسيط قوته وفرض سيطرته وشعر بهيبته، واليوم لا أخفي علي معاليك الحقيقة المرة التي يعيشها ضابط الشرطة الذي أصيب بالانكسار وشعر للمرة الأولي بالضعف واصابه الخوف وتجرأ عليه اللصوص والبلطجية وقطاع الطرق.. ولهذا فإنني اناشدك ان تعيد لرجال الشرطة هيبتهم وبأسهم وأزيد علي ذلك بان نعوضهم باستخدام البطش مع هؤلاء الذين يروعون الناس بالسنج والجنازير والمطاوي والسيوف والأسلحة النارية وينتشرون في الطرقات والأسواق ويهددون سلامة وأمن المجتمع.. أعلم أن المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة خصوصا وان شعب مصر بأسره مستعد للوقوف بجانبكم ومساعدتكم ونؤمن انه في أوقات المحن لا يخلو هذا البلد من الرجال الأكفاء.. أسأل الله لك ولرجالك التوفيق وحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه!!