غادرت إلي العاصمة الليبية طرابلس لحضور لحظة تاريخية تتوجه فيها جائزة القذافي العالمية للآداب يوم السبت المقبل، في أولي دوراتها، إلي صديقي الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور. ويبدو أن الجماهيرية دعت مجموعة كبيرة من أبرز المبدعين والمفكرين من مختلف أرجاء عالمنا العربي ليشهدوا هذه اللحظة، فكلما تحدثت إلي صديق شرقاً أو غرباً اكتشفت أنه متوجه إلي ليبيا: محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب، والدكتور سليمان العسكري، رئيس تحرير مجلة (العربي)، والروائيون: جمال الغيطاني، رئيس تحرير (أخبار الأدب)، والدكتور صلاح فضل,، وخيري شلبي، مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة، وسعيد الكفراوي، وفؤاد قنديل، والشاعر أحمد سويلم، والناشر محمد رشاد، والدكتور يحيي الجمل، وغيرهم كثيرون. ونظراً لعمق وحميمية العلاقة التي ربطتني بجابر عصفور علي امتداد ثلاثين عاماً أو يزيد، فقد أتاح لي سبق معرفة تفاصيل الاحتفالية وكيف أنه اختار نجيب محفوظ ليكرمه في هذه المناسبة بتقديم كتاب تذكاري أعده حوله بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال إثر منحه جائزة نوبل، وهذا الكتاب تصدره أمانة جائزة القذافي لتهديه لضيوف حفل دورتها الأولي. وهو كتاب ضخم يقع في أكثر من أربعمائة صفحة يعلوه اسم جابر عصفور وتحته هذا العنوان (نجيب محفوظ.. الرمز والقيمة)، وعلي غلافه كلمة الدكتور محمد المدني الحضيري، الأمين العام لجائزة القذافي، يذكر فيها أنه في يوم 23 ديسمبر 2009 قررت اللجنة الاستشارية للجائزة منحها في الدورة الأولي للمثقف العربي الكبير والناقد الأديب جابر عصفور، لجهده الخلاق في تنمية الفكر الأدبي، وقيادة حركة التنوير لإعلاء قيم الحرية والتقدم، ولدراساته المتعمقة في قضايا الأدب والنقد عن الصورة الفنية، وعن مفهوم الشعر، وعن عصر الرواية، ولإضافاته المعرفية لنظريات الأدب والنقد المعاصرين، وأيضا لدوره الرائد في تنشيط الحياة الثقافية علي المستوي العربي، وإثرائها في إطار الفكر الإنساني بالمتابعة والترجمة، وكذلك لدوره البارز في مد الجسور بين ثقافتنا العربية والثقافات العالمية. ويقع هذا الكتاب في خمسة أبواب: احتفاءات، ملاحظات، إضاءات، في مرايا النقد، وأبعاد محاولة الاغتيال، ومن فصوله: دلالات جائزة نوبل، نجيب محفوظ والثورة الأبدية، تسامح نجيب محفوظ، خواطر في عيد ميلاده، البداية المجهولة، روايات محفوظ التاريخية، حكاية الحكايات، ابتداء زمن الرواية، نقاد نجيب محفوظ، وملاحظات ختامية.