»جمعهم المكان والزمان وفرقهم الهدف».. هنا في ساحة مسجد العارف بالله سيدي أبو العباس المرسي، حضر المريدون من مختلف محافظات مصر، بعضهم جاء للتبرك وقراءة الفاتحة احتفالا بمولد شيخ الإسكندرية والبعض الآخر جاء للتجارة وكسب الرزق. سرادقات تفوح منها رائحة الطعام أقامتها الطرق الصوفية حول ساحة المسجد بمنطقة الأنفوشي علي كورنيش الإسكندرية، باتت الملاذ والمأوي من حرارة الجو لمئات من محبي »أبو العباس» ممن جاءوا انتظارا لليلة الختامية اليوم. وحول مسجده الذي بني علي الطراز الأندلسي، تجمع المريدون في حلقات يتحدثون عن كرامات أبو العباس عندما صحبه والده في رحلة الحج وركبوا البحر عن طريق الجزائر وهبت عاصفة أغرقت المركب بمن فيها بالقرب من تونس ونجا أبو العباس وأخوه من الغرق وقصدا تونس قبل أن ينتقل إلي مصر. بينما انتشر آخرون من باعة الحلويات والحمص و»حب العزيز» ولعب الأطفال وغيرها، حيث يقول أحمد السيد، بائع حلويات: »جئت من دسوق إلي هنا للبيع والشراء وأنتقل بعدها إلي مولد سيدي جابر الشيخ ومنه إلي مولد سيدي بشر». وقبل ساعات من الليلة الختامية لمولد »أبو العباس»، شهد مسجده حلقات ذكر وأناشيد دينية لمريديه من شباب إندونيسيا وماليزيا الذين يحرصون علي حضور مولد شيخ الإسكندرية كل عام. ومن جانبه، قال الشيخ جابر قاسم، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية، إن الاحتفال السنوي بمولد العارف بالله المرسي أبو العباس يختتم اليوم الخميس بموكب بالبيارق من ضريح سيدي علي تمراز إلي أبو العباس. وأشار»جابر» إلي أن الموكب سوف يشارك به الطوائف المختلفة للطرق الصوفية منها الحامدية الشاذلية، البرهامية، السعيدية الشرنوبية، الرفاعية، الغنيمية، الحبيبية، الميرغنية، العزمية والهاشمية المدنية وغيرها. وأضاف وكيل مشيخة الطرق الصوفية، إنه سيتم تنظيم المؤتمر السنوي للصوفية أثناء الاحتفالات بمولد المرسي أبو العباس، تحت رعاية الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية.