قال من سيشجع الزمالك سيحصل علي 5قروش.. ووقتها قررنا أنا وجميع أطفال العائلة ان نرفع أيدينا ونعلن اننا من مشجعي الزمالك لنفوز بالثروة قد تكون الحكومة مجبرة علي تنفيذ اصعب برنامج إصلاح اقتصادي في تاريخ مصر لإنقاذ الدولة من شبح الانهيار الاقتصادي..الكثير من الخبراء يَرَوْن ان عملية الإصلاح الحقيقية تأخرت لسنوات طويلة وأن القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس السيسي للإصلاح هي قرارات صحيحة لأنها قائمة علي رؤية شاملة تضمن للجميع وضع اقتصادي مستقر للسنوات القادمة..البعض يري ان الحكومة اكتفت بدعم برامج الحماية الاجتماعية والمعاشات والمستفيدين من البطاقات التموينية واعتقدت أن هذه الإجراءات هي التعويض المناسب لامتصاص توابع زيادات أسعار البنزين والكهرباء والغاز..لن اتحدث عن حجم الزيادة الرهيب التي تشهده أسعار السلع بالسوق لأنني علي قناعة تامة ان جشع التجار هو السبب الرئيس في وصول الأسعار إلي هذا المستوي..الحكومة المصرية فشلت في إدارة ملف التعليم الذي يلتهم اكثر من 30مليار جنيه سنويا تذهب إلي جيوب المدرسين لا لشئ..اللهم إلا أن المدارس تحولت إلي مباني خرسانية غير مؤهلة للتعليم لعدم وجود الطلاب والمدرسين..والحكومة نسيت أيضا أن ملف الصحة يلتهم الجزء الأكبر من دخل الأسرة المصرية في حالة لا قدر الله وجود مرض مزمن لأي فرد من أفرادها..بنود التعليم والصحة والنقل كفيلة بالتهام الجزء الأكبر من دخل اي أسرة..ما أقصده ان برنامج الإصلاح الحكومي منقوص ويحتاج إلي نظرة أشمل وأعمق..لو تصورنا ان عملية الإصلاح قاعدتها الاساسية هي توفير الزيت والسكر والدواجن وخلافة سنجد أنفسنا في حاجة إلي برنامج إصلاحي طوال العمر بدون أي نتائج حقيقية..ولكن لو تم إصلاح ركائز الحياة من تعليم وصحة ووضع نظم وبرامج عادلة تضمن للمواطن توفير حياة كريمة مِن مسكن وتعليم وعلاج وتوفير فرص عمل سنجد أنفسنا ننتقل بسلاسة إلي مصاف الدول المستقرة سياسيا واجتماعيا وأمنيا..قد يكون الشعب تحمل آثار ونتائج برنامج الإصلاح حبا وثقة في الرئيس السيسي..ولكن لو اعتمدت الحكومة علي هذه النتائج واكتفت بما تقدمه في هذه المرحلة ستكون أضرت بالرئيس والشعب معا..نحن ننتظر ان نري نتائج وليس تصريحات وردية..وإصلاح صحة المصريين وتوفير العلاج المناسب للمواطن وبالسعر المناسب سيكون أهم مليون مرة من الزيت والسكر. همسة في أذن (الباشمهندس) اعرف ان المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء رجل وطني ومخلص وصاحب فكر ولكن الكثيرين من أبناء الشعب يَرَوْن ان اداء حكومتك لا يرتقي إلي مستوي الطموحات والآمال بعد سنوات عجاف لست انت السبب فيها ولكن القدر جاء بك لترأس حكومة مصر في هذه الظروف الصعبة..الناس يا باشمهندس مش عاوزة أكل وبس..الناس عاوزة عدالة ناجزة وعاوزة تحس انها استحملت وهتلاقي الثمن..النجاح مش بفرض الضرائب ورفع الأسعار..النجاح يتحقق بمعدلات نمو حقيقية تساهم في زيادة الأجور المتدنية وتقليل التضخم وتوفير حياة كريمة للطبقة المتوسطة اللي صحيت من النوم لقت نفسها انضمت إلي طبقة محدودي الدخل. الحرب علي الفساد أري ان هيئة الرقابة الإدارية هي الجهة الأقوي والأكثر حرفية في التعامل مع ملفات الفساد التي أصبحت تقريبا سمة من سمات المجتمع لأننا دولة عاشت لسنوات طويلة في الفساد وكأنه ركن رئيسي من أركان الحياة..هناك اجهزة رقابية في الدولة مثل حماية المستهلك ومباحث التموين والأموال العامة والتهرب من الضرائب..ومنع الممارسات الاحتكارية..هذه الأجهزة تعمل ولكنها تحقق نتائج محدودة وقد تكون غير ملموسة لأنها مع الأسف تعمل منذ سنوات بنفس الأسلوب والأدوات رغم ان عالم الجريمة والغش في حالة تطور مستمرة..قد يكون تفوق جهاز الرقابة الإدارية بسبب توافر الإمكانيات وحسن اختيار الكوادر البشرية وحالة التطور المستمرة في التفاعل مع المتغيرات العالمية..وهذا يجعلنا نتوقف ونتساءل:لماذا لا يتم تطوير باقي أجهزة الدولة الرقابية لترقي بالمستوي إلي جهاز الرقابة الإدارية ؟..حجم الفساد في مصر وخاصة فساد المحليات وبعض الإدارات الحكومية يتطلب ألف جهاز رقابة ادارية لنستطيع ان نتخلص من هذه الآفة المزمنة..والاعتماد علي هيئة الرقابة الإدارية وحدها دون تطوير ورفع مستوي الأجهزة الأخري سيرهق الجميع دون الوصول إلي الهدف..والأهم من ذلك هو تعليم المواطن انه خط الدفاع الأول في الحرب علي الفساد..
شجعت الزمالك ب 5 قروش أيام الزمن الجميل كانت العائلات المصرية تتجمع كل يوم جمعة في البيت الكبير لخلق حالة من الترابط بين جميع أفراد العائلة وهو ما لا نشاهده هذه الأيام وأصبح ذكري من الماضي..كان بيت جدتي رحمها الله في حي المنيرة هو البيت الكبير الذي يجمع كل أفراد العائلة..كنت في المرحلة الابتدائية وكانت هوايتي المفضلة هي كرة القدم ولكنني كنت لا أعرف الفرق بين الأهلي والزمالك..وأثناء مشاهدتنا انا واطفال العائلة لمبارة الزمالك والمحلة..كان يجلس معنا كبير العائلة خالي المستشار ابراهيم فهمي والذي تولي إدارة نادي الزمالك بعد نكسة كوماسي وهزيمة العملاق الابيض بخمسة أهداف..سألنا جميعا..من يشجع نادي الزمالك..لم يرد احد..وبعدها قال من سيشجع الزمالك سيحصل علي 5قروش.. ووقتها قررنا أنا وجميع أطفال العائلة ان نرفع أيدينا ونعلن اننا من مشجعي الزمالك لنفوز بالثروة..ومنذ هذه اللحظة انضممت والكثيرون من أبناء عائلتي إلي ملايين التعساء الذين لا تدوم لهم فرحة أبدا لأننا نشجع فريقا لا يعرف قيمة ومكانة وحجم الكيان الذي يلعبون باسمه..كان الله في عون المستشار مرتضي منصور وأتمني ان يحسن اختيار اللاعبين الذين يرتدون تيشرت الفريق الملكي. الست كفاية فجأة رن جرس تليفون مكتبي وكان المتصل مكتب الاستعلامات..أبلغني الزميل مصطفي أحد رجال أمن مؤسسة أخبار اليوم أن سيدة تنتظرني في الاستعلامات وتقول إنها قريبتي وتريد أن تراني..سألته عن اسمها..قال اسمها كفاية..أبلغته أنني ليس لي أقارب بهذا الاسم ولكنني سأراها في الاستعلامات..بمجرد خروجي من الأسانسير وجدت سيدة ترتدي جلبابا اسود ترتمي في حضني وتقبلني..ظننت للحظات انها قريبتي..سألتني:انت مش عارفني..وكان الرد:الحقيقة مش متذكر ولكن تحت أمرك..قالت انا كفاية وده اسمها الحقيقي قابلتك منذ 20عاما وكانت ساقي ستقطع بأمر الأطباء.. وأنت قمت من خلال باب أسبوع الشفاء بمساعدتي في العلاج رغم ان كل الأطباء وقتها قرروا ضرورة بتر الساق..وكمان انت ساعدتني انك تجيب لي ماكينة تريكو من احد رجال الأعمال..تذكرت السيدة وسألتها عن احوالها..ردت: الحمد لله بقي عندي مشغل كبير فيه اكتر من 30ماكينة تريكو من خير الماكينة اللي انت ساعدتني في الحصول عليها.. وكمان جوزت كل ولادي..وقالت:أنا كل ما أزور القاهرة أجي جريدة الأخبار واسأل عليك بس مش باعرف اشوفك..انا جيت علشان اقولك ان الخير مش بيروح..وإن في ناس عمرها ما بتنسي الجميل..وسألتني لو اي حد محتاج مساعدة وعرضت انها تقدم مساعدة للمحتاجين..فرحت بحكاية كفاية وحرصت علي ان اصطحبها إلي مكتبي..طلبت منها رقم التليفون وبعد شهور قليلة رزقنا الله بأحد المحتاجين..تذكرت الحاجه كفاية وأوصلته بها..وكانت المفاجأة انها قامت بالتبرع بماكينة تريكو للشخص المحتاج علشان ترجع الحكاية من الأول.. بس مع شخص جديد.. ويستمر تدفق الحسنات ويكون لأهل الخير نصيب من عمل الخير . دعوة أمي ربنا يكرمك ويسترك انت وولادك ويبعد عنك الظالمين ويديك كل اللي نفسك فيه زي ما سترتني في الدنيا..هذه آخر كلمات أمي رحمها الله قبل ان تفارق الحياة وتذهب روحها الطاهرة إلي خالقها..هذه الدعوات أتذكرها كلما تعرضت لمواقف صعبة أو شعرت أن أهل الشر يتآمرون ضدي لتدبير المكائد لا لشئ إلا لأنهم يكرهون الخير لغيرهم بحجة انهم احق بكل شئ..كنت حريصا علي ان أعامل امي رحمها الله كما أمرني الرحمن وكنت اتعامل معها علي ان الجنة تحت قدميها..وأنها أحد أهم مفاتيح المغفرة والرحمة في الآخرة..كانت أمي رحمها الله هي الملاذ الآمن الوحيد بالنسبة لي لأنني تربيت يتيما وكنت في كل مرة احتاج فيها إلي اتخاذ قرار مصيري في حياتي كانت هي المرجع الأول والأخير وكان دائما رأيها هو الصواب..(رضا الأم من رضا الرب ) ومن يحسن معاملة أمه يفوز في الدنيا والآخرة..هذه قناعتي في الحياه منذ طفولتي..كنت ومازلت أتحرك في الحياه بدون خوف لأنني فزت بدعوة امي قبل ثوانٍ من رحيلها إلي دار الحق..علمتني امي ان اقصر الطرق للنجاح وتحقيق الذات الصراحة والوضوح..وعلمتني ألا أخاف إلا من رب العباد..وعلمتني أيضا أن (سندوتش الفول زي سندوتش الكباب )كله بيشبع والحمد لله..بشرط ان تكون راضيا بما قسم الله. أغلي سيجارة في العالم كعادة المصريين الذين ابتلاهم الله بمرض التدخين كلما كنت في رحلة سفر للخارج أتوجه إلي الأسواق الحرة لشراء السجائر لأنها تباع في مصر اقل بكثير من ثمنها في الدول الأخري..كنت في رحلة عمل قصيرة إلي ألمانيا وقمت بشراء (خرطوشتين ) سجائر لأستفيد من العرض المقدم بنسبة الخصم..حملت السجائر في حقيبة الأسواق الحرة وتوجهت إلي الطائرة دون اي خوف او تردد لأنني احمل سلعة مميتة ولكنها مشروعة..هبطت الطائرة بعد رحلة استغرقت حوالي 4ساعات في مطار شتوتجارت وتوجهت بعدها إلي بوابة الترانزيت لأستقل طائرة اخري للتوجه إلي برلين..أنا لا أحمل في يدي أي حقائب سوي شنطة السجائر..وإذا بفرد الأمن يوقفني ويسألني عن سبب احتفاظي بكل هذا الكم من السجائر بعد ان سألني عن مدة الإقامة في برلين وأبلغته أنها يومان فقط..طلب مني ان ادفع غرامة قدرها 79 يورو فأخبرته أنني لا أريد السجائر..رفض الرجل كل المحاولات وتمسك بتطبيق القانون.. حاولت ان أتخلص منها والقي بها في سلة المهملات الا انه رفض ايضا وأبلغني ان القانون يسمح لي بأن أحمل علبتين فقط وأنا قادم من اي دولة..ولكن في حالة مغادرتي ألمانيا من حقي ان اشتري اي كمية..وبما ان الطائرة الأخري قد تفوتني وأضطر لحجز تذكرة جديدة للذهاب إلي برلين فقررت دفع الغرامة والاحتفاظ بالسجائر..بالمناسبة مازلت احتفظ بعلبة مغلقة لأنها اغلي علبة سجائر اشتريتها في حياتي وأتمني أن ألقي بها في سلة المهملات وأتخلص من مرض مزمن يدمر الصحة. نصيحة العملاق لن أنسي كلمات الراحل العملاق مصطفي امين عندما طلبت منة نصيحة للتعايش مع الدنيا..قال لي رحمه الله:إياك ان تنظر أو تقف لتعاتب من يطعنك من الخلف لأن من يطعن من الخلف هو العدو فقط..استمر في التقدم حتي تنجح في ان تبتعد عنه ووقتها لم ولن تؤثر الطعنات..هكذا كان يعلم الأساتذة الكبار التلاميذ.. رحم الله كل من ساهم في تأسيس دار أخبار اليوم وذهب إلي دار الحق..وأطال الله في عمر كل من يحاول ان تبقي المؤسسة العملاقة شامخة وصامدة في ظل متغيرات رهيبة تهدد عرش الصحافة الورقية.