استطاع من خلال عروسة أن يؤثر علي عقل الطفل وينشئ جيلاً قائماً علي أسس تربوية سليمة.. اختار أن يخاطب أصعب فئة عمرية وهي الأطفال ونجح في ذلك ولن يستطيع أحد أن يقلده أو ينافسه.. استطاع أن ينافس بالعروسة المصرية جميع الشخصيات الكرتونية العالمية.. أصبح هناك أجيال كل ذكرياتها في رمضان بوجي وطمطم، إنه الفنان الراحل المخرج محمود رحمي مصمم بوجي وطمطم وبقلظ وكوكي كاك وغيرها.. كانت معه فوقية خفاجي، زوجة رحمي والتي شاركته العمل في مسلسل بوجي وطمطم كمنفذة للعرائس منذ عام 76، إن محمود رحمي بدأ حياته العملية مبكراً وهو طالب في كلية فنون جميلة، حين أنشئ التليفزيون العربي عام 1961 ليقع في غرام فن العرائس ويغير مسار حياته من النحت لفن العرائس وينشئ إدارة العرائس بالتليفزيون المصري. في البداية تقول فوقية خفاجي زوج المخرج الراحل محمود رحمي أن أولي شخصياته التي ابتكرها رحمي في رحلته كان يحلم فيها بأن يكون للطفل المصري »عروسة« ذات هوية مصرية وطباع شرقية يبث من خلالها الأخلاق الأصيلة والعادات الصحيحة، وكانت البداية ببرنامج «طيور الجنة» بشخصيتي «أرنوب ودبدوب»، وظل إبداعه يطارده وحلمه بالعروسة المصرية يلح عليه، فكان «بقلظ» الذي استمده من الأراجوز المصري، وبعده كانت «توتة وحدوتة»، وعرائسه الأهم التي أصبحت أيقونة رمضان لملايين الأطفال طوال عقدي الثمانينات والتسعينات «بوجي وطمطم» ومعهما سبع شخصيات أخري أبدعها رحمي علي مدي 20 عاماً. مشيرة أنه كان يعتبر شخصيات العرائس دماً ولحماً، بل أكثر من ذلك كان يعتبرها كأبنائه، ولا يترك تفصيلة إلا وقد اهتم بها، بداية من شعر العروسة وانتهاء بملابسها، وأحذيتها ولكل منها شخصيتها، كما لو كان يشتري ملابس أبنائه، كان يحرص علي شراء ملابس أبنائه من العرائس، وحتي اسم كل شخصية كان يستغرق ساعات من التفكير فيه، فبوجي لقب شقيقه إسماعيل، وطمطم هو الاسم الذي يطلق علي من يحملن اسم طماطم، ولم يكن يكتفي بذلك، كان يكتب سيناريوهات وحوارات أعماله منفرداً بشغف شديد، وكانت المحصلة أن يخلد عمله اسمه». موضحة أن الفنان رحمي كان يستعين بنجوم مثل حسن يوسف وحسن مصطفي ومحمد توفيق وميمي جمال، ما إن تلمع في مخيلته ملامح شخصية جديدة والتي كان يستمدها من البيئة المحيطة، حتي يغلق بابه لساعات بصحبة ألوانه وأوراقه ليرسم ملامح تلك الشخصيات. أكدت فوقية أن «رحمي» كان مثل أي رجل شرقي يحرص علي طقوس رمضان، وكان يهوي الوجود في أجواء عائلية، وفي نفس الوقت كان يفضل أن يصور حلقات بوجي وطمطم في رمضان، حتي إن الحلقات كانت تبث مباشرة، ومازال بوجي وطمطم في ذهن أجيال وأجيال. تحكي زوجة الفنان رحمي عن تجربة بوجي وطمطم 2009 تقول كانت هناك تجربة فاشلة لأحد الورثة لإعادة إحياء مسلسل «بوجي وطمطم»، ولكن كل عناصر المسلسل أصابها عدم التوفيق بداية من التأليف والتنفيذ والتحريك، وحتي الأصوات البعيدة عن أصوات الشخصيات التي تعودنا عليها، لذا فأنا حريصة ألا نعيد التجربة إلا بعد عمل اختبارات صوت لمن يقلدون الأصوات، ونتمني أن يتشجع المنتجون لهذا العمل ونشاهده في رمضان الأعوام القادمة، فبوجي وطمطم، كما كان يقول رحمي «ثروة قومية لا تقل أهمية عن الأهرامات وأبو الهول، ولن يقدر أحد أن يمحوها.