ما بين الفرحة بنجاح الثورة وتحقيق أهدافها وما بين الحزن علي ما احترق وسرق من محال الفراشة المملوك لها.. تعيش أسرة الحاج احمد عبدالعال 07 عاما بمحافظة الاسماعيلية.. هذا التنوع في الاوضاع انعكس علي المشهد العام عند وصولنا الي مقر الفراشة حيث شاهدنا الالواح الخشبية والاقمشة متراكمة أمامها ومحترقة بالكامل.. بسبب احداث المظاهرات والشغب التي صاحبت ثورة 52 يناير. كان اول مشهد جذب اعيننا هو حجم الخسائر والتلفيات التي احدثتها اعمال الشغب بفراشة الحاج احمد.. الالواح الخشبية محترقة بالكامل وتحولت الي رماد.. واقمشة الفراشة التي تزين الافراح لم تعد كما كانت احترقت هي الاخري بالكامل.. هذا فضلا عن تدمير وتكسير لمبات الكهرباء بانواعها المختلفة.. مما دفع الحاج احمد الي تقديم شكوي الي المجلس المحلي وقيادات الجيش الثالث الميداني يتضرر فيهما من احداث الشغب والتلفيات التي احدثتها. نص الشكوي التي ارسلها الينا الحاج احمد كانت كالتالي (اتقدم بالتماسي هذا الي سيادتكم لتعويضي عما احترق وسرق من محلي بعد ان خدمت هذا البلد.. اعلم سيادتكم انني امتلك محل فراشة صغيرة تبرعت باقامة 03 قوس نصر في شكل بوابة من الخشب وقماش الفراشة لمدة شهر يناير بالكامل تبرعا بدون اجر مساهمة مني في حملة التبرع التي اقامها مجلس المدينة للتبرع لمستشفي الاورام الا ان جزائي كان سرقة 21 بوابة خشبية.. هذا فضلا عن سرقة واحتراق سرادق كامل أقمته للحفاظ علي تمثال يقيمه حي ثان بميدان أندونيسيا بمحافظة الاسماعيلية الا ان المظاهرات قامت بحرق كل السرادق وشملت 53 عروقا خشبية + 02 قماشة فراشة وبالتالي وصلت حجم الخسائر 03 ألف جنيه. أرسل هذه الشكوي وامل تعويضي عن هذا المبلغ كان يجب ان نعرف الحقيقة ونشاهدها باعيننا بعد تضخم قيمة الخسائر المادية الي 03 الف جنيه. التقينا بالحاج احمد الذي اكد لنا انه يعمل في نشاط الفراشة والافراح وسرادق العزاء منذ 45 سنة حيث كان والده يعمل في نفس هذه المهنة. اضاف عودني والدي علي ان اسخر الفراشة لخدمة الوطن.. ويحكي الحاج احمد قصة احتراق فراشته يقول قبل يوم 52 يناير قمت بنشر واقامة اكثر من لافتات وبوابات خشبية مدون عليها عبارات تحس المواطنين علي التعاون مع الشرطة للقضاء علي الفتنة واصلاح البلاد.. وخلال 31 فبراير الماضي ووسط الاحداث قمت باقامة سرادق ضخم لامتصاص الاحتناق بين الشرطة والشعب حيث تم دعوة جميع ضباط الشرطة وعدد من ممثلي الشعب في الاسماعيلية لمؤتمر مصالحة.. ورغم كل ذلك تعرضت كل هذه اللافتات والبوابات الخشبية الي الاحتراق وتجاوزت الخسائر 03 الف جنيه حيث يتراوح ثمن البوابة الواحدة 006 جنيه ولكن اكثر ما اخزنني هو احتراق السرادق الكامل الذي اقمته لحفظ احد التماثيل التي كانت تقيمها المحافظة حيث قام اصحاب الثورة المضادة بتكسير الالواح الخشبية واحراق كل الاقمشة التي كان يغطي بها التمثال.. ويقول خسائري لم تتوقف عند هذا المحل فهناك خسائر ل04 محلا آخرين امتلكهم في محافظة الاسماعيلية ورغم ذلك احمد الله علي ابتلائه. ويضيف الحاج احمد انني رغم هذه الخسائر الا انني ومع استقرار الامن سوف اقوم بنشر وتوزيع عدد من البوابات داخل محافظة الاسماعيلية بالكامل لتمجيد الثورة والتحام الجيش والشعب والشرطة ليكونوا في ايد واحدة من اجل خدمة بلادنا. عشرة عمال هم من يعملون في محل الفراشة الذي يمتلكه الحاج احمد لم يتم الاستغناء عنهم رغم توقف العمل لمدة شهرين مع اندلاع الثورة هكذا اكد لنا الحاج احمد واضاف.. ادفع 9 الاف جنيه واكثر مصاريف لهؤلاء العمال ولم اسع الي تقليل رواتبهم او الاستغناء عن احد منهم رغم ضعف الايراد.. وقدمت المبادرة مبلغ 7 آلاف جنيه مساهمة في عودة عم أحمد للعمل مرة اخري.