52 ابريل و52 يناير يومان مشهودان في عمر الزمان، يزين بهما التاريخ صفحاته كأحلي وأروع وأجمل أيامه، يجمل بهما صفحاته بمداد من ذهب ويرسم حولهما الورود، يومان فارقان في حياة شعب مصر العظيم.. في 52 يناير انتفض شباب مصر يؤيده رجالها ونساؤها وأطفالها وشيوخها، أطلق صيحة اخترقت جدار صمت اجيال كاملة.. انتفض انتفاضة بيضاء سلمية بدون سلاح أو بارود او طلقات مدفع، بدون ان يزهق ارواحا، او يسيل دماء أو يخرب ويدمر، لم ينتظم في طابور ولم يجمعه قائد، فزلزل كيان نظام عفن اعتقل مصر كلها ثلاثين عاماً خلف أسوار القهر والخوف والطائفية والطغيان والتعذيب.. نظام انغمس بأكلمه في مستنقع فساد بلا قاع وبدون اعماق يسلب وينهب ويستبيح بلا خجل أو حياء، تفوق علي كل مفاسد الدكتاتورية ومساويء الملكية فصال وجال وعربد بلا رابط أو ضابط أو حساب فهو صاحب الضيعة المتحكم فيها المهيمن عليها، خيراتها له وحده والباقون ليس من حقهم الحياة.. استغل طيبة الشعب وأصالة معدنه.. انتفاضة 52 يناير كشفت روح مصر داخل ابنائه فبعثرت كيان الجبروت والطغيان ووقف العالم كله »تعظيم سلام«. وفي 52 ابريل استعادت مصر ارضها الغالية وترابها الطاهر في سيناء بعد حرب فريدة في التاريخ العسكري خاضتها قواتنا المسلحة الباسلة بفنون قتالية جديدة اذهلت الدنيا وقلبت كل الموازين العسكرية.. خط بارليف الحصين الذي زعموا ان القنابل الذرية لا تؤثر فيه هوت به خراطيم المياه ومحت آثاره.. جيش اسرائيل الذي قالوا عنه انه لا يقهر اسكرته المفاجأة وأذهلته جسارة المصريين فصاح وصرخ وطلب العون بعد ان خدعته اوهامه بأن مصر والعرب لن تقوم لهم قائمة.. في 52 ابريل حررت قواتنا المسلحة أرض سيناء الغالية وفي 52 يناير حافظت نفس قواتنا المسلحة علي الثورة وعلي استمرارها وتحقيق مكاسبها.. تحية لها فهي درع مصر الواقية وتحية لشباب 52 يناير أمل مصر.