الثالوث جمعة وبركات ومتعب في قمة تألقهم.. وبقية العناصر تثير قلق الجماهير لم تكد جماهير الاهلي تلتقط انفاسها وتستعيد توازنها بعد حالة اللهث التي انتابتها من جراء خوضها للماراثون التهديفي الذي واكب مباراة القمة إلا ودخلت من جديد في حالات مشابهة من ارتفاع الضغط وزيادة النبض والتوتر العصبي والاجهاد النفسي ترقبا للقاء الذهاب مع نادي الاتحاد الليبي - التيحا- في دور ال 61 لدوري الابطال الافريقي والمزمع اقامته يوم الجمعة القادم.. والجماهير العاشقة للزي الأحمر لها كل العذر ومعها كل الحق فيما تواجهه من أعراض وتعانيه من أمراض وهي تواصل دعمها اللامحدود لفريقها المكدود والمجهود.. ولعله من الحق ان نذكر الفضل ونسنده لأصحابه وهم هذه الجماهير المخلصة الوفية التي لولاها لما كان الاهلي يفصله نقطة واحدة عن بطولته السادسة لمسابقة الدوري علي التوالي والبطولة رقم 53 والتي تشير إلي ضعف ما حصل عليه كل الأندية مجتمعة من هذه البطولة.. لولا هذه الجماهير لما استحق الاهلي البقاء حتي الآن في الحلبة الافريقية بعد الإحراج الذي صادفه مع بطل زيمبابوي المغمور الجانرز الذي ظل يقاوم حتي اللحظات الأخيرة في لقاء العودة الذي اقيم بالقاهرة منذ ثلاثة اسابيع وحافظ فيه الاهلي علي تقدمه بهدفين نظيفين بمعاونة هذه الجماهير الأصيلة. حالة لاعبي الاهلي حاليا لا تطمئن ولا تدفع علي الثقة أو تدعو للاستبشار.. الجماهير تعلم تماما ان ثلاثة ارباع لاعبي الفريق الاول خارج نطاق الخدمة.. بعيدون عن مجالات التألق.. مجافون لنطاقات التفوق.. يحتاجون لاعادة شحن.. لاستعادة التركيز المفقود.. فضلا عن احتياجهم الشديد لاسترداد المهارة وتعلية اللياقة ومضاعفة الكفاءة وتعميق التفاهم والتعاون وترسيخ التنسيق والتناغم بين الخطوط والجبهات.. وإذا ما استعرضنا قائمة الاهلي لا يمكن ان نستثني منها سوي ثلاثة فقط ليسوا في حاجة إلي ما ذكرناه سالفا.. وربما اختارتهم الصدفة ليكونوا في الخطوط الثلاثة بمعدل واحد في كل خط.. وائل جمعة في الدفاع وهو الصخرة الصلبة التي تواجه غزوات الطامحين في الشباك الحمراء وتفسد معظمها قبل ان تتصاعد خطورتها ومحمد بركات في الوسط الذي يتمتع بجهد وفير وانتاج غزير حتي مع الاعتراف بكثرة غياباته وتعرضه للاصابة أحيانا عديدة.. وعماد متعب في الهجوم وهو قناص بارع بكل المقاييس والمعايير حتي عندما يبتعد عن هز الشباك فإنه يهدي لاقرانه فرصا مؤكدة للتهديف فضلا عن قدرته علي ارباك المدافعين بتحركاته النشطة ومهاراته المتعددة. ثلاثة فقط يمثلون ربع تعداد الفريق ليس علينا ولا علي الجماهير تحفظ عليهم أو خوف منهم أو قلق معهم.. أما الثلاثة أرباع الخالية الأخري فحدث عنهم ولا حرج.. ولعله من المفيد ان نستعرض بعضهم بدءاً من الخلف وانتهاء بالأمام.. الحراس الثلاثة أحمد عادل وشريف اكرامي ورمزي صالح.. ثلاثتهم ليسوا علي مستوي الفريق بعراقته وريادته.. صحيح الأول والثاني خامات صالحة ومشاريع فالحة غير انهما في احتياج لمزيد من الجهد والوقت للنضوج وربما احتاجا لبعض التضحيات وقبول تعرض شباكهما لبعض الهزات.. المدافعون أحمد السيد وشريف عبدالفضيل ورغم تمتعهما باللياقة الوافرة إلا ان اخطاءهما قاتلة وتفهمهما لواجبهما غير كامل خاصة الثاني الذي تسبب في ارتباك الدفاع الأحمر لاكثر من ثلث ساعة في بداية لقاء القمة.. مدافعا الجنب سيد معوض ومن قبله جيلبرتو في اليسار واحمد علي في اليمين عليهم تحفظات عديدة ويحملون الثاني تبعات كل الاهداف ويضعون علي كاهله كل المسئولية في الاخطاء التي قد تقلب الموازين لصالح المنافسين. غياب أحمد فتحي عن وسط الملعب يسبب فراغا قاتلا ويشكل خطورة محدقة ومؤكدة علي الاهلي ولذلك فغالبا ما يعتمد عليه حسام البدري المدير الفني في الوسط مع ان مركزه الاصلي الجانب الدفاعي الايمن.. فحسام عاشور ليس له في الادوار الهجومية نصيب وحتي دوره الدفاعي شهد تواضعا وتراجعا كبيرا في الفترة الأخيرة لاسباب غير معلومة أو مفهومة.. ونأتي للصقر أحمد حسن وامام الموهوبين محمد أبوتريكة وكلاهما خارج نطاقات التألق والتعملق الاول يعيش حالة من الاجهاد والارهاق دفعته لعدم القدرة علي التصرف الأمثل في معظم الكرات التي تصله سواء بالتمرير أو التسديد أو الانطلاق.. ويزيد من حالته المتوترة تعصبا وتفاقما تعرضه للتغيير بعد فترة من بداية الشوط الثاني مع ان الجهاز الفني يجامله كثيرا في استبقائه.. أما ابوتريكة فلعله أكثر قلقا وتوترا من رفيقه حسن.. لكنه قلق لا يبدو عليه من خلال التصرفات وإنما من خلال الانتاج والمردود.. افتقد الكثير من مهاراته.. لم يعد يمرر بالدقة المطلوبة.. ولا يسدد بالقوة المرغوبة.. ولا يراوغ بالقدرة الموهوبة.. ويتسبب وجود أبوتريكة حتي آخر المباراة في خلو منطقة وسط الملعب من شاغليها الايجابيين والذين يشكلون خطا دفاعيا متقدما لانه لا يقوم بمثل هذه الأدوار ولو حتي بالتحليق عن بعد. خط هجوم الاهلي اصابته »الفرة«.. كل أوراقه جفت.. كل ثماره نضبت.. حتي فضل الذي عقد عليه بعض الأمل لم يثبت جدارته بما عقد عليه.. وسبقه فرانسيس الليبيري والعجيزي وحسني المصريان.. ولم يكن الشباب عند حسن الظن بهم فاروق وشبيطة وشكري وشهاب وطلعت.. جميعهم مجتهدون.. وكلهم بعيدون عن دوائر الصواب للدرجة التي دفعت الكابتن فتحي مبروك مدير الشباب لسحب شكري و طلعت من لقاء الزمالك الأخير لتواضع المستوي. المنافس مخيف وعلي الجانب الآخر.. تترقب الجماهير الليبية زيارة نادي القرن الافريقي لها.. وممثلها الاتحاد الليبي لديه بعض مخايل القوة.. وجوانب المهارة.. هجومه لديه بعض الشراسة متمثلا في نجم النيجر داوودا كاميللو قناص القطن الكاميروني السابق ومعه الليبي أحمد الزيوي.. وخط وسطه يضم بان بيير كلوبالي النجم البوركيني والليبيين محمد السناطي ومروان منصور المبروك وحارسه المخضرم سمير عبود الذي كان له الفضل في تأهله بعد صده لثلاث ضربات ترجيح.. والاتحاد الليبي الذي تأسس عام 4491 لديه من الالقاب المتنوعة مايربي علي 92 لقبا ويقوم بتدريبه الصربي مودراك جيسيك.