[email protected] أشعر ومعي ملايين بالقلق من " المجهول " الذي تحمله الايام القادمة لمصر والمصريين وبداخلي خوف كبير من حملة أحسبها منظمة وتتم بملايين الجنيهات لترويع الناس واشاعة اجواء عدم الجدوي من الثورة المصرية واعادة شعار "الاستقرار والامان فوق الكرامة". ويدعم من خوفي ان المواجهة من حكومة د. شرف وقادة الرأي والثورة تتسم بشيء من الفضيلة" لا تكفي لانقاذ الثورة حتي النهاية لأن " الفضيلة عجز" كما قال الفليسوف الالماني نيتشه ! ويبدو ان الرئيس السابق لم يكن صادقا عندما خرج برسالته الصوتية لاستدرار عطف الشعب ووعد فيها بتقديم توكيل يتيح التحقق من ثروته هو واسرته بالداخل او الخارج فقد مر أكثر من نصف شهر دون ان يتم ذلك الوعد ولكننا تعاملنا بفضيلة وكانت النتيجة ان استمر " الفعل الرذيل " لترويع الناس وخنق الوطن ! وكما تعودت لجأت في حالات القلق الي كتابين مفضلين لي واولهما "شجرة اللبلاب " ووجدت فيه كالعادة ما أراحني وكانت ضالتي في عبارة جبارة لمؤلفه محمد عبد الحليم عبد الله تقول " انقلب الزورق فنجوت " وهو أمر قد تحقق فقد انقلب النظام فاسترحت واستراح كل المصريين وتبقي الخطوة المهمة وهي النجاة والثاني هوالكتاب الموسوعي " شخصية مصر " للراحل د. جمال حمدان وقدم التحليل الكامل لما حدث في مصر خلال العقود الماضية والحل لها وسأحاول تقديمه بقدر ماتسمح به المساحة ! يقول لنا د. حمدان ان المصريين قد قاموا بالخطوة الاولي وتخلوا بدرجة محسوبة عن الميزة والعيب الذي التصق بهم وهو المسالمة والاعتدال او بتعبيره " التطرف في الاعتدال " و عالج قليل من العنف الثوري حالة التردي التي وصلت لها مصر والتي يصفها بقوله ان الاقزام فيها قد تكاثروا علي رأسها وقفزواعلي كتفها وتعثر علي اقدامها العمالقة وقد تطؤهم وهو ما يفسرلنا لماذا قل ان يحكمها خيرة ابنائها كما يفسر ايضا انحدارها التاريخي وسقوطها النهائي وجاء ذلك كله بسبب الاعتدال المريض العاجز الذي افرز ازمة الديمقراطية والديكتاتورية المزمنة في اسوأ انواعها ! وتبقي النصيحة لاصحاب الفضيلة حتي يواجهوا بنجاح الرذيلة ومن يمثلها في لحظاتنا التاريخية والمصيرية ويلخصها لنا د. حمدان في البعد عن الاعتدال المتطرف والحلول الوسط المعتدلة حيث تكون نتيجة المسكنات المؤقتة تفاقم الازمة وتراكمها اكثر لنعود ونهرب منها الي الحل الوسط مرة اخري وهكذا تبقي مصر لا هي تنهار ولا هي تعيش ابدا وتظل تنحدر وتتدهور. ويحذر د. حمدان من ان تكون النتيجة النهائية لهذا الانحسار المستمر المساوم وصفقات التراجع الي ما لا نهاية اننا سنصل يوما الي نقطة الانكسار وستكون الجراحة ضرورة ولن يكون هناك مجال لحلول وسط اخري لان مصر ستكون قد وصلت الي نقطة اللاعودة . وتبقي آخر روشتة د. حمدان للمصريين : مصر تحتاج الي ثورة نفسية بمعني ثورة علي نفسها اولا وعلي نفسيتها ثانيا وهذا هو الشرط المسبق لتغيير شخصية مصر وكيان ومستقبل مصر ! لا مكان للحلول الوسط أو الاعتدال المتطرف او الفضيلة في خارطة طريق انقاذ مصر ! آخر سطر : وداعا صاحب الفضيلة عادل القاضي.. العين تدمع والقلب يخشع وانتم السابقون وانا بكم للاحقون .