الاستاذ............... بعد وافر التحية أتابع بمزيد من الشغف ما تكتبونه مستمتعا بغزارة المضمون وسلاسة الاسلوب ولذلك قررت ان أكتب اليك عن خبر صغير جاء في الصفحة الاولي بجريدة الاخبار يوم الاربعاء الموافق 3/3/0102 ويقول: »نصب تذكاري لشهداء 84 داخل مسجد بلال بن رباح« وجاء في تفصيله ان هناك جثامين 51 شهيدا دفنوا هناك، اما عن سبب اهتمامي بهذا الخبر فهو انني ابن الشهيد الملازم طيار/ عبدالوهاب احمد خليفة وهو من شهداء فلسطين عام 84! وقد فقد جثمانه ولم يعثر عليه وقد يكون جثمانه ضمن هذه الجثامين في مسجد بلال، وقد لا يكون. ومع تقدم الطب في الهندسة الوراثية يمكن اثبات ذلك بكل سهولة حيث وصل الامر الي فحص الهياكل العظمية لقدماء المصريين وتشخيص الأمراض التي ماتوا بها! سيدي ألا يحق لهؤلاء الشهداء الذين باعوا الدنيا بالآخرة أن نذكرهم دائما ونفخر بهم أمام تجار السياسة والمزايدين؟ أليس هؤلاء الشهداء هم الرعيل الاول الذين ضحوا في سبيل »القضية الازلية المزمنة« علي حد وصفك لها؟ أليس سلاح الطيران هذا هو ما انجب لنا قائدنا العظيم »محمد حسني مبارك« في وقت كانت فيه الدول العربية كلها ليس فيها طائرة واحدة؟ لقد اهداني الملك فاروق ساعة ماركة »اوميجا« مصنوعة من الذهب الخالص ومنقوش عليها اسم والدي ورتبته العسكرية وانه استشهد في غزة في 3/6/8491 وهذا يثبت أيضا اهتمام مصر قبل الثورة بهذه القضية الوطنية التي يتاجر بها البعض الان واني انتهز هذه الفرصة كي أوجه كلمة لمن يزايدون علي دور مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية مع انها قدمت في ذلك خير شبابها وكل ثرواتها ولو كانت مصر قد قدمت ذلك في سبيل رخائها وتقدمها لكانت الآن في مقدمة العالم كله.. ألا أين انت يا حمرة الخجل؟ أرجو ان تبلغهم كلمة واحدة مني.. كلمة من ثلاث حروف فقط تقول: »عيب«.. ودمتم! د. ميسرة عبدالوهاب أحمد خليفة صيدلي/ شارع الملك فيصل بالجيزة المحرر: يا أخي لا أعرف ماذا اقول لك عن هذه الخسارة الفادحة والمبكرة.. ولكن في مثل حالتك الفريدة قد يكون مريحا لك ان تعرف ان طائرات القتال في الاربعينيات لم يكن يتوافر فيها وسائل النجاة الحديثة وفي مقدمتها »المقعد القاذف« المزود بباراشوت النجاة، واجهزة الارشاد وتحديد الموقع.. لم يكن هذا متوافرا للرعيل الاول، ومن هنا وعلي مر العصور والأزمنة، تنبع شجاعة ونبل المقاتل الذي ينطلق دفاعا عن وطنه مدركا انه قد يفقد حياته في سبيل هذا الهدف الاسمي، ومدركا كذلك قوله تعالي: »ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون«.. صدق الله العظيم، وبشكل عام فإنه في الحياة إما ان تكون شجاعا مثل والدك الشهيد.. أو جبانا وخسيسا مثل بعضهم الآن.. هؤلاء هم الأموات في الدنيا وفي الاخرة!