لم تول السياسات الخارجية المصرية في السودان ودول حوض النيل اهمية قصوي لدور الإعلام المصري وأهميته في التعامل مع الشأن السوداني وقضية المياه مع دول حوض النيل خلال السنوات الماضية. الأمر الذي أدي الي ضعف الدور المصري المؤثر خلال تطورات الاحداث وتفاقم مشكلات السودان في غربه وشرقه وجنوبه وشماله.. وتمخض عن ذلك انفصال الجنوب وتوقيع بروندي علي اتفاقية عنتيبي لمياه النيل.. مما كان له عظيم الاثر علي ضعف العلاقات المصرية السودانية وكذلك علاقات مصر بدول الحوض وتأثر آمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية خاصةفيما يتعلق بقضية المياه. وأخيرا وبعد نجاح ثورة 52 يناير في مصر، قفز الملف السوداني ودول حوض النيل قمة أولويات السياسة الخارجية المصرية تحت قيادة المهندس. عصام شرف رئيس وزراء مصر الحالي. وفي هذا الخصوص بتوقيته الهام يهمنا أن نتوجه إلي السيد رئيس الوزراء بنداء خالص من الوطن العزيز مصر بأن يولي سيادته أهمية كبري لدور الإعلام المصري في المرحلة الحالية والمستقبلية لانجاح سياسات مصر الخارجية بالسودان ودول حوض النيل. التي شاء القدر أن تتزامن تطورات الاحداث علي الساحتين المصرية والسودانية في شهر واحد »يناير« الماضي، فقد شهدت مصر أحداث 52 يناير ميلاد الثورة الجديدة ونجحت في تغيير أوجه الحياة المصرية المختلفة في شتي المجالات ومازالت تمر بمرحلة انتقالية هامة تضع الأسس السليمة لأركان الدولة المصرية العصرية.. وفي جنوب السودان 9 يناير ولدت دولة جديدة سوف يدون اسمها بشهادة الميلاد المستخرجة رسميا في شهر يوليو القادم 1102 وستكون الخرطوم أول المعترفين بها وتأتي مصر بعدها مباشرة وكأن القدر يريد ان يثبت للعالم ومن قبله للمصريين والسودانيين أن العلاقات المشتركة بينهما أزلية وشرعية واستراتيجية. نحو تحرك اعلامي جديد: لابد للاعلام الرسمي والخاص لثورة يناير أن لا يفوته بأن يكون المشارك رقم واحد ويطالب بروح ثورية ان يتم تنفيذ تلك السياسات الاعلامية الجديدة في دعم العلاقات المصرية السودانية ودول حوض النيل والتي تتمثل في الآتي: 1 وضع منظومة اعلامية تتفق مع روح الثورة تتعامل مع السودان شماله وجنوبه علي أسس مبنية علي الحيادية والموضوعية . 2 انشاء مكتب اعلامي بجنوب السودان تابعا للهيئة العامة للاستعلامات يتزامن مع احتفال جنوب السودان باستقلال دولته في شهر يوليو 1102. 3 تدعيم المكتب الاعلامي لهيئة الاستعلامات بالخرطوم بعناصر إعلامية وإدارية ذات خبرة وكفاءة في التعامل مع الشأن السوداني حيث يعاني المكتب من تخفيض كوادره الاعلامية منذ 7 سنوات. 4 التوظيف المبكر للعلاقات الاعلامية المتميزة بين هيئة الاستعلامات ووزارة الاعلام بجنوب السودان. 5 حث وزارة الخارجية بالتنسيق مع هيئة الاستعلامات علي تكثيف استضافة الدورات التدريبية للقيادات الاعلامية الشابةبجنوب السودان في المرحلة الراهنة والمستقبلية وبصفة دورية. 6 التواجد الاعلامي الدائم لمراسلي التليفزيون والاذاعة المصرية والصحف القومية والخاصة بالسودان في شماله وجنوبه عبر انشاء مكاتب دائمة لوسائلهم الاعلامية المختلفة. 7 إقامة محطات ارسال مصرية جديدة بجنوب السودان ودارفور وتقوية الارسال الاذاعي والتليفزيوني في الشمال بشكل آلي. 8 تطوير اذاعة جنوب السودان (وادي النيل) ووضع سياسات إعلامية جديدة تتفق ومبادئ 52 يناير في التعامل مع الشأن السوداني علي ان يغطي إرسالها جنوب السودان وليس شماله فقط كما هو حادث الآن. 9 قيام المؤسسات الإعلامية المصرية بشتي أنواعها بتقديم جميع الخدمات الفنية والتدريبية للإعلاميين في شمال السودان وجنوبه . 01 وحتي تتكامل المنظومة الاعلامية المصرية لثورة 52 يناير المتعلقة بالسودان في الشمال والجنوب يجب مراعاة أهمية ان تقوم هذه المنظومة بالانتشار الاعلامي الفاعل والمؤثر في دول حوض النيل وربط الرأي العام بها بما يجري في مصر والسودان وحتي يتحقق ذلك يجب مراعاة: أهمية إعادة افتتاح المكتب الاعلامي بكينيا. تدعيم المكتب الاعلامي بأثيوبيا بكوادر إعلامية اضافية حيث لايضم المكتب الآن سوي إعلامي واحد واداري. الاهتمام الاعلامي ببقية دول حوض النيل.