مصر الثورة هي عصر جديد، هي عصر سعادة وفرح، هي عصر إنتاج وعمل، هي عصر علم وتعلم، هي عصر وحدة ورحمة، هي عصر تكافؤ وتنافس، وهي عصر تنمية وتقدم، وهي عصر آمان واستقرار.. ولكن تطالعنا علي أرض الواقع مشاهد عديدة تثير تساؤلات المصريين أولا مشهد طوابير أنابيب البوتاجاز والتي تجاوز سعرها في أحياء عديدة ما بين 53 الي 04 جنيها تلتهم الواحدة منها ما يزيد علي عشرة بالمائة من ميزانية الاسرة المصرية الفقيرة.. فما بالك بما هم تحت الفقر المدقع؟ وثانيا مشهد احتقان أهل قنا علي تعيين المحافظ الجديد.. ومشهد تغييرات المحافظين الجديدة والتي تستكمل أركان التغيير بعد اسقاط النظام التي طالبت به الثورة وثالثا مشهد سجن طرة والذي تحول الي ملتقي لجميع قيادات النظام السابق، ورابعا مشهد لنائب عام ونيابة عامة دخلت التاريخ الوطني والعالمي في تنفيذ القانون وقواعد العدل والحفاظ علي حقوق المجتمع وخامسا مشهد لرئيس وزراء يسعي بإخلاص ورحمة لنشر الامن وتوفير احتياجات المواطنين وإعادة الاستقرار اللازم لإعادة الانتاج والسياحة والتنمية، وسادسا مشهد لجيش الشعب يعيد زمام الأمور بعد أحداث الجمعة 9 أبريل الشهيرة وسابعا مشهد لرئيس مصر السابق وعائلته والتحقيقات والاجراءات التي تتم معهم وثامنا مشهد غلق الحزب الوطني وإعادة ممتلكاته للدولة وتاسعا قرار السجن المؤبد لمن اختطف ابنة عفت السادات، وعاشرا مشهد لبرامج تليفزيونية معظمها لا ترتقي للأحداث يختلط فيها بعض فصائل شباب الثورة مع الأخوان وتغيب فيها باقي مصر والمصريين من الثوار والوطنيين، وحادي عشر مشهد لمصانع لا تنتج بطاقاتها وفنادق اشغالها لا يزيد علي 03٪ وصادرات لا تزيد علي 04٪ وبطالة ازدادت في الشهور الثلاثة الماضية، وثاني عشر مشهد انكسار الشرطة والأمن رغم جهود محاولات البناء وثالث عشر مشاهد تنفيذ مخطط الاستيلاء علي السلطة (باسم الديمقراطية) بذكاء ودهاء، وحنكة وتآمر، ورابع عشر مشهد الصحوة الوطنية لشعب وغياب القيادة الوطنية الواعدة وخامس عشر مشهد الفوضي والعشوائية وغياب النظام والقرار شبه شلل لمصالح المصريين ولقطاعات الأعمال.. ويتساءل المصريون عن روح الثورة وأهدافها.. هل هي ثورة تقدم وتنمية أم ثورة فوضي وبلطجة... هل هي ثورة لكل المصريين بروح ميدان التحرير أم هي ثورة لبعض الوجوه الثائرة والرافضة؟ هل هي ثورة الشرفاء أم ثورة دخلاء؟ هل هي ثورة تقدم للوطن؟ أم هي ثورة لتعطيل الوطن؟... هل هي ثورة تخويف وإرهاب لكل من له رأي آخر، أم هي ثورة تحترم الرأي والرأي الآخر؟... هل هي ثورة للإخوان فقط أم هي ثورة لكل أبناء الوطن؟... هل هي ثورة لوضع نظام جديد أم هي ثورة لهدم كل النظم؟... هل هي ثورة تلبي احتياجات الفقراء وآمالهم أم هي ثورة احلام لا تتحقق؟... هل هي ثورة سوداء التوجه أم أنها ثورة بيضاء القلب؟... هل هي ثورة لصياغة وتنفيذ وبناء إطار ديمقراطي وطني أم هي ثورة لخلق وزرع ورعاية دكتاتورية جديدة؟ هل هي ثورة ستحترم القانون أم هي ثورة لفئة فوق القانون؟... أري مصر في مفترق الطريق... لديها الفرصة لانطلاقة كبري كي تكون دولة متقدمة في عشرين عاما... وبها خطر الانزلاق لمسلسل آخر لشرق أوسط دامي؟... فاحذروا يا شعب الثورة من سرقة أحلام الثورة كي لا تتحول الي ثورة أحلام.