جاءت الزيارات المتلاحقة للرئيس عبد الفتاح السيسي لمجموعة من الدول العربية الشقيقية والتي بدأها بالسعودية والإماراتوالكويت وستشمل بلادا شقيقة أخري في الخليج العربي.. ومن أهم الزيارات التي قام بها السيسي للم الشمل ، وتطوير وتنمية العلاقات بين تلك الدول خاصة السعودية بعد أن حدث شرخ كبير في العلاقات المصرية - السعودية في أكتوبر الماضي والذي أسهم الإعلام في البلدين بتأجيجه.. وتعميق الآثار السلبية لها مما زاد من توتر العلاقات بين البلدين.. وبعد أن التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعاهل السعودي في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الأردن ،كانت المرة الأولي التي التقي فيها الزعيمان منذ ظهور توتر في العلاقات.. وانتهز الملك سلمان بن عبد العزيز الفرصة لإذابة الجمود الذي حدث بين البلدين وكانت لها آثار طيبة في تعديل المسار وتحسين التوجهات لصالح العلاقات والمصالح المشتركة ووجه للرئيس الدعوة لزيارة المملكة رسميًا.. ورحب السيسي بطلب العاهل الذي وعد بزيارة مصر في القريب العاجل.. وأجزم أن اللقاء كان ناجحا خاصة في تناول دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ، وسبل تعزيزها في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه الأمة العربية جمعاء.. مع أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة القوية بين البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.. ولايمكن أن ننكر أن هذه الزيارة كانت لها آثار طيبة في تعديل المسار وتحسين التوجهات لصالح العلاقات والمصالح المشتركة.. ومن أهم الملفات التي تناولها الزعيمان التحديات التي تقف حائلا أمام الدول العربية كالأزمة الليبية والأوضاع في سوريا والتدخل الإيراني في المنطقة العربية وحرب اليمن.. الشيء المؤسف أن بعض النفوس المريضة أشاعت أن نجاح الزيارة يتوقف علي الطلبات السعودية من مصر.. ومدي استجابة مصر لها.. حقا العلاقات المصرية السعودية تجاوزت الخلافات في المرحلة الأخيرة ، وأصبحت الدولتان تشكلان معا قوة عربية هامة جدا للحفاظ علي أمن واستقرار الشرق الأوسط.. وأطالب المنابر الإعلامية المختلفة أن تلعب دورًا إيجابيا في تنمية النتائج.. وتعميق البصمات التي نتجت عن تلك الزيارة.. وأن تتخلي عن الجوانب العكسية التي تؤثر بالسلب علي المصالح الوطنية العليا للمنطقة..وردا علي هذه النفوس المريضة التي تدعي أن اللقاء بين الزعيمين قد تناول جزيرتي »تيران - وصنافير» أؤكد لهم أن هذا الكلام ليس له أي نصيب من الصحة وهذا ينعكس بوضوح من تعامل وسائل الإعلام السعودي مع القضية.. كذلك عودة ضخ بترول شركة »أرامكو» السعودية إلي مصر من جديد بعد توقفه الذي دام 6 أشهر رغم العقد المبرم بين هيئة البترول والشركة المصدرة.. أما عن زيارة الرئيس للإمارات الشقيقة فهي زيارة متميزة بين البلدين تعكس عمق العلاقات بينهما وبين شعبيهما وذلك لوجود رؤي مشتركة حول قضايا في الوقت الحالي.. وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.. كذلك جذب الاستثمارات الإماراتية والتي سيكون لها دور كبير في تنمية الاقتصاد المصري.. ولاشك أن الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة يسهم بقدر كبير في تدبير وتوفير المتطلبات التنموية التي تركز علي البنية التحتية في مصر لدورها في دعم الاقتصاد.. والنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والتنموية وهي علاقات قديمة.. منذ أنشأ الشيخ زايد رحمة الله عليه دولة الإمارات كانت مصر من أولي الدول التي دعمته دوليا وإقليميا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة لقوة العرب.. وهناك توافق كبير في وجهات النظر بين الطرفين المصري والإماراتي خاصة في قضايا الإرهاب.. تأتي زيارة الكويت استكمالا للمشاورات التي جرت علي هامش القمة العربية في الأردن.. والاتفاق علي آلية التعامل مع الأزمات العربية ، والتضامن المصري الكويتي الذي سيظل نموذجا للعلاقات بين الأشقاء العرب.. وتنمية وتطوير العلاقات بين البلدين بما يعود بالخير والتقدم والاستقرار علي الشعبين المصري والكويتي في كافة المجالات.. كذلك الدعم الكويتي للاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات..ومن المقرر ان يستكمل الرئيس السيسي زياراته لدولة البحرين بعد زيارته لدولة الكويت الشقيقة.. إن الزعيم المصري لايفتأ من القيام بزياراته للبلاد الصديقة والشقيقة سواء جنوب القارة الأفريقية التي تربطنا بها مصالح مصيرية أو شرقا في المنطقة الآسيوية والتي تجمعنا بها أواصر قوية من أجل تنقية الأجواء.. وتعميق الصلات وجلب الاستثمارات.. وإزالة المعوقات التي تواجه الاقتصاد المصري والتي تؤثر بالسلب علي المسيرة الوطنية والمصالح العليا.. وما يقوم به السيسي من جهد ينوء عن القيام به عشرات الرجال الصناديد.. الرجل يستمد من شعبه وقواته المسلحة نوعا من الدفعة الإنسانية والمعنوية التي تجعله يبذل الجهد بصدق وعمق.. والله ندعو أن يحميه لمصر ويثبت خطاه وينصره.