بدأ موسم الامتحانات وأعلنت الأمهات حالة الطوارئ في البيوت المصرية وبدأ الآباء في الطقوس التي اعتدنا عليها وقت الامتحانات »ذاكر الامتحان قرب.. مفيش خروج» وغيرها من الكلمات التي تظهر في موسم الامتحانات والتي تعتبر كلمات خاطئة كما وصفتها د. منال زكريا أستاذة علم النفس بكلية آداب جامعة القاهرة والتي تحث كل أم وأب بأن يتعاملوا مع أبنائهم في فترة الامتحانات بشكل أكثر وعيا من خلال توفير المناخ الملائم للمذاكرة والاستذكار الجيد، فهناك بعض الآباء الذين يشكلون ضغطا علي أولادهم بإجبارهم علي المذاكرة بدلا من أن يقدموا لهم الدعم من خلال تشجيعهم وتهيئة المناخ الجيد لهم كما أنه من الضروري أن يتخلي الآباء عن المقارنة الاجتماعية فلا يجب أن نقارن أولادنا بالآخرين فلا تقل »أخوك ذاكر عدد ساعات أكثر منك»، وكذلك يجب الابتعاد عن الكلمات السلبية مثل »أنت فاشل» فعلي الآباء النظر إلي الجوانب الإيجابية لدي أبنائهم فعندما نسلط الضوء علي الإيجابيات وندعمها يتغير سلوك الأبناء للأفضل فالتدعيم الإيجابي لسلوك الأبناء يدعم قدراتهم، كذلك يجب التركيز علي الاهتمام بوقت الترفيه فلابد أن يكون هناك وقت للترفيه عن أولادنا وإخراجهم من حالة المذاكرة بالترفيه من خلال مشاهدة فيلم أو الخروج في نزهة. كما توضح د.منال مدي خطورة المنبهات والمنشطات فهي تؤدي إلي توتر في الجهاز العصبي وتدمره وتقلل من الكفاءة العقلية للطالب الذي يكون بحاجة إلي أخذ قسط كافٍ من النوم وصحة جيدة وممارسة الرياضة وكذلك الصلاة فالاهتمام بالجوانب الروحية يساعد علي تنشيط الحواس والقدرة علي التركيز. كما تؤكد د.أمل رضوان استشاري العلاقات الأسرية والزوجية أن الوقت من ذهب خاصة في فترة الامتحانات فالوقت لا يمكن تعويضه واللحظة التي تنقضي لا تعود، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك لذلك يجب تنظيم الوقت في المذاكرة من خلال التخطيط ووضع خطة زمنية وتحليل الوقت وذلك من خلال عمل تحليل للوقت بصورة بسيطة وذلك بتدوين المهام التي نقوم بها كل نصف ساعة، حتي وإن كانت نفس المهمة تتم في مدي زمني أطول من نصف ساعة فيتم تدوينها مرة أخري ثم نقوم بترتيب الأولويات من خلال تحليل الوقت نقوم بتقسيم المهام إلي مهام ضرورية وعاجلة وروتينية وغير هامة، فبالتالي نعيد ترتيب الأولويات حسب أهميتها وبعد ذلك نحدد مضيعات الوقت وكيفية التغلب عليها من خلال إجراء تحليل للوقت حتي نصل لأهم مضيعات للوقت، وبالتالي نتخلص منها، حيث نجد أن كثيرا من الطلاب يشكون من ضيق الوقت وأن الوقت غير كافٍ لأداء المهام، وسبب تلك الشكوي هو عدم تنظيم الوقت وعدم تحديد الأهداف، إضافة إلي مضيعات الوقت، لذا علينا أن نحددها اولا لكي نتغلب عليها وبتحديد مضيعات الوقت نكون قد وضعنا يدنا علي السبب الحقيقي للفشل في إدارة الوقت واهداره، ومن ثم نتغلب عليه بالاعتدال والتوازن، وذلك بعدم الإسرف في مشاهدة التليفزيون، وعدم الإسرف في المكالمات التليفونية، ومحاولة التخلص من المقاطعات، وكذلك عدم الإسرف والاستغراق في التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، وغيرها من مضيعات الوقت. التنظيم الإيجابي وتضيف د.أمل بالنسبة للمذاكرة فعلي الطالب ان يقوم بتقسيم يومه علي المواد التي يريد مذاكرتها وألا يركز علي مادة واحدة طوال اليوم لأن ذلك يفقد العقل تركيزه، حيث يشعر بالملل، وحتي إن كان يذاكر مادة بعينها ليلة الامتحان فعليه أن يقسم الوقت علي الأجزاء المختلفة من المادة الواحدة وأن تكون مدة المذاكرة من ساعتين إلي ثلاث ساعات ويؤخذ بعدها استراحة قصيرة لمدة 10 دقائق. كما يجب علي الطالب عند المذاكرة استخدام أكثر من حاسة من الحواس في المذاكرة فذلك يساعد علي تثبيت المعلومات أكثر كأن يقوم بالقراءة ويكتب وينطق ما يذاكره ويستمع إليه، كما يمكن تحديد ملاحظات أو ملخصات لما ذاكره في شكل نقاط يسهل عليه استذكار المعلومات التي ذاكرها ومراجعتها من المهم ايضا وضع توقعات للاسئلة التي قد تأتي في الامتحان، ويجب أن يكون مكان المذاكرة منظما حتي لا يضيع الوقت بأن يكون المكتب منظما والكتب وورق المذاكرة، كما يفضل غلق الموبايل والبعد عن الضوضاء وكل شيء قد يؤدي إلي تشتيت تركيزه، وأن يحصل علي قسط كافٍ من النوم لأن ذلك يساعد العقل علي التركيز وأن يتناول أكلاًَ صحيا متوازن وأن تكون إضاءة الغرفة جيدة وليست ضعيفة حتي لا يتشتت الانتباه وعلي الأم أن تهيئ المناخ الملائم للمذاكرة داخل البيت والبعد عن الضغط علي الأولاد من أجل المذاكرة حتي لا يشعرهم ذلك بالتوتر ويشتت تركيزهم وكذلك البعد عن الإرهاب والعبارات السلبية والمقارنات، بل يجب أن يكون هناك تشجيع وتحفيز وعبارات إيجابية تدعم من ثقة الطالب بنفسه ونشر مشاعر الحب والاحتواء والأمان تشعر الطالب بالراحة التي تساعده علي المذاكرة الجيدة وأن تقوم الأم بغرز مشاعر حب النجاح لدي أبنائها، تجنب تنفيذ العقاب في فترة الامتحانات حتي وإن أخطأ الابن، كما يجب علي الآباء مراعاة فكرة الفروق الفردية ومستوي الذكاء فيجب أن يتفهموا ذلك وأن يتقبلوا أولادهم وعدم مقارنتهم بغيرهم.