لا يعرف كثيرون أن ثالث أعلي جبل في سانت كاترين يحمل اسمل »جبل عباس»، حيث يتسلقه حاليا العديد من هواة سياحة السافاري، حتي يصلوا إلي قمته التي توجد عليها أطلال قصر كان قد أمر الخديوي عباس الأول حاكم مصر بتشييده عام 1853، من أجل أن يقيم فيه للعلاج من مرض الربو، ولكنه مات قبل أن يكتمل البناء، ولازالت كتل الجرانيت التي لم تستخدم ملقاة ومبعثرة، حيث يوجد علي ارتفاع 2383 مترا فوق سطح البحر، فيما ظلت الأعتاب العليا الرائعة فوق البوابات تسحر زوار أطلال ذلك القصر الذي يقع علي مساحة 450 مترا، والذي يمكن الوصول إليه بعد تسلق الجبل بداية من مدينة سانت كاترين حتي القمة في مدة زمنية تصل إلي 3 ساعات ونصف الساعة عن طريق مدق أبو جيفة مروراً بعين شكية »عين مياه للشرب»، ووادي الأخديد ومنطقة الزواتين ووصولًا في النهاية لقمة جبل عباس باشا.. ويلفت محمد عبدالله قطب، مدير عام محميات سيناء، إلي قصة شائعة بأن عباس باشا الأول قد وقع اختياره علي هذا الجبل، بعد وضع قطع من اللحم في عدة قمم جبلية وملاحظة مدي بطء تحللها، لتحديد أنسب مكان لإقامة القصر الذي سيقوم بالاستشفاء من مرضه فيه، ويوضح أنه كان سيعد تحفة معمارية ليس لها مثيل في ذلك الوقت، ولازال القصر حتي الآن مهجورًا علي القمة ويمكن رؤيته من أسفل الجبل واضحًا.. وتعتبر رحلة الصعود والسير إلي منطقة وقمة جبل عباس باشا بمثابة رحلة علاجية استشفائية وبيئية وسياحية، ما يؤكد أن سانت كاترين ليست مخصصة للسياحة الدينية فقط، إنما يضاف إليها السياحة الاستشفائية.. ويشير محمد عبدالله إلي أن الخديوي عباس كان غريب الأطوار ويحب العزلة، وعندما أصابه مرض الربو نصحه الأطباء بالذهاب إلي منطقة يكون الهواء بها صحيا وجافا مثل منطقة سانت كاترين، خاصة أنه كان مغرما بالمناطق الصحراوية والجبال، وكان أول من قام بعمل مدق الصعود لجبل موسي، وأطلق البدو عليه »مدق عباس باشا»، كما أطلقوا اسمه علي جبل طينية، لافتا إلي أن عددا كبيرا من زائري مدينة سانت كاترين من السائحين يفضلون الصعود لقصر عباس باشا، حيث يعتبر من أحد محطات رحلات السفاري في المنطقة.