سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 في البنوك    ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط    « المشاط»: إصلاح الهيكل المالي العالمي ضرورة لتحقيق أجندة المناخ والتنمية    جامعة الدول العربية توقع مذكرة تفاهم مع منظمة التعاون الرقمي    وزير الخارجية يشارك بالاجتماع الثلاثي بين مصر والأردن واليابان بشأن القضية الفلسطينية    حالة الطقس في مصر.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة مع قدوم الخريف    بالفيديو.. محافظ أسوان يطمئن الأهالي: "صرف مصنع كيما يُعالج صناعيا بطرق جيدة"    المطرب إيساف يعلن وفاة شقيقه نمازي    انخفاض المؤشر الرئيسي للبورصة ببداية تعاملات اليوم الثلاثاء    «فرص لوظائف عالمية».. وزير التعليم العالي يهنئ «النيل للهندسة بالمنصورة» لاعتماده من «ABET» الأمريكية    محافظ الجيزة يتفقد سير الدراسة وتسليم الكتب ويؤكد: منع الإشغالات بمحيط المدارس    10 شهداء لبنانيين من عائلة واحدة إثر قصف الاحتلال للبقاع الشرقي    قوات الاحتلال تعتقل 25 فلسطينيا من الضفة    أخبار الأهلي : ثنائي جديد على أبواب الرحيل عن الأهلي بعد السوبر الأفريقي    موتسيبي: التمويل سبب أزمة الكرة الإفريقية    «كان أكرم من الجميع».. شوبير يشيد باعتذار أحمد بلال لنادي الزمالك    هاني رمزي: مواجهة السوبر الإفريقي متكافئة.. ومشاركة داري مع الأهلي لن تكون مفاجأة    رد الجنسية المصرية ل 12 شخصا بقرار من وزير الداخلية (الأسماء)    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة الإستراتيجى التعبوى    المشدد 3 سنوات لموظف سابق في قضية تلقي رشوة مالية    محافظ أسيوط يتفقد مزرعة الوادى للوقوف على سبل تطويرها    لمواليد برج العذراء.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2024    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جامعة جوان دونج الصينية لتعزيز التعاون المشترك    بالفيديو.. أسامة قابيل للطلاب: العلم عبادة فاخلصوا النية فيه    جولة مفاجئة لوزير الصحة بالمستشفى القبطي ومكتب صحة الفجالة.. ماذا اكتشف؟    انطلاق العام الدراسي الجديد.. كيف تمنع خمول طفلك بعد تناول الطعام؟    الصحة: حصول 3 مستشفيات على شهادة اعتماد الجودة من ال GAHAR    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 2 أجانب خارج مصر    بعد قليل.. الحكم على البلوجر سوزى الأردنية بتهمة سب والدها على الهواء    إصابة 4 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين على الطريق الزراعى الشرقى بسوهاج    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الثلاثاء    وزير الإسكان يتابع موقف توفيق الأوضاع بالأراضي المنضمة لأحوزة المدن الجديدة    أبو الغيط يوقع مذكرة تفاهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الرقمى بنيويورك    لهذا السبب..إيمي سمير غانم تتصدر تريند " جوجل"    نجم الأهلي السابق يكشف توقعاته لمباراة القمة في السوبر الافريقي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في محافظة قنا    الإفتاء: الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم    الخطوط القطرية تعلق رحلاتها من وإلى بيروت حتى يوم غد    العراق والولايات المتحدة يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    وكيل ميكالي: الأرقام المنتشرة عن رواتب جهازه الفني غير صحيحة    نجيب ساويرس: ترامب وكامالا هاريس ليسا الأفضل للمنطقة العربية    30 قيراط ألماظ.. أحمد سعد يكشف قيمة مسروقات «فرح ابن بسمة وهبة» (فيديو)    مدين ل عمرو مصطفى: «مكالمتك ليا تثبت إنك كبير»    محمد على رزق يوجه رسالة للشامتين في حريق مدينة الإنتاج: «اتعلموا الأدب في المصايب»    مريم الجندي: «كنت عايزة أثبت نفسي بعيدًا عن شقيقي واشتغل معاه لما تيجي فرصة»    غدا.. افتتاح معرض نقابة الصحفيين للكتاب    قنصل السعودية بالإسكندرية: تعاون وثيق مع مصر في 3 مجالات- صور    السيطرة على حريق باستراحة تمريض بسوهاج دون إصابات    مروان حمدي يكشف كيف ساعده الراحل إيهاب جلال في دراسته    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    هل منع فتوح من السفر مع الزمالك إلى السعودية؟ (الأولمبية تجيب)    وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لوجه الله ومصلحة الوطن
صفحة»خيالية« من عقل مبارك !
نشر في الأخبار يوم 17 - 04 - 2011

" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَيَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ". صدق الله العظيم.
يبدو أنني لم أكن قد قرأت هذه الآية في القرآن الكريم من قبل بل أعتقد أنني لم أسمعها تتلي أمامي يوما. كيف لم ينبهني أحد الي المعني الواضح في هذه الآية الكريمة منذ اللحظة الأولي التي أتاني الله سبحانه وتعالي فيها حكم مصر ؟.
الآن فقط أتذكر تلك الليلة التي استدعاني فيها الرئيس الراحل أنور السادات حيث فاجأني بالاستعداد لأداء اليمين الدستورية نائبا له. ثم تتوارد الي ذهني تلك اللحظة التي استدعتني فيها "مدام" جيهان السادات في مستشفي المعادي العسكري بعد ثوان من ابلاغها بوفاة زوجها لتقول لي : "اذهبوا الآن البلد في حاجة اليكم وكل شيء ممكن الحدوث ". وتتسارع المشاهد بعدها لتصل الي وقوفي في مجلس الشعب ألقي خطابي الأول رئيسا لمصر . كنت مرتبكا تماما وأنا استخدم منديلي لمسح عرق غزيز علي جبهتي وكانت صورة السادات غارقا في دمائه بجواري لا تغادر مخيلتي . كنت أضع في اعتباري تلك النهاية وأتحسب منها . ساعتها طلبت غاضبا من مصوري الصحف الاكتفاء باللقطات التي أخذوها .. كانت اصوات الفلاشات وعدسات الكاميرات تغلق وتفتح تفقدني التركيز وتذكرني في الوقت نفسه كيف كان التركيز الاعلامي علي السادات سببا من بين أسباب أخري أدت الي اغتياله .
وأتذكر كلماتي في الخطاب الأول : "لن أقطع علي نفسي عهدا لا أستطيع تنفيذه، لن أخفي الحقيقة عن الشعب ولن أتهاون مع الفساد والفوضي وانتهاك القانون". نعم كنت أعني كل كلمة قلتها والتزمت بها طويلا جدا . . لكن لعنهم الله هؤلاء الذين لم يتوقفوا عن محاولة اقناعي بالاستمرار وأنا الذي كنت قطعت عهدا علي نفسي بعدم التمديد في الرئاسة أكثر من فترة واحدة فإذا بي استمر لثلاثين عاما كافية لتصنع لا ديكتاتورا فحسب بل طاغوتا . ألم يكن الأفضل أن يتذكرني تاريخ مصر بتغييرات جوهرية تجاه الديمقراطية والحرية بدلا من أن يسعي المصريون لشطب اسمي من كل مكان ؟! . نعم كنت الذي قال في خطاب رئاسي ان الكفن لاجيوب له فما الذي جعلني استمع لرفاق السوء وأضع للمال والجاه الاعتبار الأول في حياتي في السنوات الأخيرة باستثناء الفترة التي أعقبت وفاة حفيدي محمد ؟.
أقسم أنه لم يدر بمخيلتي يوما أن أصبح رئيسا لمصر حتي بعد تعييني نائبا للسادات . لكن الله سبحانه أراد - ولا راد لقضائه- أن يؤتيني الملك دون جهد من جانبي فهذا هو معني الاتيان . لكنني وبصراحة لم أتخيل نفسي بعيدا عن قصر الاتحادية محاطا بكل هذه الأبهة والعظمة . وكنت علي استعداد لعمل كل شيء للبقاء في الكرسي مستمتعا بالحكم حتي النفس الأخير . بل انني كنت - بيني وبين نفسي - اسعد كلما زادت حدة المعارضة لتوريث ابني جمال . وكم تحدثت في ذلك الي زوجتي سوزان وحذرتها مما يمكن أن يحدث له مؤكدا لها أن حكم المصريين ليس بالأمر الهين . وحتي اللحظة الأخيرة كنت متشبثا بالبقاء حتي جاءت لحظة انتزاع الملك مني وأنا بين مصدق ومكذب . وأيقنت ساعتها أن الله سبحانه وتعالي لا يخلف وعدا .
الندم - وما أقساه - يملؤني ويصبغ كل ما حولي باللون الأسود لأنني منذ يوم 25 يناير 2011 لم انتهز الفرص المتتالية التي اتيحت لي للاستجابة الي صرخات الثوار واتخاذ قرارات ثورية تزيل كل أركان نظامي وتحللني من مخاوفي وأعلن بنفسي التخلي عن جميع سلطاتي . ليتني ما استمعت الي تدخلات أولئك الذي أجبروني علي تغيير خطابي الأخير مساء الخميس 10 فبراير فلو كنت رفضت طلبهم ونفذت ما كنت أراه صالحا لما جرت مشاهد المأساة لتوصلني الي هذا الموقف المأساوي الذي أعيشه الآن في انتظار بدء اجراءات محاكمتي الرسمية بعدما انتهت المحاكمة الشعبية بقرار اعدامي بعد كل هذه الحياة الطويلة من العمل والعطاء من أجل مصر . لكنني أعترف بان كذبهم وجد هوي في نفسي باستمرار الأمل في اعادة عقارب الساعة الي الوراء وما فهمت أن كلا منهم - جمال وسوزان وزكريا وأنس الفقي - كان يحاول حماية نفسه وطموحاته ورغباته .
تري هل كان أحد يمكنه أن يتخيل يوم 24 يناير الماضي أن أكون محبوسا اليوم علي ذمة التحقيق في قضايا جنائية داخل غرفة صغيرة بمستشفي وأن يكون ولداي الأغلي عندي من ذاتي في أحد عنابر ليمان مزرعة طرة محبوسين علي ذمة التحقيق في قضايا قد تودي بهما بقية حياتهما الي غياهب السجون فيما أمهما تستعد للوقف أمام المحققين في قضايا تضخم الثروة .
" خبطات علي باب الغرفة الرقم 309 بمستشفي شرم الشيخ الدولي تستحث مبارك علي الخروج استعدادا لنقله بطائرة هليكوبتر الي المستشفي العسكري بالمركز الطبي العالمي علي طريق القاهرة الاسماعيلية . يفيق حسني مبارك من هذه الذكريات التي "تخيلها كاتب هذه السطور " والتي كان يعيش معها تأخذه في تلك اللحظات وستظل تعيش معه بعدها كما ملأت ذهنه قبلها "
أعجبني : الكاتب الصحفي والتليفزيوني أحمد المسلماني الذي حرص علي الرد علي الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي قلل من الضربة الجوية في حرب اكتوبر 1973 المجيدة لمجرد ارتباطها باسم الفريق حسني مبارك قائد القوات الجوية وقتها ورفض المسلماني الخلط بين مبارك الرجل العسكري وبين مبارك الرئيس الذي ارتكب الكثير من الأخطاء الجوهرية وترك بلاده ليعيث فيها الفساد . قال المسلماني انه يري أن التقليل من الضربة الجوية هو اعتداء علي تاريخ العسكرية المصرية وأن هيكل أخطأ فيما قاله بشأنها . هكذا يكون الموضوعيون وهكذا تكون الموضوعية .
لم يعجبني : تجاهل وزارة الداخلية لاستغاثة من الأمهات المصريات المتزوجات من فلسطينيين تطالبن فيها بحقوقهن في منح الجنسية المصرية لأولادهن . والحقيقة أنني كنت أظن أن هذه المأساة انتهت منذ زمن بعيد بعد تعديل قانون الجنسية رقم 154 لسنة 2004 في مادته الثانية الذي أصبح ينص علي أن: " يكون مصرياً من وُلد لأب أو لأم مصرية " . والغريب أنه تم بالفعل تطبيق القانون المعدل علي أولاد الأم المصرية من اب أجنبي بأثر رجعي باستثناء الأولاد من أب فلسطيني الذي لم يتم تطبيقه علي المولودين قبل 14 يوليو 2004 وذلك طبقا لتعليمات شفهية من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي. وبعد ثورة 25 يناير تفاءلت الأمهات خيرا لكنهن فوجئن باستمرار تنفيذ تلك التعليمات الشفهية حتي اليوم. ونظرا لحصول عدد من الأمهات علي أحكام قضائية واجبة النفاذ بتطبيق القانون بأثر رجعي فان وزارة الداخلية بدأت في تنفيذ الأحكام بعد ثورة 25 يناير ورفضت مبدأ المعاملة بالمثل للحالات المشابهة وطلبت من الامهات ذلك وعندما نعلم أن كل الأبناء من أم مصرية وأب فلسطيني يعيشون في مصر منذ ولادتهم ولا يعرفون لهم وطنا غير مصر يصبح الأمر تشددا في غير محله يحتاج الي نظرة سريعة من الجهات المسئولة ذات الصلة وهي رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.