بعد 06 يوماً من خلعه، خرج علينا صوت مبارك، ليس ليعتذر للشعب عما بدر منه هو وزوجته سوزان وولديه علاء وجمال وأقاربه وأصدقائه وحاشيته، وحزبه، ووزرائه، وعملائه، وحوارييه في حق الشعب، والبلد، بل جاء ليهدد 58 مليوناً إلا قليلاً بأنه سيرفع ضدهم دعاوي قضائية لأنهم أساءوا له وطعنوه في ذمته، واتهموه بأنه علي مدار ثلاثين عاماً نهب البلد، وقتل المتظاهرين أثناء الثورة، واستغل نفوذه، وباع أصول البلد من مصانعها وأراضيها لرجال الأعمال، وكان فاضل يبيع الشعب في سوق النخاسة. الرئيس المخلوع يريد أن يقاضينا لأننا اتخنقنا وزهقنا، وقلنا مش عايزينه.. وعايزين حقنا، بعد 03 عاماً طوارئ وفقر وبطالة واحتكار سلطة، حاسين ان البلد مش بلدنا.. واننا ضيوف علي مبارك وأسرته في عزبتهم مصر. مبارك بدأ كلامه بأنه »تألم« مما أسماه الحملات الظالمة.. ونسي أن الشعب كله كان يئن. أصر علي أنه هو الذي تخلي عن منصبه، ونسي أن الثورة هي التي خلعته، وأنه لم يكن يملك رفاهية الاعتراض علي الثورة. يعلم مبارك أنه إذا كانت السلطة تفوض فإن المسئولية لا تفوض، وأن كل فاسد في ديوانه وحكومته وحزبه، هو المسئول عما ارتكبه من جرائم. الشعب كان عنده حق لما خلعك.. ونحن في انتظار 58 مليون إنذار علي يد محضر.