لعل دخول قطر علي خط ترشيح عبد الرحمن العطية لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية بعد ايام من انتهاء مهمته كأمين عام لمجلس التعاون الخليجي زاد من ضرورة ان يتم حسم مصر لموقفها خلال الايام القادمة خاصة وان معلومات "الاخبار" تؤكد انه حتي كتابة هذا التقرير مازال المرشح المصري هو د.مفيد شهاب ولم يتم سحب هذا الترشيح كما يتردد رغم وجود تحفظات من جهات مصرية بالاصل علي ذلكٍ خاصة وانه يعود الي النظام السابق الذي تقدم به وأصر عليه حتي قبل يوم واحد من التنحي كما كشف ذلك عمرو موسي في حديثه" للاخبار"منذ ايام كما ان عددا من الدول العربية ترغب في ان تري مرشحا مصريا آخر يتناسب مع المرحلة الجديدة عربيا ومصريا. وعلمت "الاخبار" بان هناك عوامل عديدة شجعت قطر علي تقديم مثل هذا المرشح في مقدمتها خبرته الدبلوماسية التي اكتسبها طوال عمله كوزير دولة للخارجية وامين عام مجلس التعاون الخليجي طوال فترتين انجز خلالهما العديد من المشروعات ذات الطابع الاستراتيجي مثل الاتحاد النقدي والسوق الخليجية المشتركة، كما نجح في كسب ثقة وتقدير واحترام قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست وقد ربط كثير من المراقبين بين توقيت الاعلان عن الترشيح وعقد اجتماع لوزراء الخارجية في الرياض منذ ايام مما يشير الي ان قطر قد وجدت تشجيعا للخطوة، رغم ان معلومات "الاخبار" تؤكد ان القضية لم يتم حسمها خليجيا ولم تحصل قطر علي موافقة صريحة من كل دول المجلس علي الاقل. كما ان قطر تلعب علي وجهة نظر تجد صدي لدي بعض الدول العربية وهي فكرة تدوير منصب الامين العام وهي مطروحة منذ سنوات ويتحمس لها دولة مثل الجزائر والتي تطالب بعدم قصر المنصب علي مصر وهو الحال في كل المنظمات الاقليمية والدولية رغم ان الامر يحكمه العرف السائد منذ نشأة الجامعة، ويشير الي ان يكون الامين من دولة المقر وهو ماحدث مع الشاذلي القليبي وزير خارجية تونس الذي تولي المنصب عند نقل المقر إلي هناك كما ان قطر تستطيع تسويق مرشحها لدي عدد من الدول العربية التي تعتمد علي المساعدات القطرية مثل جزر القمر. ولعل الموقف القطري يستدعي تحركا مصريا سريعا يتضمن حسم اسم المرشح البديل بعد نفي د. نبيل العربي وزير الخارجية بأن يكون مرشحا لمصر للمنصب او ان يكون بديلا عن عمرو موسي رغم ماتم ترويجه بعد اختياره لوزارة الخارجية بانها نوع من التمهيد للمنصب الذي جري العرف علي ان من يتم اختياره لموقع الامين العام للجامعة العربية هو وزير الخارجية المصري وهو ماحدث مع د. عصمت عبد المجيد وكان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية وكذلك عمرو موسي ومن قبلهما محمود رياض ولانعرف اذا كانت تصريحات وزير الخارجية الحالي موقفا اخيرا ام قابلا للتعديل. فقد يكون هوالانسب للمنصب . ويمكن طرحه وتوفير الضمانات الكافية لنجاحه، وإن كانت فرص د. مصطفي الفقي قد تزايدت، اذا أصر وزير الخارجية د. نبيل العربي علي موقفه، خاصة في ظل علاقات الفقي العربية من خلال عمله مساعدا لوزير الخارجية للشئون العربية، ومندوبا دائما لمصر في الجامعة، وتوليه مهام نائب رئيس البرلمان العربي، كما يلقي احتراما وتقديرا كبيرا، دفع دولا عربية الي ترشيحه اذا تقدمت به مصر. خاصة ان هناك عدد من الدول العربية مازالت حريصة علي الابقاء علي المنصب لمصر ومنها العراق. الذي جاهر برأيه بهذا الخصوص والتوجه العام لدي عدد من الدول يسير باتجاه ضرورة دعم مصر في هذه المرحلة بعد أن قدمت النموذج المطلوب للتغيير السلمي و هناك حرص عربي علي استعادة الدور القيادي لمصر.. المهم العمل سريعا علي اختيار المرشح والعمل عبر حملة دبلوماسية نشطة علي دعمه خاصة ان امر اختيار الامين العام الجديد مرتبط بقرار من القادة العرب في قمتهم القادمة في بغداد الشهر القادم دون التعويل علي امكانية تاجيل القمة ممايتيح فرصة اكبر للبحث في القضية .