عندما تفور وتفيض مشاعر أمة صبورة كأمتنا.. فتخرج طلبا لحقوقها، وتنشد الثأر لدماء سالت في شعابها وسقت زرع حريتها، فلابد أن يستجاب لها . هذه الحقيقة لا ينبغي أن تغيب عن صناع القرار المصري اليوم، وعليهم ألا ينسوا أن الذين وضعوا ثقتهم بالقوات المسلحة وبين يديها أمانة الوطن وبعنقها دماء الشهداء يحق لهم أن يرقبوا ويقوموا، وأن كلا من الجيش والحكومة معروضون أمام شعب ينتظر منهم الأكثر. وصحيح أن المؤسسة العسكرية كشفت ومنذ بدء الثورة أنها وشعب مصر كل واحد لا ينفصم واصطفت شريكا أصليا في الثورة، فحقنت بموقفها الدماء، إلا أن وطنيتها لا ينبغي أن تحمل كجميل بأعناق المصريين، والأصح أن الجيش ورجالاته مصريون اختاروا صلاح الوطن وآمنوا كما آمن باقي الشعب بمستقبل أفضل له ولأبنائهم وبالحتمية لقدرة مؤسستهم التي طالها ما طال مصر كلها في عهد الرئيس المخلوع . ولست أظنني مغاليا إن طالبت أصحاب القرار بالإسراع إلي إنشاء محكمة للثورة حتي يكون القصاص وليرفع الحرج عن الجميع، فلا مكان لمن خانوا الأمانة إلا التدلي علي باب الثورة المصرية تماما كما تدلت جيف رسل هولاكو علي باب زويلة .. فلا تهنوا ولا تفرطوا .