رغم ضيق الوقت المتبقي علي موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة إلا أن الشباب الذين شاركوا في ثورة 52 يناير عزموا علي خوض هذه الانتخابات رغبة منهم في نقل رؤيتهم للتغيير وتصوراتهم عن المرحلة المقبلة الي برلمان المستقبل.. مؤكدين أنهم سوف يواصلون التنسيق مع مختلف القوي السياسية الموجودة في الساحة من أجل الوصول الي مجلس شعب قادر علي أداء دوره الرقابي بكفاءة خلال المرحلة المقبلة. وطالب الشباب بضرورة الحفاظ علي مبادئ المواطنة وحرية العمل السياسي وعدم استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية.. فيما دعا شباب الاحزاب الي ثورة لتصحيح آليات العمل السياسي وطالب ائتلاف شباب الثورة بتخفيض سن الترشيح للبرلمان الي 52 سنة. في البداية أكد محمد السعيد المنسق العام لاتحاد شباب الثورة أن الشباب في الاتحاد قرروا خوض المنافسة علي الانتخابات القادمة لمجلس لاشعب.. وأشار الي أن الفكرة بدأت داخل الاتحاد وبين الشباب عندما قرروا أن يدعوا الشخصيات التي سترشح نفسها في الانتخابات القادمة بشرط ان تتفق مبادئها مع مبادئ الاتحاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وان يتم الجلوس مع هذه الشخصيات وفتح باب المناقشة معها لمعرفة خلفياتها السياسية واتجاهاتها في حالة نجاحها في مجلس الشعب القادم.. وأضاف انه تم التفكير بعد ذلك في خوض الانتخابات بأنفسهم باعتبار انهم في النهاية هم أقدر من يعبر عن أفكارهم ورؤيتهم للمرحلة القادمة والدور البرلماني الذي سيلعبه عضو مجلس الشعب القادم والذي سيتميز بكثافة العمل التشريعي علي الرقابي خلال المراحل الأولي للمجلس.. وأكد السعيد أن هذا في النهاية لن يتعارض مع فكرة التنسيق بين الشباب والقوي السياسية المختلفة التي ستخوض الانتخابات لأن الاتحاد لن يستطيع تقديم مرشح في كل دائرة أو حتي المنافسة علي 02٪ من مقاعد المجلس ولكنه سيكون له دور في دعم المرشحين المختلفين بشرط أن يتم التنسيق معهم في اطار توافق المبادئ والأهداف التي استقروا عليها.. وقال ان عملية اختيار الشباب الذين سيخوضون تلك الانتخابات بدأت بالفعل ولكن بطريقة هادئة ومتأنية حيث سيتم فتح الباب أمام من يرغب من الشباب في خوض تلك التجربة وسيتم عمل اقتراع بيننا جميعا علي ترشيحه بعد دراسة فرص نجاحه علي أرض الواقع وبعد ذلك يتم التقدم بأوراقه للترشح في الانتخابات وفي اطار الحملة الانتخابية العامة التي سيعدها الاتحاد لدعم مرشحيه.. وقال ان هناك عدة سمات أساسية يجب أن تتوافر في المرشح أهمها أن يكون مؤمنا بمبدأ المواطنة وحرية الأحزاب والعمل السياسي وألا يكون قد تعرض لأي نوع من أنواع الفساد في ظل العهد السابق وألا يكون قد خاض انتخابات مجلس الشعب السابقة علي قوائم الحزب الوطني.. وأن يكون لديه برنامج سياسي متوافق مع المرحلة التي تمر بها وكذلك برنامج محلي بعيدا عن المصالح الفردية والفئوية. من جانبه أكد وليد خيري منسق شباب التقدمي والمنضم لائتلاف شباب الثورة أن قرار خوض الانتخابات من جانب الشباب هو أمر تم الاتفاق عليه من حيث المبدأ ولكن لم تتم أي استعدادات جدية داخل جناح الشباب في الحزب حتي الآن وذلك لسببين الأول هو التزام جناح الشباب بقرار الحزب من خوض الانتخابات وإعلان أسماء مرشحيه للتنسيق معهم في خوض الانتخابات والدوائر التي ستتم المنافسة عليها والسبب الآخر هو التنسيق مع ائتلاف شباب الثورة وذلك لأن هناك اتفاقا عاما بين الشباب علي أهمية التنسيق الكامل بينهم خلال الانتخابات القادمة لأن الجميع متفق علي هدف واحد وهو الديمقراطية وتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية وذلك بعد أن يتم وضع دستور جديد يحقق توافق المجتمع ككل ولكن لكل فريق أسلوبه في تحقيق هذا الهدف وهذا لا يجب أن يشتت جهود الجميع.. وقال أنه حتي الآن لم يتم إعلان موعد انتخابات مجلس الشعب خلال الفترة القادمة وهو ما يسبب تباطؤا حتي الآن بين الشباب ولكن هناك تحركات موجودة تتمثل في عقد المؤتمرات الجماهيرية في المناطق المختلفة والندوات التثقيفية وهي تعتبر نوعا من التواجد في الشارع حتي يتم وضع خطة تحرك للدعاية وتعريف الناخب بنا. من جانبه يقول حسن هيكل المتحدث الاعلامي باسم شباب الحزب الناصري أن الوقت المقترح لاعادة تنظيم صفوف الشباب غير كاف ولا يسمح بعملية تواصل اجتماعي للوجوه الشابة التي شاركت في ثورة 52 يناير مع المجتمع الذي لا يعرف هؤلاء الشباب مشيرا إلي أنهم كانوا مقسمين علي دوائر انتخابية عن مختلف المحافظات والرابط بينهم الاتصال علي الأنترنت وعلي ذلك فهم لا يمثلون كتلة تصويتية واحدة أي انهم لايستطيعون انجاح أحدهم في أي انتخابات تجري. وأضاف هيكل أن الوقت متعجل حتي يستطيع الشباب التواصل مع دوائره وعلي ذلك فإن شباب الحزب الناصري يري أن اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها يعزز اقصاء قادة الثورة ويتيح الفرصة للحزب الوطني بصفيه الثاني والثالث للسيطرة علي الانتخابات مع منافسيهم التقليديين من الاخوان. أما باقي الاحزاب والتي عانت طوال السنوات الماضية واعتقل شبابها ومنها الحزب الناصري الذي اعتقل منه اكثر من 201 شاب مع أول أيام الثورة فلم تاخذ فرصتها في التواصل. وأشار المتحدث باسم شباب الحزب الناصري الي أن هناك أحزابا كرتونية لم يكن لها دور وهناك أحزاب فعالة مثل التجمع والناصري والجبهة تعرضت لضربات اجهاضية من النظام السابق. وأوضح هيكل أن الفترة ضيقة في ظل عدم وضوح معايير تحدد سبل الدعاية الانتخابية والتجاوزات التي تشهدها وخاصة استخدام الشعارات الدينية وهو السلاح الذي تم استخدامه في عملية الاستفتاء الأخيرة. وأضاف انه لابد من وضع قواعد واضحة وصريحة مثل كل دول العالم المتقدم لأننا لا نخترع »العجلة« لان هذا أمر خطير لأن رجل الدين عندما يتكلم في السياسة تخسر السياسة ويخسر رجل الدين مشددا علي ان المجتمع المصري في حاجة لثورة لتصحيح آليات العمل السياسي في الفترة القادمة حتي يمكن تحقيق التواصل مع الجماهير. وأكد المتحدث باسم شباب الحزب الناصري ان شباب الحزب طالب بدعوة المؤتمر العام الطارئ للحزب من اجل تعديل لائحة الحزب بما يتماشي مع الثورة وتعديل الخطاب السياسي للحزب الناصري وكذلك تشكيل لجنة محايدة لادارة انتخاباته لأن المرحلة القادمة لم تعد تحتمل وجود قيادات »عجوزة« غير متواكبة مع سرعة الاداء ..من جانبها أكدت رنا فاروق من حزب الاصلاح والتنمية تحت التأسيس أنه علي الرغم من ان الفترة حتي الانتخابات البرلمانية أقل من 6 أشهر الا ان الهدف هو ان يشارك الشباب في هذه الانتخابات حتي يستطيع ان يعيش التجربة ويكتسب الوعي الكافي وتزداد قوته حتي اذا لم يستطع أن يفوز في الانتخابات. من جانبه أكد طارق الخولي من ائتلاف شباب الثورة »حركة 6 ابريل« أن شباب الائتلاف قدموا طلبا الي المجلس العسكري لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية لتخفيض سن المرشح في المجالس النيابية الي 52 سنة حتي يمكن مشاركة اكبر قدر من الشباب فيها..وأضاف الخولي ان هناك مقترحا يجري مناقشته حاليا لاعداد قائمة موحدة تضم شخصيات محترمة وتخوض الانتخابات باسم الائتلاف.