»المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر».. دائما عبارة تتردد علي لسان المسئولين كإحدي أبرز خطط الدولة نحو التنمية الاقتصادية الحقيقية وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب وضرب البطالة، ربما قديما كانت مجرد شعارات محفوظة تطلق من حين إلي آخر في سبيل »الشو» ولكن الآن أيقن الجميع أنه لا مفر سوي بالعمل والإنتاج لزيادة الدخل القومي ورفع مستوي معيشة الفرد ومواجهة طوابير العاطلين والانتقال من مصاف الدول المستهلكة إلي منتجة بأيادي أبنائها وشبابها.. الإيجابيات حاليا كثيرة في مبادرات حكومية من مختلف أجهزة الدولة سواء لدعم ومساندة وتشجيع الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر سواء تمويلا أو تيسيرا في إجراءات الاستثمار وتخصيص الأراضي، ومع قلة السلبيات إلا أنها قد تكون عائقا كبيرا أمام صغار الصناع والمنتجين. »الأخبار» قامت بجولة علي عدد من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي حققت نجاحا وباتت نماذج طيبة في حين طالب البعض بإجراءات أكثر سهولة وسرعة تضمن انطلاقة توفر المزيد من فرص العمل أمام الشباب. مشروع جديد البداية كانت من منطقة المهندسين، مع صافي رضا، خريجة كلية التجارة، التي كانت تعمل في المجال السياحي لكن للظروف التي نعلمها جميعا اضطرت للبحث عن مهنة أخري، فاستغلت خبرتها السابقة في مجال تجارة النظارات، وبحثت عن مصدر يمول مشروعها الجديد، تقول صافي: قرأت إعلانا عن الصندوق الاجتماعي للتنمية والقروض التي يمنحها في إطار توجه الدولة نحو دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فذهبت وبالفعل حصلت علي أول قرض بقيمة 37 ألفاً و700 جنيه، ثم قرض آخر بمبلغ 25 ألف جنيه واسدد القرضين للصندوق واحصل علي قرض ثالث بقيمة 47 ألف جنيه. وكشفت صافي عن نيتها في التوسع مستقبلا بإنشاء فروع أخري، قائلة في البداية استعنت بأبنائي وفي القريب نوفر المزيد من فرص العمل، موضحة أن توجه الدولة نحو المشاريع الصغيرة أصبح أمرا واقعا فالتعامل بات أيسر وأكثر سهولة من ذي قبل، ولا يوجد اشتراطات سوي السجل التجاري والبطاقة الضريبية ورخصة محل وعقد إيجار موثق، وأن أكون خريجة جامعة، فضلا عن أن الفائدة قليلة مقارنة بالبنوك وشروط أكثر مرونة فالفائدة تتناقص حتي 6%، واختتمت قائلة: حركة البيع والشراء الآن متوسطة والدخل مرضٍ ونتوقع خيرا خلال الفترة الراهنة والمستقبلية. ومن المهندسين إلي منطقة أرض اللواء، حيث ورشة طارق سعيد، لتصنيع الأثاث المصيفي وكذلك الخاص بأثاث الحدائق، والذي قال ل»الأخبار»: حصلت علي بكالوريوس تجارة خارجية واتجهت للعمل الحر، ودرست فنون تطبيقية لتتناسب مع مجالي، بدأت منفردا ثم أخذت في التوسع بشكل مطرد وحصلت علي قرض من الصندوق الاجتماعي بحد أقصي 50 ألف جنيه نظرا لوقوع الورشة في منطقة سكنية، وبدأت المشاركة في المعارض التي تنظمها الدولة والتي تساعدنا في التسويق، موضحا أن مشروعه وفر أكثر من 15 فرصة عمل للشباب. ثم تابع طارق حديثه محتدا قائلا: نحن لا نحتاج تمويلا فقط بل تهيئة المناخ العام لإحداث التنمية الشاملة بمكاتب ومستشارين في التسويق الداخلي والخارجي فأين حاضنات رجال الأعمال؟، أين الجهة التي تحدد الاختصاصات والصناعات التي يوجد بها نقص لإنعاشها وزيادتها والتنسيق فيما بينها لنلبي الطلب المحلي أولا قبل التصدير حتي نوفر عملة من الاتجاهين بضرب الاستيراد وزيادة التصدير؟، وجودتنا معلومة للجميع. وأضاف: قمت ببناء مصنع في مدينة 6 أكتوبر وأنوي التوسع والتقديم علي قرض بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه، ولكني أواجه صعوبات كبيرة بسبب البيروقراطية وهيئة التنمية الصناعية وحتي الآن تكبدنا الآلاف من الجنيهات سواء ضريبة ورسوما ونقل معدات وغير ذلك ونأمل في البدء قريبا. توسع وعمالة وإلي شارع ترعة عبد العال بالجيزة، حيث مشروع سمير جمال، محل للمخبوزات وصناعة الحلوي، وقال: بدأت المشروع بطاقة منخفضة من العمال والآن وصلت العمالة إلي أكثر من 40 شابا وفتاة، ولجأت للصندوق الاجتماعي للتنمية للمساهمة في الحصول علي سيارة نصف نقل، وحصلت علي قرض بمبلغ 60 ألف جنيه، موضحا أن العمالة لديه تتقاضي راتباً شهرياً قد يصل إلي 3000 جنيه ويزيد في بعض التخصصات. وأشار إلي أنه يجهز حاليا لمخبز آخر متخصص في الحلويات والبداية بستة عمال ونحتاج إلي سيارة نصف نقل أخري للتوزيع وسنلجأ للصندوق ثانية في التمويل بسبب الشروط الميسرة في السداد والفائدة القليلة وكذلك سهولة الإجراءات بالنسبة للأوراق المطلوبة. مواجهة أما عم سعيد بكري، صاحب إحدي ورش تصنيع وتصميم الستائر والمفروشات، فمنذ دخولنا هاجم البنوك بضراوة بسبب الإجراءات وصعوبة الحصول علي الموافقات اللازمة للتمويل والبطء في اتخاذ القرار رغم استيفاء كافة الأوراق، وهنا واجهت »الأخبار» عم سعيد بأحد المسئولين بالصندوق الاجتماعي للتنمية والذي قال: لماذا لم تلجأ إلي الإقراض المباشر من الصندوق، فرد بكري: طلبوا مني دراسة جدوي وليس لدي الوقت لإعداد مجلدات عن مشروع أحتاج تمويله فوريا كإحدي المناقصات في جامعة معينة، فقال مسئول الصندوق: فقط نطلب دراسة من صفحتين تكشف لنا فيها أبرز ملامح مشروعك والعائد وستأخذ قرضك في الحال. وأوضح سعيد أنه حصل علي قرضين من ضمن شرائح الصندوق الاجتماعي للتنمية بمبلغ 50 ألف اًو 150 ألف جنيه.