طلبت السلطات الايرانية من دبلوماسي بحريني مغادرة ايران ردا علي قيام المنامة بطرد دبلوماسي ايراني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست "بعد الخطوات غير المنطقية والتي لا يمكن فهمها من جانب الحكومة البحرينية (...) وخصوصا طرد احد دبلوماسيينا، وعملا بمبدأ المعاملة بالمثل، تم استدعاء الملحق في سفارة البحرين وطلب منه ان يغادر احد دبلوماسيي السفارة ايران". وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين اثر انتقاد ايران لدخول قوات خليجية إلي البحرين التي تشهد احتجاجات يشارك فيها أغلبية من الشيعة تطالب باصلاحات سياسية في البلاد. وبعد تقديم ايران التي تدعم الجماعات الشيعية في العراق ولبنان شكوي للأمم المتحدة، طلبت من دول الجوار الانضمام لها في حث السعودية علي سحب قواتها من البحرين. وكانت البحرين قد اعتبرت أن موقف ايران تدخلا في شئونها الداخلية وقدمت مذكرة احتجاج إلي السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالبه فيها باتخاذ "كافة الاجراءات الكفيلة بوقف" هذا التدخل. علي صعيد مختلف، قال الزعيم الاعلي الايراني اية الله علي خامنئي ان مشاعر الايرانيين مع المحتجين المناهضين للحكومات في الدول الاسلامية والذين يتعرضون لقمع عنيف. واضاف أمس الأول - في كلمة بمناسبة العام الفارسي الجديد - "نأمل في أن يخفف الله عن الشعب البحريني وان يصب عذابه علي اعداء الشعوب". وعلي الرغم من اعرابه عن التأييد للمتظاهرين في المنطقة وتنديده بالقمع الحكومي فقد سحقت ايران احتجاجات في الداخل وسجنت عشرات المتظاهرين منذ انتخابات رئاسية متنازع عليها في عام 2009. من جهته، أعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي ال خليفة أن المملكة أفشلت مخططا خارجيا يحاك ضد بلاده وباقي دول مجلس التعاون الخليجي منذ مدة لا تقل عن عشرين او ثلاثين عاما". وقال -خلال لقاء مع قيادة قوات "درع الجزيرة" الخليجية التي ارسلت الي البحرين للمساهمة في ارساء الاستقرار. ولم يكشف الملك حمد الجهة الخارجية التي يتهمها ولكن يعتقد ان المقصود هي ايران. كما أدانت البحرين احتجاجا تم تنظيمه خارج القنصلية السعودية في ايران. في سياق مختلف، رفضت دول الخليج تدخل ايران ودول أخري في شئونها الداخلية. وقال عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أمس ردا علي اسئلة عن القوات السعودية والاماراتية التي تساعد حكومة البحرين ان المجلس يرفض اي تدخل في شئونه الداخلية خاصة من ايران. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة صحفية علي مشروعية إرسال قوات خليجية الي البحرين، كما ذكر انه نقل رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد الي نظيره الايراني محمود احمدي نجاد حول الوضع في المملكة مؤكدا فيها ان بلاده "مهتمة بتحقيق الأمن والاستقرار في البحرين" علي صعيد اخر، ساد هدوء مشوب بالتوتر العاصمة البحرينية أمس مع عودة غالبية البحرينيين الي العمل وتقلص عدد نقاط التفتيش في الشوارع. وشارك نحو 2000 شخص في تشييع جنازة أحد ضحايا الاحتجاجات كان قد عثر علي جثته أمس الأول حيث تعرض فيما يبدو للضرب حتي الموت. وردد المشيعون "فليسقط آل خليفة" وهم يلوحون بقبضتهم. وفي احتجاج نظم امس لمدة 15 دقيقة امام مبني الاممالمتحدة في المنامة قال عضو برلماني سابق من جمعية الوفاق الوطنية - التي تمثل أكبر تيار شيعي في البلاد- ان نحو 100 شخص فقدوا خلال حملة شنتها قوات الأمن منذ أيام لتفريق متظاهرين معتصمين.