اتفاقيات اقتصادية جديدة.. وزيادة التبادل التجاري إلي مليار دولار كينياتا: مصر تدعم مشروعاتنا التنموية.. ونعمل معاً لحفظ الاستقرار بحوض النيل وأفريقيا شهدت العاصمة الكينية نيروبي أمس قمة مصرية كينية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وأوهورو كينياتا، وأكدت القمة الاتفاق علي تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وخاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والاستثماري، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، ركزت علي تناول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، سواء فيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين البلدين، أو علي المستوي الاقليمي بشأن التعاون بين دول حوض النيل، علاوة علي مناقشة الأوضاع في القارة الافريقية وسبل التعاون المشترك لتعزيز السلم والاستقرار بها. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين المصري والكيني، مشيرا إلي أن مصر تولي اهتماما كبيرا بتعزيز هذه العلاقات علي مختلف الأصعدة، وبخاصة العلاقات التجارية والاقتصادية. وأشار الرئيس في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الكيني أوهورو كينياتا إلي أن هناك رغبة مشتركة بين البلدين لدعم العلاقات الثنائية، والاستفادة من إمكانياتهما الكبيرة وموقعهما الاستراتيجي لتحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي لشعبي البلدين. والقي الرئيس خلال المؤتمر الصحفي كلمة أعرب فيها عن شكره علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من جانب الشعب الكيني الذي تربطه بالشعب المصري علاقات وثيقة وممتدة. وأضاف أن مصر وكينيا يربطهما شريان واحد وهو نهر النيل، وتاريخ طويل من التعاون البناء، وتتشاركان في ذات التطلعات والتوجهات، فالبلدان يسعيان لتحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي لشعبيهما اعتماداً علي إمكاناتهما الكبيرة وموقعهما الاستراتيجي، مؤكدا أن التعاون الاقتصادي بينهما سيكون عاملاً حاسماً في تحقيق هذه الأهداف، وأوضح ان المباحثات الثنائية خلال الزيارة ناقشت سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين، بما يحقق المصالح المشتركة وتطلعات الشعبين. وشدد الرئيس علي أن مصر تولي اهتماماً خاصاً لتعزيز حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، مرحبا بالتعاون المتزايد بين القطاع الخاص في البلدين خلال السنوات الأخيرة، والزيارات المتبادلة بين مؤسسات رجال الأعمال لبحث المشاريع المختلفة، وآخرها زيارة وفد من جمعيات الأعمال والمجالس التصديرية المصرية المتنوعة للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري الكيني في نيروبي خلال الأيام الماضية، والذي تم خلاله الاتفاق علي زيادة التبادل التجاري بين البلدين من خلال التعاون المشترك في عدة مجالات. التبادل التجاري وأشار الرئيس السيسي إلي اتفاق الحكومتين المصرية والكينية علي اتخاذ كافة الإجراءات والخطوات اللازمة لتيسير وتحفيز التبادل التجاري بين البلدين وتشجيع المشروعات المشتركة في القطاعات الاقتصادية المختلفة. كما أكد أن مصر لن تدخر وسعاً في تطوير علاقتها الاستراتيجية مع كينيا في كافة المجالات، خاصة التنموية منها، من خلال تقديم دعمها الفني عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل. وأكد الرئيس أن مصر حريصة علي التشاور المستمر مع الجانب الكيني لتعزيز الاستقرار وتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية بشكل عام، والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأوضح انه استمع إلي رؤية الرئيس كينياتا حول تطورات الأوضاع في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، حيث تم الاتفاق علي أهمية تكثيف الجهود معاً والعمل علي إعادة الاستقرار في هذا الجزء الهام من قارتنا الأفريقية، فضلاً عن دعم جهود التنمية في دول حوض النيل، لتحقيق أكبر استفادة من هذا الشريان الحيوي لجميع هذه الدول. وأضاف الرئيس السيسي أن البلدين يواجهان العديد من المخاطر المشتركة، وفي مقدمتها الإرهاب والتهديد المستمر من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة، مشيرا إلي أنه أكد خلال المباحثات علي دعم مصر الكامل للحكومة الكينية في مواجهتها لهذه الظاهرة البغيضة، وعزمها تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة تلك الآفة التي أضحت تهدد المجتمع الدولي برمته. ونوه الرئيس السيسي بما يقوم به الأزهر الشريف من دور هام كمنارة للفكر الإسلامي المعتدل، وفي نشر الأفكار والتعاليم الدينية الصحيحة لمواجهة الأفكار الدينية المتطرفة، وتجفيف المنابع الفكرية للإرهاب والتطرف. واختتم الرئيس السيسي كلمته خلال المؤتمر الصحفي بتوجيه الشكر مجددا للرئيس كينياتا علي حفاوة الاستقبال، مؤكدا سعادته بالتواجد في نيروبي والالتقاء به، وتطلعه لمزيد من التواصل معه مستقبلاً بما يعزز من التعاون بين البلدين علي كافة المستويات، ووجه الرئيس السيسي الدعوة لكينياتا لزيارة بلده الثاني مصر قريباً. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الكيني اوهورو كينياتا، ثم جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس كينياتا أعرب في بداية المباحثات عن سعادة الشعب الكيني بزيارة الرئيس، مشيراً إلي أنها تأتي تتويجاً للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقيين، وأشاد في هذا الاطار بالدور التاريخي الذي قامت به مصر في دعم حركة التحرر في بلاده ومختلف الدول الأفريقية. كما أشار الرئيس الكيني إلي أن هذه الزيارة تعكس اهتمام مصر بعلاقاتها مع الدول الأفريقية، وتؤكد عودتها مرة أخري إلي مكانتها الطبيعية والرائدة في القارة. وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت مناقشة سبل الدفع قدماً بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، حيث أكد الرئيسان أهمية زيادة التعاون لاسيما في ضوء عضوية البلدين في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا). وفي هذا الاطار بحث الرئيسان سبل زيادة التبادل التجاري الذي بلغ خلال عام 2016 حوالي 451 مليون دولار، كما استعرضا نتائج الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري الكيني الذي عقد في نيروبي مؤخراً، وتم خلاله الاتفاق علي زيادة التبادل التجاري إلي مليار دولار علي مدي عامين من خلال عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات. واتفق الرئيسان علي عقد اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية خلال عام 2017، مع التحضير الجيد لها بحيث تسفر عن دعم وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. كما اكد الرئيسان علي أهمية تفعيل الاتفاقيات التي سبق التوقيع عليها بين الجانبين، واعداد اتفاقيات جديدة، لاسيما في مجال منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار، بهدف توفير المناخ اللازم لزيادة التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار. مشروعات تنموية وقد أشاد الرئيس كينياتا خلال المباحثات وفي المؤتمر الصحفي الذي تلاها بالمساعدات الفنية التي تقدمها مصر لدعم وبناء القدرات الكينية في مختلف المجالات، فضلاً عن مساهمتها الإيجابية في عدد من المشروعات التنموية في مجالات الصحة والزراعة والري. ومن جانبه حرص الرئيس علي تأكيد استمرار مصر في تقديم المساعدة الفنية لبناء القدرات والتدريب في كينيا، ورحب بطلب الجانب الكيني قيام مصر بتوفير معدات طبية وأطباء للمستشفي العسكري الجاري بناؤها في العاصمة نيروبي، حيث وجه بإرسال وفد من المختصين للقيام بزيارة المستشفي والوقوف علي احتياجاتها في أقرب فرصة ممكنة. وأشار المتحدث الرسمي إلي أن الجانبين المصري والكيني أكدا خلال المباحثات أهمية تفعيل التعاون الأمني بين البلدين في ظل ما يخوضانه من حرب مشتركة ضد الارهاب، وما يواجهانه من تحديات نتيجة تنامي خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة. وقد أكد الرئيس في هذا الإطار علي أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي والتصدي للفكر المتطرف، كما رحب الرئس بطلب الرئيس الكيني زيادة عدد الأئمة والدعاة الكينيين الذين يتم تدريبهم من قبل الأزهر الشريف. تعاون حوض النيل كما تطرقت المباحثات إلي دعم جهود التنمية في دول حوض النيل، حيث أكد الرئيسان علي أهمية مواصلة العمل علي تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، من خلال المشروعات المشتركة التي تحقق المنفعة المتبادلة، وبدون إلحاق ضرر بحقوق واستخدامات هذه الدول من مياه نهر النيل.. وأوضح المتحدث أن المباحثات بين الرئيسين تطرقت أيضاً إلي مختلف الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة بالنسبة لتطور الأوضاع في جنوب السودان والصومال. وأكد الرئيسان علي ضرورة استمرار التنسيق فيما بينهما من أجل العمل علي التوصل إلي إحلال السلام والاستقرار في هذه المنطقة. وتناول الرئيسان كذلك عدداً من الموضوعات الخاصة بالأمم المتحدة، حيث تلاقت وجهات النظر بين الرئيسين واتفقا علي مواصلة التنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بعملية إصلاح المنظمة الدولية. كما طلب الرئيس الكيني دعم مصر في استمرار استضافة نيروبي لمقار عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.