لابد أن نزداد وعياً ويقظة بدلائل ومعاني الأحداث المؤسفة والغريبة التي هزت المجتمع أخيراً ، وأن نعمل جميعاً يداً بيد علي إفشال ذلك المخطط الخبيث الذي وضعه أذناب وفلول النظام السابق الذي طار رأسه فقط وبقي جسده حيا يسعي فسادا يملؤه الحقد والكراهية علي نجاح الثورة .. نتصور أن بإمكانه الانتقام منا والقضاء علي الأخضر واليابس ليتركنا نعض أصابعنا من الندم ونتمني عودة الأمان الزائف الذي عشناه ممزوجا بالذل والظلم والفساد .. ما ان سقطت وزارة الفريق احمد شفيق وجاءت وزارة الثورة بقيادة الدكتور عصام شرف حتي تصاعدت أحداث الثورة المضادة ..ففي نفس اليوم بدأت حرائق مباحث أمن الدولة وتمكن الناس من اقتحام مقارها في العديد من المحافظات في نفس الوقت بشكل مريب ..وتسربت لأيدي الناس مستندات ربما كانت مقصودة لينشغل الناس بالنميمة الشخصية ولتخرج بعضا من أسرار مصر للعلن دونما رقيب ..ولعلنا لاحظنا أن الولاياتالمتحدة أوفدت فورا مبعوثا لمصر لتطمئن علي نوعية المستندات التي تسربت عن التحقيقات التي كانت تجريها أمن الدولة بمصر ودول عربية أخري مع الارهابيين لاستنطاقهم بالاعترافات فقد خافت الحكومة الأمريكية من فضيحة ويكيليكس أخري.. ثم تفجرت أحداث الفتنة الطائفية بقرية صول نتيجة لقصة حب بين شاب وفتاة كليهما ينتمي لدين مختلف ..وهي نفس القصة التي طالما تكررت عبر سنوات وأماكن عديدة دون أن تثير كل هذه الفتنة علي نطاق واسع واستخدم بلدوزر في هدم كنيسة لأول مرة يشكل علامة استفهام ويشير الي عنصر المؤامرة ولعبت الأصابع الخفية دورا في ترويج الشائعات فاشتعلت الفتنة في مناطق عديدة وسقط قتلي وجرحي من الجانبين وخرجت المظاهرات وقطعت الطرق واضطررنا لتكرار التأكيد علي وحدة الهلال والصليب الذي كنا قد تجاوزناها بالفعل خلال أحداث الثورة .فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها . استقبل الناس بارتياح أنباء عودة الشرطة للانتشار لعل الأمن والنظام يعودان إلي شوارعنا بعد غياب .. نعلم أن المهمة ليست سهلة واستعادة ثقة الناس وعودة هيبة رجل الشرطة سوف تستغرق وقتا .. لكن التطبيق الصارم للعقوبات التي قررها المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي تصل إلي الإعدام إذا ارتبطت البلطجة بالقتل خطوة مهمة. فتشديد القبضة الأمنية علي الخارجين عن القانون هي أكثر ما نحتاجه في المرحلة الراهنة .. نحتاج للأمان وعودة الإنتاج والسياحة وأن نكون يقظين لمخططات الفتنة الطائفية التي اشتعلت فجأة نتيجة للأيادي الخفية من أعداء الثورة .. بأيدينا سنحمي بلدنا ونبنيها فليعد كل منا للعمل والإنتاج ولنعطي لوزارة الدكتور عصام شرف الفرصة لإدارة شئون البلاد لنخرج من هذا المنحني الخطر.