تبني مجلس النواب الألماني (البوندستاج) بأغلبية ساحقة أمس قرارا يعترف بإبادة الأرمن في عهد الدولة العثمانية وهو ما أثار غضب تركيا الشريك الأساسي والصعب في ملف أزمة الهجرة في أوروبا حيث سارعت إلي استدعاء سفيرها. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن القرار «سيؤثر بشكل خطير» علي العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال أردوغان خلال زيارته لكينيا: إن استدعاء تركيا لسفيرها من ألمانيا هو خطوة أولي وأضاف أنه سيتخذ عند عودته إلي تركيا قرارا حول المزيد من الخطوات التي سترد من خلالها بلاده علي هذه الخطوة. ووصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم القرار بأنه «خطأ تاريخي»، بينما رحبت أرمينيا بقرار البوندستاج ووصفه وزير خارجيتها إدوارد نالبانديان بأنه «مساهمة ألمانية قيمة ليس فقط في الاعتراف والتنديد الدولي بإبادة الأرمن وإنما في النضال العالمي لمنع ارتكاب إبادات وجرائم ضد الإنسانية». ووافق كل النواب الألمان تقريبا علي النص الذي يحمل عنوان «إحياء ذكري إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخري قبل 101 عام» وصوت نائب واحد ضده وامتنع آخر عن التصويت. ويندد القرار ب»ما قامت به حكومة تركيا الفتاة آنذاك من إبادة شبه تامة للأرمن» ويدين «الدور المؤسف للرايخ الالماني الذي لم يفعل شيئا لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية بصفته الحليف الرئيسي للدولة العثمانية». وعند بدء المناقشات أكد رئيس المجلس نوربرت لاميرت أن المجلس «ليس محكمة ولا لجنة مؤرخين»، مشيرا إلي أن النواب الألمان إنما «يتحملون مسئوليتهم» عبر تأييد القرار. وأعرب لاميرت عن أسفه «للتهديدات العديدة بما يشمل التهديد بالقتل» التي استهدفت بعض النواب لا سيما المنحدرين من أصول تركية وأضاف: إن هذه التهديدات «غير مقبولة ولن نسمح بترهيبنا». ولم تحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التصويت علي النص لكنها أبدت تاييدها له خلال تصويت سابق في الكتلة البرلمانية المحافظة. ويؤكد الأرمن أن 1٫5 مليون أرمني قتلوا بطريقة منظمة قبيل انهيار الدولة العثمانية وأقر عدد من المؤرخين في أكثر من 20 دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة لكن تركيا تقول إن هؤلاء القتلي سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة وأدت إلي مقتل ما بين 300 و500 ألف أرمني فضلا عن عدد مماثل من الأتراك.