عندما تطأ قدماك امام عماره رقم «36» يستقبلك الاهالي بابتسامة عريضة وفرحة وترحيب كبير .. هذا المشهد تكرر طوال جولتنا .. دخلنا شقة محمد صديق الذي قابلنا بدموعه قائلا الحمد الله اخيرة هنعيش زي البني ادمين .. وشاركته اسرته الفرحة وقاموا باصطحابنا الي الغرف ليكشفوا عن الحالة التي وصلوا اليها بعد النقلة الكبري في حياتهم .. سراير وانترية وثلاجة وبوتجاز وسفرة هي محتويات الشقة التي منحتها لهم الدولة قال محمد هذه النقلة النوعية لحياته غيرت خططه المستقبلية .. والتقطت الحديث زوجته قائلة مكنش عندنا مطبخ ولاحمام .. والنهارده احنا في عيد ..اصطحبنا محمد صديق الي البلكونه قائلا حتي الفيو تغير فبعد ما كنا ننظر لاكوام القمامة اصبحنا نري ملاعب وخضرة واستراحات .. زغرودة حلوه اطلقتها زوجته عند مغادرتنا الشقة قائله خلاص ودعنا العشوائيات وفي الشقة المجاوره التقينا اسره محمد احمد والذي قالت زوجته مش مصدقين اننا نعيش في كمبوند الغلابة مضيفة ان الوضع تغير بعدما كنا نعيش حياه صعبة وسط الصخور والجبال لنجد نفسنا نعيش في مجمع سكني به كل المرافق مطمنين علي ابنائنا لا نخاف عليهم وصمتت قليلا وقالت «شكرا ياريس شكرا ياسيسي» واضافت سيدة محمد من سكان الدويقة ان بعد اعتراضها علي نقلها من بيتها وعندما شاهدت حي الاسمرات الذي يضم كل ما يحتاجه المواطن من خدمات مصدقتش نفسي وعلي الفور استجبت لقرار النقل «وقالت الدنيا لسا فيها خير « واضافت ان الحياة كانت صعبة .. برد الشتاء القارس وقيظ الحر كاد يقتلنا والثعابين والعقارب تحاصرنا والكلاب الضالة تعيش معنا مضيفة انها تتحدي اي مسئول يستطيع العيش ولوليوم واحد داخل هذا المكان غير الآدمي قائلة ان تحرك الدولة لانقاذ الفقراء امر يزيدنا ترابطا وحب ويجعلنا يدا واحدة . أما مني احمد من سكان منشية ناصر التي تعول 5 ابناء تعيش مع اخوتها وانتقلت الي شقة تحيا مصر قائلا «انا مش مصدقة نفسي ربنا استجاب لدعوتنا « واضافت كنت اعيش داخل غرفة لا تتعدي 3 امتار مع زوجي وحماتي واخوت زوجي وكانت المعاناة لا تنتهي ننام علي الارض ونستعمل حمام مشترك وكانت النهاية وقوع الهضبة علي غرفة التي تأوينا وذهبنا الي مدينة 6 اكتوبر والمعاناة كانت شديدة اصبحنا منعزلين عن الحياة وبسبب بعد المكان وعدم توفير وسائل الانتقال زوجي ترك عملة واصبح ارزقي باليومية وقالت : خبر نقلنا الي حي المقطم بمدينة «تحيا مصر» خبر سعيد لا نصدقه من كتر الفرحة الأمر لا ينتهي علي ذلك فبعد خطاب الرئيس امس الاول واستلامنا الشقة حسينا ان احنا زينا زي الاغنياء عندنا عفش واجهزة كهربائية وسراير احساس لا يوصف من الفرحة .. كنا نحلم بشقة 60 مترا فقط ولكن ما شاهدنا حلما . وأمام هذه العمارات تنتشر الملاعب الخضراء والمراجيح ..الذي بدأ الاطفال يذهبون اليها منذ الصباح الباكر .. بتلقائية يقول محمد الذي يبلغ السابعة من عمره كانت لعبته المفضلة المرجيحة ولكن نظرا لعدم وجودها في الدويقة كان يخترعها بوضع حبل اعلي الباب. .. الان وبعد نقله الي حي الاسمرات قال خلاص عندي مرجيحه جاهزة وملاعب كثيرة ومدارس وأضاف «انا مبسوط ومش عاوز ارجع الدويقة تاني».