إلي مياه المتوسط سقطت طائرة مصر للطيران وتمزق بدنها وغرقت بمن عليها من ركاب «هذه» فقط هي كل المعلومات التي يمكن تأكيدها عن كارثة طائرة شركتنا الوطنية التي انطلقت في الساعات الأولي من يوم الخميس الماضي في رحلتها المشئومة من مطار شارل ديجول الفرنسي متوجهة إلي مطار القاهرة الذي لم تصله، أما كل ما عدا ذلك من كلام كثير قيل عن أسباب الكارثة فهو لا يعدو التكهنات المتعجلة البائسة. وبعيداً عن كل التفسيرات والاحتمالات، وبعيداً عن حقيقة أن المسئولية في كل الحالات تقع علي مطار الإقلاع وهو في هذه الحالة المحددة فرنسي.. يبقي الحادث وطالما لم يكشف عن أسبابه ومع الفرضية الشائعة بأنه نتج عن عمل إرهابي «كارثياً» في آثاره علي شركة الطيران الوطنية وعلي قطاع السياحة المصري إذ تفيد هذه الفرضية بأن شركتنا والرحلات الجوية من وإلي مصر عموماً صارت هدفاً واضحاً للإرهاب. باختصار يمكن القول إنه وبغض النظر عن حادث الطائرة، ملابساته وأسبابه فإن الإرهاب حتي وإن انتفت مسئوليته عن هذا الحادث المحدد صار يكسب جولات رئيسية تؤثر علي الاقتصاد المصري، ومن دون حتي أن يطلق رصاصة واحدة، ويكفي أن العالم صار يستبق كل الوقائع ولا ينتظر انجلاء الأمور وظهور الحقيقة ويقفز إلي الاستنتاج الأسهل والأقرب وهو خسارتنا مجدداً أمام الإرهاب، وحتي نحن أنفسنا وبتصريحات مسئولينا انجررنا إلي فخ التسليم بقدرات فائقة لجماعات وتنظيمات الخوارج الإرهابية في تخطيط وتنفيذ عمليات يصعب حتي علي دول وأجهزة القيام بها... وبوضوح أقول إن صحت فرضية تحطم الطائرة المصرية نتيجة لعمل إرهابي، فالذي ينبغي علينا البحث فيه هو ما الجهة وأقصد الدولة التي تقف وراء الإعداد والتخطيط وتوفير التقنيات المتطورة لجماعات الجهال تلك لتنفذ «هكذا» عملية شديدة التعقيد والدقة.. فالصحيح أننا أمام حرب فعلية لا تمثل فيها تلك الجماعات سوي رءوس حراب مسمومة تمسك بمتونها أجهزة مخابرات في دول معادية في جوارنا الإقليمي وما وراء الأطلنطي وبعاصمة الشر الغربي القديم.. وهي التي تخطط وتدرب وتمول وعليها أن تدفع ثمن عدوانيتها وما تقترفه من جرائم وآثام كبري بحق بلادنا وشعوبنا... الحرب التي نواجهها هي أكبر من كل الجماعات والتنظيمات لا شك وهناك فوق مياه المتوسط تنتشر رائحة غدر قديم تشي بحقيقة العدو...