قضت محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس أمس بتأييد قرار المستشار د. عبدالمجيد محمود النائب العام بالتحفظ علي جميع الأموال المنقولة والعقارية والنقدية والأسهم والسندات ومختلف الأوراق المالية في مختلف البنوك والشركات وغيرها المملوكة لكل من الرئيس السابق محمد حسني مبارك وزوجته سوزان صالح ثابت ونجليه علاء وجمال مبارك وزوجتيهما هيدي مجدي راسخ وخديجة محمود الجمال وأولادهما القصر عمرو وعلاء مبارك وفريدة جمال مبارك. أصدر الحكم المستشار مكرم محمد عواد رئيس المحكمة وعضوية المستشارين صبحي اللبان وماهر بيبرس الرئيسين بالمحكمة وحضور المستشار عاشور فرج المحامي العام بمكتب النائب العام بأمانة سر محسن علاء حمزة ومحمد طه محمد. بداية الجلسة في بداية الجلسة لم يحضر أي من المحامين الموكلين من قبل أسرة الرئيس السابق من مكتب د. محمد حمودة ولم يطلعوا علي أوراق أوامر المنع من التصرف كطلبهم في الجلسة السابقة.. إلا انه تقدم سمير الششتاوي المحامي بطلب إلي أمين السر بالدائرة للسماح له بالدخول إلي رئيس المحكمة ليطلعه علي الحديث الذي دار بينه وبين الرئيس السابق خلال مكالمة تليفونية أجريت بينهما مساء أول أمس وبالتحديد الساعة الرابعة و44 دقيقة حسب ما قاله الششتاوي. وطلب من رئيس المحكمة داخل غرفة المداولة السماح له بالاطلاع علي الأوراق تمهيدا لقيام الرئيس وأسرته بتوكيله للدفاع عنه في جميع القضايا إلا أن رئيس المحكمة رفض وأكد بأن التوكيلات الخاصة بأسرة الرئيس بمكتب الدكتور محمد حمودة المحامي تسلمتها المحكمة في الجلسة السابقة وتم اعلان أسرة الرئيس السابق بأوامر المنع من التصرف.. واضاف رئيس المحكمة انه بمجرد اعلان الرئيس السابق وأسرته بأوامر المنع من التصرف وتقديم أحد المحامين بسند الوكالة للدفاع عنهم فلا يجوز تأجيل الجلسة مرة أخري حيث ان قرار المنع من التصرف يجوز نظره وتأجيله وتداوله أمام المحكمة 7 أيام فقط.. كما ان الدعوي مستوفاة من حيث الشكل القانوني بتقديم سند الوكالة السابق من المحامين في الجلسة الماضية واعلان الممنوعين من التصرف. توافر الاتهام بدأت الجلسة في الحادية عشرة صباحا وقام المستشار عاشور فرج ممثل النيابة بتلاوة قرار المنع حيث طالب المحكمة بتأييده والصادر من النائب العام بتاريخ 82 فبراير بمنع رئيس الجمهورية السابق وأفراد أسرته من التصرف مؤقتا في جميع أموالهم لتوافر جدية الاتهام في جرائم العدوان علي المال العام واستغلال النفوذ وتسهيل الاستيلاء والتربح وهي جرائم يوجب فيها القانون رد المبالغ وقيمة ما تم الاستيلاء عليه وتعويض الجهة المجني عليها »الشعب المصري« عملا بنص المادة 802 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية.. ورفعت الجلسة وبعد عشر دقائق اصدرت المحكمة حكمها بتأييد قرار المنع. محامي الرئيس السابق التقت الأخبار بمحامي الرئيس السابق كما أدعي ان الرئيس السابق حسني مبارك اتصل به تليفونيا لتكليفه بالدفاع عنه وأسرته. وأكد الششتاوي للأخبار بأنه في يوم الاثنين 7 مارس في تمام الساعة الرابعة و44 دقيقة عصرا تلقي اتصالاً من أحد الأشخاص لم يتمكن من تحديد صوته وشك أنه اللواء أشرف بكير وقال ان الرئيس سيتحدث معك فكان الرد من الرئيس؟ فرد: الرئيس حسني مبارك. واضاف: شككت في الأمر إلا أنني سمعت صوت الرئيس واعرف صوته جيدا لانني قابلته عندما كنت ضابط احتياط وزارنا الرئيس السابق في المنطقة المركزية العسكرية بكتيبة المخابرات وصافحنا جميعا وتحدث معنا. مكالمة الرئيس مبارك ويتابع الششتاوي: حدثني الرئيس فقال: ازيك يا سمير وازي أولادك ربنا يخليك ياريس ازي صحة حضرتك أنا عال والحمد لله أنا باشكرك يا سمير وأحيي شجاعتك ومحاولتك الدفاع عن الحقيقة في ظل ظروف غاية في الصعوبة. العفو ياريس ده واجب قانوني وإنساني والمواثيق الدولية وقواعد حقوق الإنسان تلزمني بذلك وأنا الآن لا ادافع عن الرئيس حسني مبارك ولكنني أدافع عنك باعتباري مواطنا مصريا. أنا طول عمري أحترم المحامين المعارضين قبل المؤيدين ودائما كنت أقول في اجتماعاتي ان المحامين في مصر هم صفوة الحق وكنت دائما لا اتخذ قرارا إلا بعد استشارة رجال القانون لأنني أقدرهم واحترمهم. وقال الششتاوي ياريس الدنيا كلها بتتكلم عن ثروة حضرتك والأسرة. لا أنكر ان لدي ثروة مثلي مثل كل الناس وجميع الجهات الرقابية تعلم كل شئ عن ذمتي المالية وأطالب جميع الجهات الرقابية بأن تتقدم بما لديها من ملفات وتقارير عن ثروتي وثروة أسرتي كما انني اطالب كل مواطن شريف أن يتقدم بما لديه من دليل يثبت ثروتي ومصادرها وأنا لم أغضب من التحفظ علي أموالي وأموال أسرتي ولكنني تألمت من قرار المنع من السفر وليس من قرار المنع من السفر ذاته ولكن من طريقة التعامل معه باعتباره انتصارا أو انتقاما.. أنا الذي رفضت الخروج من بلدي ولن أخرج من بلدي وطبيعتي مقاتل لا يفر من الميدان.. سأظل في بلدي حتي أموت فيها ويواريني الثري.. وسيتم الاتصال بك فيما بعد وسيتم ارسال توكيل عني وعن أسرتي لك للدفاع عنا أمام جميع المحاكم. قلت ده شرف كبير لي ياريس انني أدافع عن الحق وسأظل أدافع عن الحق مهما كلفني ذلك من ثمن ولو كان حياتي. شد حيلك يا سمير وربنا معاك وبلغ سلامي للجميع واتمني لبلدي الأمن والاستقرار والوحدة. صحة الرئيس وانتهت المكاملة عند ذلك.. وسألت »الأخبار« محامي الرئيس السابق عن صحته وما تردد في هذا الشأن.. فقال ان صوت الرئيس السابق مبارك طبيعي جدا ولا يوجد به أي حشرجة ولا إعياء وعن سبب اختيار الرئيس السابق له للدفاع عنه والاتصال به قال ان احد المواقع الإخبارية الالكترونية نشرت خبرا تحت عنوان سمير الششتاوي يعلن استعداده عن الدفاع عن الرئيس السابق وأسرته وكنت قد صدر مني هذا التصريح للموقع الالكتروني وقلت انه بمناسبة ثورة 52 يناير وما تمخض عنها من تغيرات وتعديلات دستورية والسعي نحو الديمقراطية وتحقيقا للعدالة الاجتماعية إلا انه للأسف نسب البعض لنفسه هذه الثورة رغم ان الشعب المصري وحده هو صانع هذه الثورة ولا فضل لأحد فيها سواء كانت أحزابا أو جماعات أو تيارات أو أشخاصا.. ورغم هذا الجو المظلم والضغوط النفسية الرهيبة والانفلات الأمني الذي ليس له مثيل إلا ان أعظم شئ في الوجود ان تدافع عن شخص لا حول له ولا قوة ومن باب الإنسانية ترسيخا لمبدأ حق الدفاع وحرصا علي تطبيق ضمانات المحاكمة العادلة. وانهي الششتاوي حديثه بأنه إذا ما اصدر القضاء حكمه بأحقية مبارك في ثروته فهذا حكم القضاء ولابد للجميع ان يحترمه وإذا كان ثروته غير مشروعة أو مشبوهة واصدر القضاء حكما بذلك فأننا لن ننتظر تنفيذ هذا الحكم بل سنطلب من المجلس الأعلي للقوات المسلحة باعتباره حاكم البلاد بأن تعود هذه الثورة للشعب وفورا. واضاف الششتاوي انه قرر التنازل عن جميع أتعابه في القضايا التي سيدافع فيها عن الرئيس السابق وأسرته لصالح الفقراء وحتي لو كانت بالملايين.