كلمات شباب مصر هي اكثر ما بهرني خلال حفل تكريم العالم المصري الكبير د. مصطفي السيد..والذي أقامه له دوار 57357 للفكر والثقافة والعلوم والفنون.. وفكرة دوار 57357..هي فكرة مبتكرة..أساسها رؤية مستشفي 57357 بأنها ليست مجرد مستشفي..بل هي بيت الحياة أو «برعنخ» بالفرعوني..كما أطلق عليها الخبيرالأثري والمفكر الرائع د.زاهي حواس. ومن هذه الرؤية انطلقت فكرة الدوار..والفكرة ليست فقط مبتكرة لكنها ايضا ذكية.. وهقول لكم ازاي ؟ الدوار.. نجح في جمع العلماء مع الأدباء ..المثقفين والفنانين مع رجال الدين..الشباب مع الحكماء والخبراء..كل هؤلاء اجتمعوا تحت سقف واحد.. «مش علشان يسلموا علي بعض..ويتصوروا!!»..لكنهم يجتمعون لمناقشة كتاب..أوطرح أفكار جديدة او تكريم شخصية بارزة..أو تشجيع وتقييم مواهب شابة. وعلي مدي ساعتين..يتناقشون ويتبادلون الرأي ويسمع كل منهم الآخر.. يعني باختصار يتحاورون..ليتفاهموا ويتقاربوا.. طبعا الرسالة وصلت..والهدف الكبير تحقق. ونعود إلي دوار 57357 الذي أقيم الثلاثاء الماضي..كان الهدف الأساسي هو تكريم العالم الكبير د.مصطفي السيد..لكن القائمين علي الدوار وضعوا رؤية ورسالة لهذا التكريم..هدفها تقديم هذه الشخصية كقدوة ونموذج للشباب..فكان شباب الجامعات المصرية والخاصة..هم نجوم الاحتفالية..استدعاهم د. شريف ابو النجا مدير المستشفي للجلوس في المقدمة بجوار العالم المصري الكبير..وجنبا إلي جنب مع القامات العلمية والفكرية والأدبية من ضيوف الدوار..منحهم الأولوية في التعبير عن آرائهم وتوجيه التساؤلات..وجاءت تعليقات الشباب تؤكد تعطشهم للقدوة وللاهتمام بهم.. قال احمد عربي: لم اتوقع انني سأجد من يهتم بنا وسط كل هذه القامات الكبيرة.. وقال محمود عبد الوهاب:د.مصطفي السيد قدوة كبيرة..وكنا في منتهي السعادة وهو يوجه حديثه لنا..وقال كيرلس محفوظ : قرأنا كثيرا عن هذا العالم..لكن الحوار معه شئ آخر..وانتهز مروان نزيه ومحمد طه الفرصة ليطرحا فكرتهما الرائعة لدعم الأطفال المرضي نفسيا..وهي فكرة بدأوا تنفيذها بالفعل مع زملائهم..لكنهم في حاجة للتشجيع.. الجميل ان سعادة الشباب انعكست علي جميع الحاضرين..وعلي رأسهم د.مصطفي السيد..الذي كان قد أخبر الجميع بضرورة مغادرة المستشفي في تمام الثامنة مساء.. فإذا به ينسي مواعيده المكدسة والبرامج التي تنتظره لإجراء حوارات..وموعد طائرته في الفجر..لتمتد جلسته مع الشباب حتي العاشرة مساء. تحية لكل من ساهم في تكريم هذا العالم العظيم علما..والمتواضع خلقا..وفي تقديمه كقدوة نادرة لشبابنا.