انتقدت منظمة العفو الدولية دولة قطر مجدداً مؤكدة أن حقوق العمال ما زالت تنتهك علي هامش الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2022، مطالبة الأطراف المعنية بكرة القدم باتخاذ الإجراءت المناسبة. وقالت ساليل شيتي، السكرتير العام للمنظمة ∩إساءة معاملة العمال المهاجرين تعد وصمة عار علي ضمير كرة القدم العالمية∪. وأضافت: ∩بالنسبة للاعبين والجماهير فإن ملعب كأس العالم هو مكان الأحلام، أما بالنسبة لبعض العاملين الذين تحدثوا الينا، فإن الأمر أشبه بكابوس∪. وكانت شيتي تعلق علي تقرير منظمة العفو الدولية الصادر مؤخرا تحت عنوان ∩الجانب القبيح للرياضة الجميلة: استغلال العمال في قطر لكأس العالم∪ الذي تضمن مقابلات مع 132 من العمال الأجانب الذين يعملون في بناء استاد ∩خليفة∪ الدولي في الدوحة، ومع 102 منسق حدائق يعمل في المجمع الرياضي ∩إسباير زون∪، المحيط بالاستاد، في فبراير من العام الجاري. وقد أوضح التقرير أن جميع هؤلاء العمال تعرضوا لانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل أو بآخر. وقالت صحيفة ∩الجارديان∪ البريطانية إنه برغم تعرض قطر لحملة انتقادات علي مدار خمسة أعوام، إلا أن الفيفا والسلطات القطرية، متهمون بالتعامل بلا مبالاة حيال هذه ∩الانتهاكات المنهجية∪ و∪المعاملة المرعبة∪ للعمال المهاجرين الذين يعملون في الملاعب التي ستستضيف كأس العالم 2022. وأوضحت الصحيفة أن نتائج التقرير ستثير الجدل لأن لجنة قطر العليا تعهدت بالوفاء بالحد الأدني من المعايير في مشاريع ملاعب كأس العالم، وجعل ذلك أولوية لمواجهة الانتقادات الواسعة بشأن الظروف التي يعيش ويعمل بها العمال المهاجرون، الذين يشكلون 90% من تعداد سكان قطر الذي يبلغ 2.1 مليون نسمة. وأضافت أنه لأول مرة قالت منظمة العفو إنها حددت بشكل قاطع سوء المعاملة والانتهاكات في موقع استاد كأس العالم، وليس فقط في البنية التحتية للمشروعات التي تدعم رؤية قطر الطموحة لعام 2030. وقالت المنظمة الحقوقية إن العمال في ملعب خليفة الدولي يجبرون علي العيش في أماكن قذرة ويدفعون رسوم استقدام هائلة، كما أن مشغليهم يمنعونهم من الحصول علي رواتبهم ويصادرون جوازات سفرهم، ليخالفوا بذلك القوانين القطرية التي تمنع مصادرة جوازات السفر وتأخير الأجور. وأوضحت الصحيفة أن عدد العمال الذين يعملون بشكل مباشر في ملاعب كأس العالم، ارتفع من 2000 إلي 4000 العام الماضي، ومن المتوقع أن يزيد ليصل إلي 36 ألفا خلال العامين المقبلين. كما اتهمت منظمة العفو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ∩بالفشل التام تقريبا∪ في وقف تلك المنافسة القائمة علي ∩انتهاك حقوق الإنسان∪. ومن جانبه أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بياناً أكد من خلاله أنه علي دراية تامة بالمخاطر التي تواجه عمال البناء في قطر وكذلك بالفرصة التي يوفرها الفيفا وشركاء آخرون، من أجل تسهيل تحسين ظروف العمل في البلاد، ولا يزال الفيفا علي قناعة بأن الشعبية التي تتمتع بها بطولة كأس العالم في أرجاء المعمورة تمثل حافزاً قوياً لإحداث تغيير كبير. وأضاف البيان أنه منذ 2011، التقي الفيفا مع شركاء أساسيين، بمن فيهم منظمة العفو الدولية، لمناقشة أفضل السبل للمضي قُدماً نحو تطبيق مستدام لظروف عمل عادلة في مواقع البناء الخاصة بكأس العالم بأسرع وقت ممكن.وأكد البيان ان الفيفا سيستمر في حث سلطات قطر والشركاء الآخرين علي التحرك لضمان تطبيق المعايير الخاصة بالعمل في مشاريع البناء في قطر. وقالت منظمة العفو الدولية إن بعض العاملين تم نقلهم إلي مساكن أفضل وحصلوا علي جوازات سفرهم منذ الزيارة السابقة للمنظمة لدولة قطر في بداية عام 2015. وفازت قطر في ديسمبر 2010 بتنظيم مونديال 2022 لكنها تعرضت لانتقادات لاذعة فيما يتعلق بحقوق عمال البناء في البلاد. ولقي المئات من عمال البناء خاصة من نيبال والهند، حتفهم في السنوات الثلاث الأخيرة في قطر، أغلبهم في قطاع التشييد. وتعهدت قطر سابقا بحماية حقوق عمال البناء لكنها ستتعرض لمزيد من الضغوط بما أن هذا التقرير هو أول ما يسلط الضوء علي الانتهاكات بحق العمال في استادات كأس العالم، وليس مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالمونديال. وأشارت شيتي: ∩استضافة كأس العالم ساعدت قطر علي تقديم نفسها كمقصد للصفوة لأكبر أندية العالم، ولكن كرة القدم العالمية لا يمكن أن تغض البصر عن الانتهاكات التي تقع في المرافق والملاعب التي تستضيف المباريات∪. وأضافت: ∩إذا كانت قيادة الفيفا جادة في فتح هذه الصفحة فإنها لا يمكن أن تسمح أن تقام هذه البطولة العالمية في ملاعب بنيت علي أكتاف عمال البناء الأجانب الذين يتعرضون للانتهاكات∪.