أكد نصر الضو رجل الاعمال و مندوب الامن وحقوق الانسان السابق بالاممالمتحدة ان الثورة المصرية التي قام بها الشباب المصري في الخامس والعشرين من يناير الماضي هي من أفضل الثورات - ان لم تكن - أعظمها علي مدار التاريخ ..فقد استطاع الشباب المصري ان يثبت للعالم اجمع انه مستعد ان يضحي بكل ما هو غال ونفيس من اجل الدفاع عن حرياته وحقوقه ومطالبه وانه لن يسمح لاحد مهما كانت صفته او شخصيته ان يطول من هذه الحرية وان يمس كرامته وان يعيده الي عصور الظلم والرق والعبودية ..فالشباب المصري ألهم العالم كيفية الحصول علي حقوقه ومطالبه بشكل سلمي ومتحضر دون الدخول في صراعات وتصادمات ينتج عنها اراقة للدماء ..وهذا هو ما جعل المحللين السياسين والمثقفين في مختلف دول العالم يطلقون علي الثورة المصرية مصطلح الثورة البيضاء.. فحقا كانت بيضاء بكل المقاييس لم يتخللها اللون الاحمر لون الدم ولم يصيبها النفاق والرياء وكانت تتمتع بتلقائية شديدة من قبل شباب همه شئ واحد فقط هو رفعة وعزة مصر ، كما انها لم تكن لاغراض خفية او مصالح شخصية ولكن كانت مصلحتها هي الوطن أكمله. ومن واقع وظيفته السابقة في الاممالمتحدة اوضح نصر الضو انه دائما كان يراهن علي ذكاء الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه ، فالمصري هو الشخص الاذكي في العالم اجمع ، فلم يصادف في جولاته بالولايات المتحدةالامريكية وايطاليا والدول العربية شخصية تتمتع بذكاء حاد مثل الذكاء المصري.. فالفرد في مصر يعرف جيدا متي يتحرك ومتي يدافع عن حقوقه وكيف يختار الوقت المناسب للتعبير عن هذه الحقوق.. فاشد الناس تفاؤلا قبل انطلاق الثورة كان يعتقد بان احداث المظاهرات والاحتجاجات لم تستمر سوي بضعة ايام وسوف يكون مصيرها مثل مصير باقي الاعتصامات والتحركات السابقة وهو اجهاضها والتعامل معها بشك امني تعسفي وسرعان ما سيتم تفريق العناصر المتظاهرة ..ولكن جاء الامر بما لا تشتهي السفن ، فذكاء الانسان المصري وحبه للحرية المفقودة ورغبته في ان يتذوق طعهمها بعد عصور من الذل والقمع كان اقوي من القنابل المسيلة للدموع والهراوات وسيارات الامن المركزي.. لذلك صمد الشباب المصري امام الجهاز الامني المنفلت اخلاقيا وحقوقيا واعلن اعتصامه بشكل سلمي وانه لن ينهي هذا الاعتصام الا بوزال النظام الفاسد المستبد بكل رموزه وعناصره ، واختار الشباب ميدان التحرير ليكون هو البوتقة التي تشهد ميلاد الثورة الشبابية ويكون شاهدا علي احداثها ومجريات امورها ، فهو يقع في مكان حيوي واستراتيجي بمنتصف العاصمة وهو رمز لكل مصر والمصريين ..وعلي مدار 18 يوما تعرض هؤلاء الشباب الي مختلف الابتزازات ووسائل القمع سواء من البلطجية او فلول النظام السابق ولكن ارادة وعزيمة الشباب المصري كانت أعلي واقوي من ارادة نظام فاسد بأكمله. وأشار نصر الضو بان الثورة المصرية استطاعت ان تصل صوتها الي كافة ارجاء المعمورة ، وخرج المؤيدون لها من كل مكان في البقيعة حتي رؤساء الدول الكبري بما فيهم اوباما وبيرلسكوني أشادوا وأثنوا علي ثورة الشباب بعد ان طالب اوباما الشباب الامريكي بان يقتدوا بالشباب المصري وان يخطو خطاهم ويهتدي بتنظيمهم بعد ان استطاعوا ان يسقطوا نظام في ثورة بلا قائد.. ثورة قائدها الشباب المصري فقط ..ولذا قال بيرلسكوني معلقا علي أحداث الثورة ان المصريين لم ياتوا بجديد فدائما عودونا علي صنع الحضارة ..واضاف الضو بانه بحكم منصبه السابق بالاممالمتحدة يستطيع ان يجزم بان الثورة المصرية اختلفت مفرداتها واستراتيجيتها عما سبقها من الثورات خاصة الثورات التي حدثت في الدول الاوروبية .. فالشباب المتظاهرون جنحوا للسَّلم، ولم يعمدوا للفوضي والخراب وتدمير المنشآت وإزهاق الأرواح والعبث بالممتلكات العامة، وهذا ما عُرفت به الثورات طوال مسيرتها خاصة في أوروبا، ومثال ذلك الثورة الفرنسية بما خلفته من قتلي ودمار. بل إن هؤلاء الشباب كانوا (جنودًا مدنيين) في وجه مَن أراد استغلال الثورة لتحقيق أطماعه عن طريق السلب والنهب. واشاد الضو بالمواقف المشرفة لأصحاب الاقلام الشريفة من الصحفيين والعاملين في بعض القنوات الفضائية والذين وقفوا وأيدوا الثورة البيضاء من بدايتها وعبروا عن مطالب الشباب واظهروا الدعم والمساندة لهم وكانوا خير مرآة تعكس الواقع الحقيقي لهذا الشباب الثائر الرافض للظلم والاستبداد والقمع علي عكس بعض وسائل الاعلام الخداعي التي شككت في مصداقية هذا الشباب ووصفته بانه شباب يحمل اجندات خارجية وان مغرر به وتستغله بعض القوي السياسية ..ولكن خاب ظن هذا الاعلام الخداعي وسرعان مافقد مصداقيته وانكشف قناعه الحقيقي الذي يعد امتداد للنظام السابق خاصة بعد نجاح الثورة المصرية في تحقيق مطالبها وتاكد الجميع بما فيه الراي العام العالمي من شرعيتها ونقائها وصفائها ..وبالطبع جائت مساندة الاعلام الشريف لتتكامل مع ووسائل الاعلام الحديثة والتكنولوجية التي استغلها الشباب المصرب خير استخدام ووجدها فرصة للتعبير عن ارائه ومطالبه وحقوقة ومن امثال هذه الوسائل مواقع الانترنت الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتور ويوتيوب.. فهذا العالم الافتراضي استطاع ان يحتضن الشباب الذي هرب من الظلم والاستبداد وقمع الراي علي ارض الواقع واستطاع ان يجد في هذه الوسائل التكنولوجية بديلا اخر لممارسة الحرية والتعبير عن ارائه ووجهات النظر دون رقيب او تخوف ..ومن خلال هذه الوسائل اخرج الشباب غيظه من النظام وقام بفضح ممارساته الامنية الوحشية والقمعية التي تتنافي مع كل مواثيق حقوق الانسان العالمية وتدينها المحاكم الدولية ..فالشباب انشأ الجروبات والصفحات التي نددت بهذه الاعمال الوحشية وطالبت سرعة القصاص من مرتكبيه وهم ذيول النظام السابق واشخاصه المتهورين وكانت صفحة خالد سعيد هي الشرارة التي اشعلت ثورة الشباب وكشفت عوراته وادانت ممارساته وفضحت علي عدم مقدرته علي التعامل مع المواقف الا باستخدام اساليبه القذرة ..ومع تواصل الشباب عبر هذه الوسائل الحديثة عبروا عن ارائهم واتفقت مطالبهم واجمعوا بان عصور الظلم والاضطهاد حان الوقت لاقصائها ووضعها في مزبلة التاريخ ورفعوا راية بانه اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر.. واكد نصر الضو أن الثورة المصرية في 25 يناير لم تنشأ من فراغ بل كان لها تداعيات واسباب دفعت الشباب المصري الي ان ينهض ويعبر عن رأيه ويخرج من عباءة الخوف ، ومن أهم هذه التداعيات شعور المواطن المصري بحالة من الغربة عن بلده رغم انه كائن حي علي ارض هذه البلد ولكن هو مغيب تماما ويتم التعامل معه بشكل غير ادمي من قبل الجهاز الامني بكل عناصره ، كذلك أيضا شعور المواطنين بعدم الامان، ففي ظل قانون الطوارئ والقمع الامني يكون اي مواطن مصري في عرضة ان يقع في قبضة رجال الشرطة او امن الدولة دون وجه حق ويتعرض هذا المواطن لمختلف انواع التعذيب بالاضافة الي عدم الشعور بالامن نتيجة زيادة عدد البلطجية داخل الشارع المصري بشكل لافت للنظر وهؤلاء البلطجية افرزهم حبيب العادلي وزير الداخلية السابق في المجتمع حتي يكونوا كلاب بوليسية يستخدمهم في اي وقت لنهش كل من يفكر ان يعترض ويقول لا للمارسات الامنية. وأضاف الضو بانه يدخل أيضا في نطاق التداعيات انتشار البطالة بين الشباب المصري ووصول اكثر 40 ٪ من المصرين الي تحت خط الفقر وهذا يعني تردي الاوضاع الاقتصادية .