مع هبوب رياح الثورة وتصاعد الاحتجاجات في العديد من الدول العربية ، نشأت المخاوف الغربية علي مستقبل البترول الوارد من منطقة الشرق الأوسط الذي تعتمد عليه اقتصاديات الدول الغربية. الدول المستهلكة لبترول الشرق الأوسط وغازه الطبيعي لمست تأثير الاضطرابات السياسية علي أسعار النفط العالمية التي قفزت في غضون أيام من 80 دولارا للبرميل الي 110 مع توقعات بارتفاع الأسعار قريبا الي 120 دولارا للبرميل وتقطع إمدادات الغاز الطبيعي بما يشكل خطرا علي استمرار تدفق الوقود اليها. لم تكن الاضطربات السياسية وحدها هي مصدر القلق الغربي علي مستقبل أسعار البترول، لكن أيضا كانت إصابة كثير من خطوط نقل الغاز والنفط وعدد من مصافي البترول في أهم الدول العربية المصدرة له أثناء الأحداث السياسية سببا إضافيا لهذا القلق العالمي. ففي الأسبوع الماضي وقع تفجير لأكبر مصفاة للبترول بمنطقة بيجي الواقعة علي بعد 180 كيلومترا شمالي بغداد في ثاني ضربة للانتاج العراقي خلال عام. كانت الضربة الأولي قد أصابت اكبر مصفاة لتكرير البترول عام 2010 حين اعتدي مسلحون علي "وحدة الشمال" المنتج الرئيسي للكيروسين والبنزين بالمصفاة، ولم تعد صالحة للعمل ومغلقة من وقتها ، الأمر الذي كان له اكبر الأثر علي خفض الطاقة الإنتاجية للمصفاة الي 70٪ فقط من طاقتهابما يوازي 150 ألف برميل يوميا . ويتوقع الخبراء ان تعاني المدن العراقية نقصا في إمدادات البترول بنسبة 35 ٪ خلال الشهور القادمة. وفي ليبيا تبقي المخاوف الدولية علي انتاج البترول رغم إحجام كل من القذافي ومعارضي نظامه خاصة في برقة علي المساس بتجارة البترول المقدرة بنحو 1.8 مليون دولار يوميا . وهناك تقديرات بأن تقسيم السلطة في البلاد بين منطقتي برقة وطرابلس سوف يوزع نصف مصادر البترول بالتساوي تقريبا بين كيانين، فيما تظل منافذ التصدير في يد المتمردين وتحت سلطتهم. وأن أيا من يتولي الحكم في طرابلس سيضطر إما للتوصل الي تفاهمات مع برقة حول استغلال هذه المنشآت أو بناء مرافق جديدة بديلة. لذلك يسعي معارضو القذافي إلي مواصلة القتال العنيف للسيطرة علي اربع مدن حيوية ساحلية تحيط بطرابلس هي سرت ومصراتة والزاوية والزوارة. فبدونها لن يستطيع الحاكم الليبي السيطرة علي صادرات النفط الذي تنتجه حقول الصحراء. وفي مصر بعد ان قصف المخربون خط إمداد الغاز الطبيعي الواصل من سيناء الي الأردن، وتوقف تبعا لذلك عمل الخط بفرعيه نحو الأردن واسرائيل بما حرم تل ابيب من نسبة تتراوح من25 ٪ - 30 ٪ من احتياجاتها من الغاز الطبيعي إغلاق خط الغاز الطبيعي المصري أثار المخاوف الإسرائيلية علي مستقبل السلام مع مصر، لاسيما أن بعض القوي المناوئة لنظام الرئيس السابق حسني مبارك تسعي - حسب تقارير امنية اسرائيلية - للقيام بدور مهم في السلطة بمصر بدعم من الولاياتالمتحدة كالإخوان المسلمين يرفضون السلام مع اسرائيل وعارضوا إمدادها بالغاز.