المخرج الكبير د. عادل عبده واحد من أهم المخرجين في مجال المسرح الاستعراضي الغنائي، وأهم مخرج علي مستوي الوطن العربي في إخراج الاحتفاليات القومية الكبيرة لقدرته علي تحريك المئات من الممثلين والمطربين والمجاميع في ساحات مفتوحة والملاعب الرياضية، قدم هذا في ليبيا وسوريا وسلطنة عمان وفي الاحتفالات مصر أيضا، رجل يحمل في رأسه روشتة علاج كاملة لاستعادة المسرح الغنائي الاستعراضي الذي اختفي من حياتنا، لهذا كان هذا الحوار. ............................. ؟ - أنا موجود في القاهرة منذ ثلاثة شهور بعد أن انتهيت من إخراج عملين من أهم وأكبر الأعمال في الوطن العربي وهما حفل ختام مهرجان صلالة بملحمة «عمان المحبة والوفاء» والعيد الوطني الخامس والأربعين بملحمة «الوعد والوفاء» والحمد لله الملحمتان حققتا نجاحا كبيرا وتم تكريمي أكثر من مرة من وزير الدولة ومحافظ ظفار، وتم تكريمي من رئيس بلدية ظفار، واللجنة العليا للإحتفالات، ووجدت من كافة القيادات الثقافية في سلطنة عمان كل تقدير. ............................. ؟ - جميع الأعمال الفنية التي قدمتها في قطاع الفنون الشعبية والإستعراضية حققت نجاحا كبيرا منذ عهد الراحل عبد الغفار عودة ومنها «ليله أنس» التي استمر عرضها ثلاث سنوات متتالية وحققت نجاحا كبيرا في عهد د. حمدي الجابري، وقدمت «زي الفل» للمخرج المتميز خالد جلال الذي وفر لي الدعم والإمكانيات لنجاح العرض، كذلك حققت المسرحية الغنائية الاستعراضية لسمير صبري «قطط الشارع» نجاحا كبيرا في عهد المخرج شريف عبد اللطيف، ولله الحمد حققت المسرحيات التي قدمتها للقطاع الخاص نجاحا مماثلا ومنها عرض «شقاوه»، و«ديدي في مخ صعيدي»، و«كله تمام»، و«مراية الحب» من إنتاج مسرح التليفزيون، بخلاف عروض الأطفال «سفينة الأحلام»، و«الغابة السعيدة»، و«بابا راح فين»، بجانب حفلات الافتتاح والختام لعدد من المهرجانات الكبري داخل وخارج مصر. ............................. ؟ - غيابي عن المسرح في السنوات الأخيرة كان بسبب الأعمال الفنية التي قدمتها في الخارج، بالإضافة إلي أنني لا أجيد فرض نفسي رغم علاقاتي الكبيرة، بجانب سوء المناخ الفني وقلق وخوف بعض المسئولين من نجوميتي ولكن علي الرغم من ذلك فقد كان لدي مشروع فني كبير منذ عامين بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية بعنوان «نيرون» للكاتب المسرحي حمدي نوار وتمت الموافقة عليه من المكتب الفني للفرقة الغنائية الاستعراضية وأنتظر خروج هذا العمل للنور لأنه إضافة كبيرة. ............................. ؟ - بكل صراحة البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية حالته يرثي لها وصعبان عليّ جداً، أصبح مثل الوردة الدبلانة، وللأسف معظم أبناء البيت أصابهم الإحباط وتحولوا من فنانين ذوي قدرات ومواهب خاصة إلي موظفين يتحسرون علي حال البيت المتدهور، وأي مخرج بيشتغل في الفتره الأخيرة في البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية بيعاني من كل شئ بالإضافة لغياب الطموح الفني عند جميع الفرق رغم تميز عناصر هذه الفرق ولكن الإحباط قضي علي مهاراتهم الفنية. ............................. ؟ - قيل ولأكثر من مرة إنني كنت أفضل من يستحق أن يدير البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية لما أحمله في داخلي من مشروع طموح ومدروس، لكني كنت أفاجأ في كل مرة يتم فيها الحديث معي حول ذلك بتعيين قيادة أخري للبيت، وأنا أعلم أمراض هذا القطاع وأملك روشتة العلاج دون تحمل وزارة الثقافة أعباء إضافية، والبيت الآن له رئيس أتمني من كل قلبي أن يكتب له الله النجاح. ............................. ؟ - الحركة المسرحية حالياً في تحسن طفيف ولكن مثلها مثل ما يحدث في الشارع المصري فالحركة المسرحية هي صراع بين العروض المتطورة والعروض النمطية، وبين العروض الجادة والعروض المسفه، وبين الفكر القديم والفكر الجديد، وبين الأكاديميين وغير الأكاديمي الموهوب بالفطرة، ولكن الجميل هو كثرة المحاولات وهذا شئ صحي يصل بنا إلي الشكل المناسب في القريب إن شاء الله، ويجب ألا نغفل تجربة مركز الإبداع للمخرج خالد جلال التي قدمت لنا العديد من المواهب والنجوم في الساحة الفنية، وتجربة أشرف عبد الباقي التي أعادت بعض الجمهور للمسرح. ............................. ؟ - المسرح الاستعراضي الغنائي من أصعب أنواع العروض المسرحية وأمتعها لمن يمتلك تقديمها، ويجب علي الدولة الإهتمام بالعروض الغنائية والاستعراضية لأنها العروض السائدة في العالم كله، لأنها تحقق المتعة البصرية والسمعية وتجذب الجمهور فتحقق أكبر الإيرادات، والدليل علي ذلك كل العروض العالمية التي تعرض في مصر التي تحقق أعلي نسبة مشاهدة وأعلي إيرادات، وهي من أسرع العروض التي يمكن من خلالها إيصال الرسالة الثقافية المطلوبة للمشاهد فيجب علي الدولة الاهتمام بهذه العروض لتعدد أشكالها فمنها عروض إجتماعية وعروض قومية وعروض كوميدية وعروض للشباب وعروض للأطفال وعروض عالمية وعروض تعليمية، وللأسف بعدما كنا أهم دولة تقدم هذه العروض أصبحنا في موقع متأخر برغم إمتلاكنا للجهات والقطاعات الفنية الكثيرة والكبيرة ومنها أكاديمية الفنون والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ودار الأوبرا والثقافة الجماهيرية وقطاع المسرح، بخلاف إمكانية التعاون مع ووزارات الشباب والسياحة والتربية والتعليم والشئون المعنوية لخلق حالة مسرحية تعيد أمجاد مسرحنا كما كان في السابق، وكل هذا في حاجة لعقل يمتلك الاستراتيجية الإدارية والمشروع الثقافي الذي يخدم الدولة والمجتمع. دعاء سامي