الغطس لمشاهدة مركب «سسلجورم» متعة وحكاية تاريخية من الحرب العالمية الثانية لحظات الفزع والرعب التي عاشها السابقون وهم علي متن السفن والمراكب وهي تغرق وتبلعها مياه البحر تحولت في البحر الاحمر إلي ساعات من المتعة بين السائحين وهواة الغوص من داخل وخارج مصر وترقد علي ارض البحر سفن عديدة ولكل سفينة قصة وربما تحكي تاريخا من تواريخ البشر يأتي اليها اصحابها من كل مكان للغطس ومشاهدتها والترحم علي من كانوا علي متنها. ويقول حسن الطيب رئيس جمعية الانقاذ البحري وحماية البيئة ان البحر الأحمر به العديد من المواقع التي غرقت بها مراكب وسفن بحرية ترتبط بالتاريخ البشري المعاصر وتمثل مصدر جذب سياحي فقد تحول حطامها إلي منظر بديع يستحق المشاهدة حيث تكونت عليه الشعاب المرجانية وانتشرت الاسماك بألوانها الزاهية علي كل جزء فيها. ويشير الطيب إلي ان هناك سياحا من بعض الدول يحرصون علي الغوص في بعض المواقع لمشاهدة حطام سفن بالاسم لانها تمثل جزء ا من تاريخهم ومن هذه السفن مركب «سسلجورم» التي كانت تحمل اسلحة للقوات البريطانية اثناء الحرب العالمية الثانية واغرقتها الطائرات الالمانية وتم اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي وتحولت إلي مزار للغواصين. ويشير الطيب إلي ان منطقة أبو نحاس من اشهر مناطق السفن الغارقة لكثرة السفن الغارقة فيها حيث يستقر في قاعها 5 سفن وسميت بهذا الاسم في اشارة لانتشار «النحاس» فيها ومن اهم السفن الغارقة فيها «كارناتيك» البريطانية التي تعد الاقدم بين السفن الغارقة في البحر الاحمر حيث اصطدمت بالشعاب المرجانية عام 1869 وهي في طريقها إلي الهند محملة بالذهب والنبيذ والقطن واستقرت في البداية اعلي الشعاب المرجانية ولكن بعد مرور 36 ساعة علي غرقها انقسمت إلي جزءين واستقرت في القاع وتنتشر داخل السفينة اسماك الكاسحات والقليل من اسماك الخفاش وبالقرب منها حطام سفينة يونانية غارقة تدعي «كريسولاك» ترسو فوق الشعاب المرجانية منذ غرقها سنة 1978. ويشير مصطفي عبداللاه رئيس فريق هيبكا للغوص إلي ان السفن الغارقة اصبحت الان احد البدائل التي نستعين بها في كسر رتابة الغوص اليومي علي الشعاب المرجانية بمختلف مناطق البحر الاحمر واصبحت منافسا قويا للشعاب المرجانية نظرا لجاذبيتها لدي السياح ومحبي رياضة الغوص ويعد كثير من منظمي رحلات الغوص والسفاري رحلات لمواقع تلك السفن الغارقة. وأضاف مصطفي عبداللاه الامين العام لجمعية الانقاذ الساحلي ان الغوص إلي السفن الغارقة يحدث فيه انحباس لكميات كبيرة من الهواء الناتج عن تنفس الغواصين داخل تجويفاتها مما يساعد علي زيادة معدلات تآكل هيكلها بسبب الصدأ وطالب بالتدخل سريعا لاعلان جميع مناطق السفن الغارقة ومحيطها كأماكن ذات طبيعة خاصة لما تمثله من أهمية تاريخية واقتصادية. وأكد سلمي حسن مزيد امين عام الجمعية ان الاهتمام بحماية السفن الغارقة بالبحر الاحمر يمثل بعدا استراتيجيا للحفاظ علي بيئة الشعاب المرجانية بالبحر الاحمر عن طريق استخدامها كأداة لتخفيف الضغط علي البيئات الطبيعية وهو ما يتطلب تعاون الجميع لحمايتها والتعامل معها كأحد اهم مصادر الثروات بالبحر الاحمر.