كثفت القوات الحكومية السورية بدعم روسي هجومها علي مناطق تحت سيطرة المعارضة في محيط حلب في تصعيد دفع عشرات الآلاف للفرار قاصدين معبر باب السلامة علي الحدود التركية. وتسبب الهجوم حول حلب - التي يقول عمال إغاثة إنها قد تسقط سريعا في أيدي قوات الحكومة - في تعليق محادثات السلام السورية في جنيف الأسبوع الماضي. وتسبب تدخل روسيا بضرباتها الجوية لمساعدة حليفها الرئيس بشار الأسد في ترجيح كفة دمشق في الحرب وانتزاع مكاسب حققها مقاتلو المعارضة العام الماضي. وبدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أي آمال في التوصل لوقف إطلاق نار بقوله إنه سيستحيل عمليا وقف القتال مع استمرار السماح بعبور المقاتلين للحدود من تركيا والأردن. ويهدد تقدم الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه وتضم مقاتلين إيرانيين بمحاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة المنقسمة. ويعيش أكثر من مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بينما يعيش 350 ألفا في مناطق المعارضة. ومن شأن السيطرة الكاملة علي حلب -التي كانت أكبر مدن سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل خمس سنوات- منح حكومة الأسد مكسبا استراتيجيا كبيرا في الصراع الذي قتل خلاله 250 ألف شخص علي الأقل وتشرد نحو 11 مليونا. وقالت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية شددت حصارها المستمر منذ ثلاث سنوات علي اثنين من البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب غرب دمشق (داريا ومعضمية الشام) من خلال استعادة أراض واقعة بينهما وقطع طريق إمداد رئيسي. وهناك شريط فاصل بين داريا ومعضمية الشام استغلته المعارضة كطريق إمداد. وقالت المصادر إن القوات السورية وحلفاءها سيطرت علي ذلك الشريط بعد قتال استمر منذ ديسمبر كانون الأول الماضي. من جهة أخري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده مستعدة لفتح حدودها للاجئين السوريين «اذا كان ذلك ضرورياً»، مؤكداً ان انقرة «تواجه تهديدا» جراء قطع طريق امداد رئيسي إلي جزء من مدينة حلب. وفر الآلاف من السوريين معظمهم من النساء والاطفال، نحو الحدود التركية منذ الجمعة الماضية من حلب هربا من هجوم واسع النطاق تشنه قوات النظام السوري بدعم من الضربات الجوية الروسية. وأعلن حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس سليمان تبيز ان تركيا تتولي رعاية حوالي ثلاثين الفاً من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة اعزاز السورية القريبة خلال اليومين الماضيين. وأكّد ان سبعين الفاً آخرين قد يتوجهون إلي الحدود التركية اذا استمر تقدم قوات النظام السوري في منطقة حلب.