بئر كيفارا بقرية ام الصغير «حمامات الدفن» ومياه بئر كيفارا.. دجاجة تبيض ذهبا «واحة سيوة».. واحدة من أهم الواحات المصرية.. بل أجملها علي الاطلاق.. تقبع في قلب الصحراء الغربية.. تنتشر بها عيون المياه.. وتحيطها أشجار النخيل والزيتون.. موقعها النائي.. وعزلتها لوقت طويل حافظ علي عادات وتقاليد أهلها.. ولغتهم الخاصة . قبائل «سيوة» الاحدي عشرة متدينون بطبعهم .. ففي الواحة سطعت شمس ديانة امون في العصور القديمة.. ومنها انتشرت تعاليم الدين الإسلامي وانتقلت إلي ساحل البحر المتوسط وأفريقيا.. وكانت «كعبة» لرواد العلم والتعاليم الإسلامية. يقول الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسي إن أهالي الواحة لهم عادات وتقاليد تختلف عن باقي محافظات مصر فالعريس لا يري عروسه إلا في ليلة الزفاف وذلك بعد جني محصولي البلح والزيتون «الحنة السيوي» اساس في الانتقال بالمولود الجديد.. فيتم عمل «عجين الحنة» ووضع نقطة منها بين حاجبين المولود.. وتأخذ البنات «جرة مياه» وينثرنها فوق سطح المنزل اعتقادا منهن ان ذلك يطيل عمر المولود.. ويضيف الشيخ عمر لدينا احتفال سنوي عمره أكثر من 200 عام.. وهو «عيد السياحة».. ويحل في الليالي القمرية من شهر أكتوبر.. ويرجع سبب اقامته إلي انه كان هناك خصومات بين ابناء قبائل الواحة الشرقيةوالغربية .. وجاءت «الطريقة المدنية» لتحتفل بعيد السياحة تحت سفح جبل الدكرور الشهير فتم انهاء الخصومات.. ومن يومها وفي نفس الميعاد تغادر جميع الاسر للاقامة في البيوت القديمة بالجبل.. ويقومون بإعداد الطعام لمدة 3 أيام كاملة تقام خلالها حلقات الذكر وولائم الاطعمة السيوية ليأكل منها الجميع في دعوة للتسامح والتصالح وانهاء الخلافات والصراعات التي حدثت بين أبناء القبائل طوال العام.. كما ان الاحتفال يعتبر فرصة للشباب والفتيات للزواج لانه يأتي بعد انتهاء موسم الحصاد للبلح والزيتون.. وخلاله تعرض المنتجات البيئية علي السياح الاجانب الذين يشاركون الأهالي الاحتفال بالعيد ويضربون مثلا للجميع في السلام الاجتماعي. عيون ورمال ساخنة تعتبر «سيوة» واحة الأساطير فبالإضافة إلي عيون المياه المتدفقة من باطن الارض والتي يصل عددها لاكثر من 200 عين.. ورمالها الساخنة التي تشفي من الامراض مازالت الواحة تبوح بسر جديد من اسرارها.. فالبحيرات الموجودة بها تحولت مؤخرا إلي أراض ملحية وأصبحت بحيرات لأجود أنواع الملح الطبيعي الذي تتهافت عليه الدول الأوروبية لاستخدامه في العديد من الصناعات واذابة الجليد في ممرات الطائرات بالمطارات.. ويقول عبدالسلام عمرات أن هناك 4 بحيرات رئيسية في سيوة هي «الزيتون» شرق الواحة وتبلغ مساحتها 5760 فدانا وتبدأ من حطية الزيتون الأثرية ... وبحيرة «أغورمي» شمال شرق الواحة ومساحتها 960 فدانا وبحيرة «سيوة» وتقع غرب مدينة «شالي القديمة» ومساحتها 3600 فدان.. والمراقي، غرب الواحة ومساحتها 700 فدان وتزداد وتتحسر مساحة البحيرات حسب كمية المياه الواردة بها من المصارف.. وأضاف عمرات ان هناك 7 بحيرات أخري غنية بالملح تقدر مساحتها بحوالي 55 ألف فدان.. يوجد بها 60 مليون طن جاهزة للاستخراج.. وهي ثروة متجددة يقدر العائد منها ما يقرب من 90 مليار جنيه حسب تقديرات لجنة علمية من هيئة المساحة الجيولوجية والهيئة العامة للثروة المعدنية. عسل البلح في واحة سيوة أكبر مصنع للصناعات البيئية بعد أن اعتمدت وزارة التعاون الدولي 42 مليون جنيه لإنشائه.. يضم المصنع ثلاجة لحفظ التمور وبه خطوط انتاج لعسل البلح.. وخصص جزء منه للمنتجات البيئية والبدوية مثل السجاد والتحف من جريد النخيل.. ويقول عبدالرحمن بكرين إن مشكلة الصرف الزراعي من أهم مشاكل الواحة وترجع اسباب المشكلة إلي الابار الرومانية القديمة التي كانت تستخدم في الزراعة.. ومع زيادة التوسع في الرقعة الزراعية تم انشاء العديد من الابار السطحية ولأن الواحة في مكان منخفض زادت كمية المياه بها.. وتقول الدراسات ان الصرف الزراعي يهدد بفنائها بعد 4 عقود .. ويقول اللواء علاء ابوزيد محافظ مطروح انه قام بزيارة إلي كوريا الجنوبية للاطلاع علي أحدث انظمة المعالجة.. وتم التعاقد مع كبري الشركات الكورية المتخصصة في هذا المجال .. وزارت الشركة الواحة لاعداد الدراسات للحلول الفورية خلال 3 أشهر .. وستقوم الشركة بانشاء 3 محطات معالجة في سيوة والعلمين ومرسي مطروح. معبد الوحي تشكل قري سيوة الخمس مستذت والمراقي وبهي الدين وابو شروق وأم الصغير لوحة فنية رائعة في قلب الصحراء الغربية.. ويقول د. عبدالعزيز الدميري مديرمنطقة آثار مطروح ان الواحة من أهم المناطق السياحية.. فيوجد بها معبد امون وقاعة تتويج الاسكندر الأكبر وجبل الموتي ومعبد الوحي وتعد منطقة شالي أو سيوة القديمة من أهم المعالم حيث تم اقامتها في الجبل وبنيت بطبقة «الكرشيف» وهي المونة الممزوجة بالملح والطين.. ويضيف د. عبدالعزيز ان السياحة العلاجية بالواحة هي الدجاجة التي يمكن ان تبيض ذهبا.. فهناك رمال جبل الدكرور الساخنة والتي ينتشر بها حمامات الدفن ويأتي لها السياح العرب والاجانب للاستشفاء من الروماتيزم والروماتويد والتهاب المفاصل في الفترة من منتصف يونيو حتي منتصف سبتمبر وتكون جلسات يومية ما بين 20 و30 دقيقة لمدة 4 أيام.. كما توجد بئر كيفارا بقرية ام الصغير وتتدفق مياهه من باطن الأرض وتصل درجة حرارتها إلي 67 درجة ويمكن استغلالها في الاستشفاء.. ويقول اللواء ابوزيد محافظ مطروح انه تم التعاقد خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد أكتوبر الماضي علي انشاء منتجع سياحي استشفائي عالمي للاستفادة من المقومات الطبيعية وكنوز واحة سيوة.. كما سيتم تشغيل جزء من مطار سيوة مدنيا لخدمة السياحة وجذب الاستثمارات .