قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفارقة الخاصة بتغير المناخ الي القمة الافريقية التي عقدت بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا .. وقال السيسي إن التقرير يأتي بعد انتهاء أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ، والتي جاءت كنقطة تحول مفصلية باعتماد اتفاق باريس لتعزيز الإجراءات والجهود العالمية للتصدي لآثار وتداعيات تغير المناخ. واضاف الرئيس السيسي ان تقرير اللجنة يتناول ثلاثة موضوعات رئيسية تتمثل في تقييم نتائج مؤتمر باريس لتغير المناخ والتطورات الخاصة بكل من المبادرة الإفريقية للتكيف والمبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، وذلك في ضوء القرار الصادر عن القمة الإفريقية الأخيرة في هذا الشأن. واكد السيسي ان مصر حرصت علي تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول الإفريقية خلال الإعداد لمؤتمر باريس علي كل المستويات بما في ذلك علي المستوي الرئاسي، مشيرا الي تناول الاجتماع الأخير للجنة رؤساء الدول والحكومات الإفارقة الخاصة بتغير المناخ الذي عقد في سبتمبر الماضي بنيويورك عملية الإعداد للمفاوضات، واعتمد الأولويات الإفريقية بشأن مؤتمر باريس، والتي شكلت أساسا صلبا للموقف الإفريقي التفاوضي المشترك. تطلعات إفريقيا وأضاف الرئيس السيسي أنه أكد في كلمته أمام مؤتمر باريس علي أهمية هذه الأولويات وضرورة الاستجابة لتطلعات إفريقيا والتعامل مع شواغلها في اتفاق باريس، مما ساهم في إيصال صوت الدول الإفريقية التي شاركت ككتلة تفاوضية واحدة في المفاوضات وساعد علي التوصل لاتفاق متوازن يراعي أولويات الدول الإفريقية. وأوضح السيسي أننا نجحنا في أن يأخذ اتفاق باريس بعين الاعتبار الشواغل الإفريقية واستجاب للعديد منها، حيث عكس الجزء الخاص بالحد من الانبعاثات التباين في الإجراءات ما بين الدول المتقدمة والدول النامية ولم يضع الجانبين علي قدم المساواة مثلما كانت تدفع بذلك الدول المتقدمة. وأشار الرئيس الي انه بالاضافة لذلك، فإنه بخلاف المؤتمرات السابقة، يولي اتفاق باريس اهتماما واضحا بموضوع التكيف مع آثار تغير المناخ، لافتا الي انه تم الأخذ في هذا الإطار، بمقترح المجموعة الإفريقية بوضع هدف عالمي للتكيف قابل للقياس. توفير التمويل وفيما يتعلق بوسائل التنفيذ فقد أكد الاتفاق التزام الدول المتقدمة بتوفير التمويل للدول النامية، وتوفير مبلغ 100 مليار دولار بحلول عام 2020 سواء لصندوق المناخ الأخضر أو من خلال غيره من الأطر الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف، والعمل علي زيادة هذا التمويل اعتبارا من عام 2025. وأوضح السيسي انه لأول مرة، نص اتفاق باريس علي قيام الدول المتقدمة بالإبلاغ في تقاريرها عن حجم الدعم المقدم من جانبها للدول النامية وعلي قيام الدول النامية بالإبلاغ عما تلقته من مساعدات لقياس مدي مناسبة الدعم الموجه للدول النامية للتصدي لتداعيات تغير المناخ بما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز شفافية توفير وسائل التنفيذ للدول النامية. واضاف السيسي : أن البت في فعالية ما تم التوصل إليه في اتفاق باريس بالنسبة لإفريقيا سيتوقف علي ما إذا كان سيتم تنفيذ ما تضمنه الاتفاق من التزامات وتعهدات بشكل أمين شأنه في ذلك شأن كل الاتفاقات والقرارات السابقة في إطار مسار مفاوضات تغير المناخ التي كانت دوما تصطدم بعقبة ترجمتها علي أرض الواقع. الخطط الوطنية وقال ان توصيات تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفارقة الخاصة بتغير المناخ تضمنت النظر في سبل تعزيز هيكل التفاوض الإفريقي المكون من اللجنة ومؤتمر وزراء البيئة الإفارقة ومجموعة المفاوضين الإفارقة بما يواكب التطورات الجديدة ويضمن تنفيذ الاتفاق بما يعود بالنفع علي إفريقيا، إلي جانب بحث سبل تعظيم الاستفادة من اتفاق باريس وتحديد الاحتياجات الإفريقية فيما يتعلق بتنفيذ خطط المساهمات المحددة وطنيا. وتابع السيسي : إن ما تضمنه اتفاق باريس يؤكد بعد نظر اللجنة وصحة رؤيتها المستقبلية من خلال قيامها بالتركيز علي التقدم بمبادرات ملموسة في مجالي التكيف والطاقة المتجددة ونجاحها في صياغة وتطوير هذه المبادرات في وقت قياسي، حيث أقرت اللجنة المبادرة الإفريقية للتكيف والمبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة في اجتماعها يوم 25 سبتمبر الماضي في نيويورك، وتم إطلاق المبادرتين في إطار الفعاليات الإفريقية والدولية التي أقيمت علي هامش مؤتمر باريس. وقال السيسي ان المبادرتين حظيا باهتمام واسع من قبل المشاركين ووسائل الإعلام، لاسيما المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة التي أعلنت مجموعة الدول السبع الصناعية G7 ودول مجموعة العشرين G20 عن دعمهما لها وتعهد عدد من الشركاء بتخصيص 10 مليارات دولار لدعم تنفيذها بحلول عام 2020. مشيرا الي أن توصيات تقرير اللجنة تضمنت الانتقال إلي مرحلة تفعيل المبادرتين وترجمتهما إلي واقع ملموس مع التركيز علي حشد التمويل اللازم لدعم المبادرة الإفريقية للتكيف. موقف موحد واكد الرئيس السيسي أهمية استثمار العمل المشترك من أجل تعزيز جهودنا استنادا إلي موقف إفريقي موحد في مواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، والعمل علي تعظيم قدراتنا في التعامل معها، والتي يتصدرها تحقيق التوازن بين توفير المياه والطاقة والغذاء وتحقيق التنمية والقضاء علي الفقر. واضاف قائلا : ولعل ما تحمله ظاهرة التغيرات المناخية من تحديات، يأتي بمردود ايجابي علي صعيد تعزيز العمل الإفريقي المشترك وتقريب المسافات بيننا، حيث نجابه تحديات مشتركة وتجمعنا قارة واحدة نحرص علي رخائها وازدهار شعوبها.