المنتخب الوطنى لليد صعد للنهائى ويسعى للفوز باللقب الأفريقى ويحلم بالاوليمبياد بعد أدائه القوى عبر بطولة أفريقيا التى تقام فى ضيافة مصر عند مثول الأخبار للطبعة الأولي كان الحلم الأوليمبي لمنتخبي مصر وتونس لكرة اليد قد حلق في سماء القاهرة.. يتسابق المنتخبان الكبيران منذ الثامنة والنصف مساء أمس بالصالة العملاقة لاستاد القاهرة- إحدي مفاخر الإنشاءات الرياضية المصرية علي الصعيد العالمي.. وأطلقا معاً إشارة النهائي العصيب علي لقب كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد.. سعياً إلي اللحاق بالحلم وتحويله للواقع والإمساك به وإصطياده وهو يحلق.. وسوف نتابع في الطبعات التالية محصلة السباق المصري التونسي ومن منهما أمسك بالحلم.. هذا الحلم الذي بدا وكأنه قابع علي سطح صفيح ساخن في الملعب والدرجات والشوارع.. الكل ترقب وانتظر وتمني أن يزف الحلم إلي واقع في حفل عرس كبير. الصالة المغطاة باستاد القاهرة امتلأت عن آخرها بالجمهور الراقي الشغوف بكرة القدم وبوطنيته التي تدفعه إلي مساندة كل من يمثل مصر.. كل أسرة كرة اليد المصرية والقارية والدولية محتشدة لكي تتعرف علي ممثل القارة السمراء في أوليمبياد ريودي جانيرو.. والفريقان في حالة استنفار وتحفز لا تخلو من القلق والتوتر وكثير من الخوف... فلا نجاح لمصر في التنظيم ولا قيمة لكل أشكال وألوان المديح والإشادة بجودة التنظيم ووصوله لمستوي الدورات الأوليمبية إلا بنجاح المنتخب في اصطياده الصيد الثمين.. اللقب ولاشيء غيره الذي يطير بكرة اليد المصرية إلي الأوليمبياد.. وهو نفس التحفز لدي الأشقاء التونسيين الذين يراهنون علي خبرة السنين والألقاب التاسعة التي يتصدر بها المنتخب التونسي صدارة الإنجازات علي هذا الصعيد.. وهم يعتقدون أنهم أهل للتحدي بالقياس إلي التاريخ والأرقام ثم إلي المستوي الذي ظهر نداً قوياً للمنتخب المصري.. لوحة جميلة ومثيرة من لوحات الرياضة الكبيرة في المنافسات .. بما سبق النهائي ورافقه في بداية المنازلة من عناصر المتعة والإثارة والصراع الإيجابي والمنافسة الشريفة والشغف باللعبة والتشجيع بالحماس. .. ظهرت صالة الاستاد لوحة معبرة عن القيمة الإنسانية للرياضة.. والقيمة الكبيرة للبطولة في حد ذاتها لكونها علي أرض مصر التي أبعدتها توابع ثورة 25 يناير العظيمة عن تنظيم المناسبات الجماهيرية الكبيرة لفترة 4 سنوات.. وها هي تستعيد عافيتها واستقرارها وأمنها وتحتضن حدثاً قارياً بصبغة عالمية يحقق نجاحاً مذهلاً علي كل الأصعدة.. كل منتخب حشد ما لديه من أسلحة نفسية وفنية وخططية ولم يبخل بشيء أو يلجأ للمغامرة.. بل اهتم الفريقان بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة.. ولم يعد لدي أي منهما متسع من الوقت لكي يناورا في التشكيل أو يؤجلا استخدام بعض الأسلحة .. هي النهاية التي تتطلب منتهي الاستعداد والتجهيز واستخدام كل الأوراق.. ولذلك وصل التركيز مداه وحده الأقصي واللاعبون يجهزون أنفسهم للدخول إلي الصالة وبدء الاشتباك الرياضي المثير.. ومع الاستعدادات الفنية والجماهيرية والتنظيمية ورسم اللوحة علي ساحة الملعب.. سارت الترتيبات الأمنية علي أعلي مستوي لضمان مرور الحدث بسلام وبأعلي نسبة نجاح، خاصة أن مصر ستنظم كأس العالم 2012.. رجال الأمن أحكموا القبضة علي منطقة الاستاد بكاملها وحددوا المسارات ودخول وخروج الجمهور والتفتيش والتدقيق والتوعية والتحذير، وتعددت الشخصيات الرياضية الحاضرة التي أردنا لها أن تدرك كم هي مصر قادرة علي احتضان الأحداث الكبيرة لأنها كبيرة وآمنة وجاهزة دائماً لكل الاستحقاقات مهما كانت التحديات.