الجنرال «احتياط» عيدو نحوشتان «58 عاما» آخر مناصبه: قائد سلاح الجو قبلها كان رئيس هيئة التخطيط فى رئاسة الأركان العامة، رئيس تشكيل الجو، رئيس تشكيل الاستخبارات، قائد قيادة حاتسور العسكرية. خيمت علي الأوساط الاستخباراتية في تل أبيب حالة من الارتباك، ففي حين يلملم رئيس الموساد تامير پردو أوراقه لإخلاء منصبه في يناير المقبل، اتجهت الأنظار لأكثر من خليفة، وبات التعويل علي شخصيات من داخل المؤسسة الاستخباراتية، إلا أن رئيس الوزراء نتانياهو ألقي بالحجر في المياه الآسنة، حينما طرح علي غير المتوقع اسم الجنرال «عيدو نحوشتان» قائد سلاح الجو السابق، ونظراً لأن الأخير لا ينتمي لمؤسسة الظل الإسرائيلية، ومع صعود أسهم ثلاث شخصيات من المؤسسة ذاتها لخلافة تامير پردو، توقعت الدوائر الأمنية في تل أبيب صدامات غير مسبوقة مع نتانياهو، ولم يستبعدوا وصول تلك الصدامات إلي أروقة الموساد.. ووفقاً لمعطيات أوردتها صحيفة يديعوت أحرونوت، اجتمع نتانياهو خلال الأيام القليلة الماضية مع الثلاثة المرشحين لرئاسة الموساد، وكانت اللقاءات المنفردة مع كل منهم طويلة. وخلالها استعرض كل مرشح رؤيته وتطلعاته حول كل ما يخص المؤسسة الاستخباراتية، لكن نتانياهو لم يتخذ قراراً بشأن المرشحين الثلاثة، ودار الحديث حول اعتزامه تعيين قائد سلاح الجو السابق «عيدو نحوشتان» لرئاسة الموساد، ما حدا بالدوائر الأمنية إلي التحسب من ردود الفعل الغاضبة، التي قد تصل إلي تقديم استقالات جماعية داخل مؤسسة الاستخبارات الأولي في إسرائيل. رسالة سلبية ونقلت الصحيفة العبرية تقديرات مصدر مقرب من الموساد، قال فيها إن نتانياهو نقل رسالة سلبية لكوادر الموساد، يدور فحواها حول عدم ثقته في أدائهم الأمني، وهو ما يبعث بروح الإحباط داخل المؤسسة السيادية، التي تتبع في عملها رئيس الوزراء بشكل مباشر. وأضاف المصدر ذاته: «إذا صحت نوايا نتانياهو، فإن ذلك يعد صفعة علي جبين الموساد، ووقاحة لا تغتفر من رئيس الوزراء، وفضيحة لم تشهدها إسرائيل منذ إعلان قيامها حتي الآن. فمع بالغ الاحترام ل «نحوشتان»، وكفاءته في قيادة سلاح الجو، وانتسابه لأسرة قتالية، إذ كان والده عضو كنيست، وأحد أبرز قادة الجيش الإسرائيلي، إلا أن «نحوشتان» يجهل 99% من عمل المؤسسة الاستخباراتية». من جانبه أبدي مصدر استخباراتي إسرائيلي رفض الكشف عن هويته، امتعاضه من تصرفات نتانياهو، وقال مندهشاً: «لا يمكنني تفهم حرص نتانياهو علي تجاهل المرشحين الثلاثة لخلافة تامير پردو، رغم أنه يعلم مدي صلاحيتهم للمنصب أكثر من غيرهم، ويفضل عليهم عنصرا خارجيا ليس له أية علاقة بالعمليات السرية التي نديرها». وتفيد المعلومات بأن نتانياهو لم يلتفت إلي نحوشتان إلا الاسبوع الماضي فقط، حينما أوصي به أحد المقربين من رئيس الوزراء، رغم أن سيرته الذاتية تبتعد تماماً عن العمل الاستخباراتي، فالرجل يبلغ من العمر 58 عاماً، وتم تعيينه قائداً لسلاح الجو خلال رئاسة إيهود اولمرت للحكومة، وقاد عمليات سلاح الجو خلال عملية «الرصاص المصبوب» في قطاع غزة، وظل في منصبه حتي عام 2012، عندما تم تسريحه من الجيش. تجنيد الجواسيس الثلاثة المرشحون للمنصب من داخل مؤسسة الموساد، يأتي في طليعتهم «رامي بن باراك» مدير عام وزارة الشئون الاستخباراتية والاستراتيجية، وتم تجنيده في السابق في رئاسة الأركان، وفي عام 1977، حاز علي العديد من الأنواط العسكرية علي خلفية كفاءته القتالية، وبعد تسريحه من الخدمة الإلزامية في الجيش، تجند في الموساد، فأصبح ضابط جمع معلومات من الطراز الأول، ثم انضم إلي وحدة «كيشت» في الموساد، المعنية بعمليات التعقب.. أما المرشح الثاني للمنصب، فهو «يوسي كوهين»، مستشار نتانياهو لشئون الأمن القومي، وانضم لصفوف الموساد عام 1982، وخاض دورة تدريبية علي كيفية تدريب وتجنيد الجواسيس لصالح الموساد، كما قضي كوهين معظم خدمته في وحدة «تسوميت» وقاد العمل فيها، وهي وحدة معنية بزرع ضباط الموساد في مناطق متفرقة من دول العالم، وحاز علي جائزة الأمن الإسرائيلية، وما لبث بعدها الوصول إلي منصب نائب رئيس الموساد، وفي أغسطس 2013 عينه نتانياهو مستشاراً له لشئون الأمن القومي. المرشح الثالث لخلافة رئيس الموساد المنتهية ولايته في يناير المقبل هو رجل الظل الذي ترمز له الصحيفة العبرية بالحرف «ن»، وهو نائب رئيس الموساد تامير پردو، وكان ضابطاً متميزاً في سلاح المظليين، وسرعان ما تجند في وحدة «كيشت» بالموساد. محمد نعيم