يشكل إسقاط المقاتلة الروسية في سوريا من قبل تركيا، تهديدا خطيرا للعلاقات بين موسكووأنقرة، ويضع علاقات اقتصادية ثنائية تقدر بنحو 44 مليار دولار علي المحك. فمن الواضح أن صناعة السياحة في خطر، خاصة بعد توصيات السلطات الروسية بالحد من سفر الرعايا الروس إلي تركيا، ومن الصعب التكهن بتدابير أخري. وقال مصدران في الحكومة الروسية إن هذه المسألة تبحث علي مستوي الرئاسة الروسية.ولكن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن امس أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية قد يؤدي إلي إلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة بين البلدين، مشيرا إلي أن الشركات التركية قد تخسر حصتها في السوق الروسية.وتتجاوز قيمة التبادل التجاري للبضائع 30 مليار دولار سنويا، يضاف إليها استثمارات متبادلة متراكمة بأكثر من ملياري دولار. وتعد تركيا أكبر خامس شريك تجاري لروسيا بحصة تبلغ 4.6% من إجمالي التجارة الخارجية الروسية، وذلك بحسب بيانات إدارة الجمارك الروسية للفترة ما بين يناير وسبتمبر من العام الحالي، وتأتي تركيا في هذا المركز بعد الصين، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا. وبعد الأخذ بعين الاعتبار «تجارة الخدمات» فإن مؤشر التبادل التجاري الكلي (بضائع وخدمات) بلغ في عام 2014 نحو 44 مليار دولار.وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي روسيا قبل شهرين، أكد أن أنقرةوموسكو تسعيان إلي زيادة حجم التبادل التجاري بينهما بحلول عام 2023 إلي 100 مليار دولار. بعد توصيات اتحاد السياحة الروسي، قررت كبري شركات السياحة الروسية وقف الرحلات السياحية إلي تركيا، الأمر الذي سيكبد أنقرة خسائر جسيمة، حيث إن السياحة في تركيا تعد إحدي ركائز الاقتصاد التي تدر علي البلاد مليارات الدولارات.وبلغ عدد السياح الروس الذين قصدوا تركيا بهدف السياحة في عام 2014 نحو 4.38 مليون شخص، وذلك من أصل 42 مليون سائح، أدخلوا نحو 36 مليار دولار إلي الاقتصاد التركي.ويأتي السياح الروس بالنسبة لتركيا في المرتبة الثانية بعد ألمانيا التي صدرت نحو 5.4 مليون سائح العام الماضي. من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن روسيا ستنظر بشكل دقيق في جميع المشاريع المشتركة مع تركيا، بما فيها مشروع محطة «أك كويو» أول مشروع محطة نووية في تركيا، الذي يتضمن بناء 4 مفاعلات بقدرة 1200 ميجاوات.ويري محللون اقتصاديون أن إسقاط الطائرة الروسية يهدد العلاقات الثنائية بين البلدين ويجعل مصير مشروع نقل الغاز الروسي إلي تركيا «السيل التركي» مجهولا.