اختلفت الآراء؛ منهم من يري أنه تحريف اسم أبوالهول من أصل التسمية بر حور أي بيت الإله حورس وآخرون يرونه تحريفاً من بر حول أي بيت الأسد وتم تحريف بر إلي بو حول إلي الهول حتي انتهت عند العرب باسم أبو الهول. تشير متون الأهرام والتي ظهرت لأول مرة مسجلة علي جدران الحجرات الداخلية لهرم الملك ونيس من نهاية الأسرة الخامسة إلي وجود إله علي هيئة أبو الهول يسمي روتي؛ وينتهي اسمه بمخصص علي شكل أسد؛ أو أسدين متدابرين.. في إشارة إلي الوظيفة المنوطة به وهي الحراسة. وفي معبد الملك أمنحتب الثاني الواقع إلي الشمال الشرقي من تمثال أبو الهول؛ سمي أبو الهول باسم حور إم أخت بمعني الإله حورس في الأفق.. وتطور الاسم في العصور المتأخرة إلي حورماخيس. ونظراً لأن اسم حور إم أخت ينتهي بعلامة الأفق وهي عبارة عن تلين يشرق ويغرب من بينهما قرص الشمس؛ الأمر الذي جعل البعض ينظرون إلي تمثال أبو الهول بين هرمي خوفو وخفرع كما لو كان أبو الهول نفسه هو الشمس التي تشرق وتغرب خلف التلين. ومنذ عصر الدولة الوسطي نجد أن كلمة شسب عنخ وتعني الصورة الحية تطلق علي أبو الهول وكذلك علي كل تمثال بهيئة أبو الهول. ويعتقد أن التسمية اليونانية سفنكس جاءت من التسمية شسب عنخ؛ وهناك أيضاً التسمية المعروفة بشسب عنخ إن أتوم بمعني الصورة الحية للإله أتوم. ونشأت حول أبو الهول وأصله عدد من الأساطير منها ما له أصول مصرية؛ وأغلبها ينتمي إلي الأساطير الإغريقية.. منها أن الحيوان الخرافي أبو الهول هو الذي إعترض طريق أوديب عند محاولته دخول المدينة التي تحكمها أمه؛ وكان عليه أن يحل اللغز الذي طرحه عليه أبو الهول وإلا هلك. يصور أبو الهول بجسم أسد رابض ورأس إنسان يغطيه رداء الرأس الملكي المسمي بالنمس؛ وتعلو جبهته حية الكوبرا التي تنفث اللهب في وجه أعداء الملك. وارتبط أبو الهول بعدد من الألهة الأجنبية ومنها الإله الكنعاني حورون؛ وهو أحد آلهة الحماية الذي دخل مصر مع التجار الكنعانيين ومنهم من استوطن مصر وسكن ليس ببعيد عن أبو الهول. أما عن السؤال المعتاد عن أصل تسمية أبو الهول بهذا الاسم فقد اختلفت فيه الآراء؛ منهم من يري أنه تحريف من أصل التسمية بر حور أي بيت الإله حورس وآخرون يرونه تحريفاً من بر حول أي بيت الأسد وتم تحريف بر إلي بو حول إلي الهول حتي انتهت عند العرب باسم أبو الهول. ويربض أبو الهول عند الحافة الشرقية لهضبة الجيزة؛ وهو رمز الملكية المؤلهة في مصر القديمة؛ ولايزال إلي الآن رمزاً لمصر.. صامتاً محتفظاً بأسرار ثلاثة آلاف سنة حكم فيها الفراعنة مصر وبنوا حضارة عظيمة أنارت للإنسانية طريقاً للتحضر. أبو الهول ليس مجرد تمثال ضخم من حجر عند أطراف هضبة الجيزة.. إنه جزء من الحضارة المصرية القديمة وعنوان إبداعها في كل مجالات العلوم والفنون.. وهو المعجزة الحية بيننا إلي اليوم؛ وعلينا الحفاظ عليه وتغيير أسلوب تعاملنا مع أبو الهول وهو رد الفعل! يجب ألا ننتظر حتي يمرض التمثال لكي نعالجه! فهناك برنامج صيانة دوري لابد من الحفاظ عليه وتطويره دائماً حتي نحافظ علي صحة أبوالهول ليخبر أحفادنا بأننا لم نقصر في حقه علينا.