أهالى جبل الدويقة فى انتظار تحقيق وعود المسئولين فى توفير حياة أدمية لهم «تصوير : السيد محمد» هربوا من معاناتهم الطاحنة إلي أعلي صخرة الدويقة ، ليتحد البؤس مع انعدام المرافق في حصار مواطنين بسطاء يعيشون مع الثعابين والعقارب بعد أن دك حي منشأة ناصر منازلهم مع وعود وردية بمنحهم مساكن أدمية في مدينة 6 أكتوبر.. هدم المنازل كان ضروريا نظرا للأخطار التي تحدق بالمنطقة وسبق أن تسببت في كوارث عديدة، لكن حتي هذه اللحظة لا يزال سكان المنازل «المهدومة» في انتظار تحقق الوعود، يعيشون في المنطقة الخطرة نفسها لكن في العراء! بعد صعوبة بالغة نجحنا في الوصول الي المكان النظرة الأولي تجعل الأسئلة تتسارع.. كيف يمكن لهؤلاء البشر أن يعيشوا في ظل هذه الظروف؟ بمجرد وصولنا سارعوا الينا، كانوا مثل الغريق الذي يتعلق بأي قشة!! ورغم ان الأهالي يؤكدون أنهم استقبلوا قرار إزالة مساكنهم بسعادة تمهيدا لنقلهم الي شقق بمدينة 6 أكتوبر الا انهم عادوا ليعترضوا عليها، ويبرروا ذلك بأن المكان الجديد بعيد عن أماكن عملهم.. وبعد تنفيذ الهدم لا يزالون يقيمون بالمنطقة نفسها بعد ان استبدلوا حجراتهم القديمة بالخيام. ويؤكد الأهالي ان البيت الذي كانت تشغله كل اسرة لم يكن يضم عادة سوي غرفة واحدة مساحتها صغيرة للغاية وسقفها مغطي بالاخشاب المتراصة فوق بعضها والرطوبة تنشع في الحوائط بينما تتسلل الفئران والثعابين والعقارب من الشقوق التي تنتشر بها لتهددهم في يقظتهم ومنامهم.. كانت الروائح الكريهة تنتشر بها لضيق المكان وزيادة الاعداد فقد يتجاوز عدد الافراد 10 يسكنون غرفة واحدة وانهم يقومون بشراء المياه للشرب والاستخدام اليومي 20 جنيها للجركن. وتشير صباح محمد عبدالله 37 سنة الي ان موظفي حي منشأة ناصر يتلاعبون بأهالي المنطقة وينفون الأهالي الي مدينة 6 أكتوبر في شقق بعيدة رغم وجود أماكن ووحدات سكنية شاغرة في مساكن سوزان مبارك وبصوت حزين ولهجة صعيدية يقول حسين أبوزايد 42 سنة علي احنا عايشين علي هذه الصخرة منذ سنين وعارفين ان الحياة فوق الجبل خطر وبنشوف كل يوم العجب ده غير الحيوانات والحشرات، لكننا مضطرون وحلمنا ننتقل لشقة جديدة ومكان نضيف وشوارع واسعة بدل الازقة والحواري التي نعيش فيها الان بالاضافة الي ان ذهابنا الي مدينة 6 أكتوبر هيكون موت وخراب ديار وذلك لبعد المسافة عن مصدر رزقي مما يتطلب ذلك مصاريف اضافية منها وسائل التنقل. أما دعاء عبدالله 35 سنة لم ترحمها دموعها امام منفذي قرار الازالة فتقول تعرضت للسب ولم يسمح لنا رجال الحي باخراج ممتلكاتنا وقاموا بتحطيم كل مانملكه من أغراض.. من ينجو من خطر الانهيار ونار البؤس لا ترحمه الزواحف حيث تروي احدي الامهات بأسي قصة ابنها الصغير الذي لدغه احد العقارب الجبلية التي تواجد بكثرة في هذه المنطقة بينما كان يلعب مع بقية الاطفال امام حطام المنازل البسيطة وتحكي انها سمعت صراخ ابنها وبكاءه الشديد وعندما ذهبت اليه وجدت العقرب قد لدغ ذراعه وما هي الا دقائق معدودة حتي سمعوا صراخ طفلة اخري بعد ان لدغها العقرب في رأسها، انتقل بعض الأهالي حاملين الاطفال الي مستشفي منشأة ناصر والتي تبعد عن منطقتهم المعزولة كثيرا لكن المستشفي رفض تقديم المساعدة وقال العاملون بها لهم انقلوهم الي مستشفي الحميات بالعباسية.