في مثل هذا اليوم منذ 42 عاما بدأت قواتنا المسلحة أكبر عبور في التاريخ العسكري لعائق مائي تمثل في قناة السويس.. مستهدفة تحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. جري تنفيذ هذه العملية بالفكر والسواعد المصرية بشجاعة منقطعة النظير.. تم اقتحام التحصينات التي كانت قد أقيمت علي الشط الشرقي للقناة واختراق وتدمير خط بارليف الذي روج البعض الأساطير حول استحالة المرور منه.كل التقارير والمتابعات العسكرية العالمية للمعارك التي دارت وما أبداه الجندي المصري من جسارة وبسالة.. شهدت لقواتنا المسلحة بالنجاح المؤزر في تحقيق أعظم انتصار عسكري في التاريخ الحديث عنوانه دحر مذل لجيش إسرائيل الذي لا يقهر. استعادة ذكري هذا الانتصار تبرز معدن الشعب المصري وعظمة أبناء جيشه الذين يستحقون وصفهم بأنهم خير أجناد الأرض. ما حدث كان تجسيدا لروح التحدي التي عظمت الاصرار علي تحرير أرض سيناء واستعادة الكرامة التي أهدرت بهزيمة 1967 التي جرت في ظروف داخلية لا أعادها الله. كان وراء قرار خوضنا لهذه الحرب- التي انتهت بتحقيق الانتصار- حكمة ودهاء وسعة أفق ووطنية قائد وزعيم عظيم هو أنور السادات (رحمه الله). لا يمكن ان تهل علينا نسمات هذا النصر دون ان نتذكر تلك الأيدي الغادرة والمجرمة التي اغتالت هذا الرجل وهو يحتفل مع أبناء القوات المسلحة بالذكري الثامنة لانتصار أكتوبر. هذه الجريمة تشهد علي الانحطاط الذي اتسم به فكر الذين قاموا بها وكلهم من المنتمين لجماعة الإرهاب الاخواني التي خططت بعد ذلك لاغتيال هذا الوطن. جري ذلك بعد ثورة 25 يناير متحالفة ومتعاونة مع العملاء ومع القوي الخارجية المتربصة. ان ما أقدم عليه الراحل العظيم أنور السادات هو دليل بكل المقاييس علي أنه سابق لعصره. كل الدلائل والبراهين الموثقة بشهادات الأعداء تؤكد انه لو كتب الله له مواصلة مسيرته لعدة سنوات أخري لاستطاع ان يغير من شكل الحياة عبورا بمصر إلي عالم التقدم والازدهار. ليس أمامنا في ذكري يوم هذا الانتصار العظيم.. يوم 6 أكتوبر إلا ان نتذكر قدرة هذا البلد وشعبه علي مواجهة الصعاب سعيا إلي إنجاز ما يتطلع إليه من آمال.. اننا لا نحتاج لتحقيق أهدافنا المنشودة سوي ان يهبنا الله من يحسن التخطيط ويقودنا إلي الطريق السليم. هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أصحاب التوجه الخلاق المخلصين المؤمنين بمجد وصالح هذا الوطن. هذا الهدف كان المحور الذي انطلق منه مشوار حرب أكتوبر وما حققته من انتصار لإرادة الشعب المصري.