الحكمة والفهم.. والاستيعاب.. صفات مهمة.. تكتسب من خلال تراكم خبرات طويلة.. ومواقف صعبة.. وقرارات مصيرية.. هذا ما اطلت علينا به من خلال كلمات الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي الاخير. والذي استوعب فيه بوعي وتقدير رائع لما يعانيه الشعب المصري.. بكل فئاته من احساس هائل.. والقهر.. وغياب للعدالة الاجتماعية في كل اشكالها.. بدءا من ضعف الاجور.. إلي عدم توفير فرص للعمل.. أو المسكن.. وتدهور للتعليم، كل مشاكل المواطن المصري. وقد دلل الرئيس بوضوح كامل لفهمه العميق.. واستيعاب لكل الظروف القاسية التي يمر بها كل فرد من افراد الشعب المصري.. وتقديره الكامل للتغيير الحقيقي والمطلوب في ذلك التوقيت.. والتي تتطلبه المرحلة الحالية.. في تاريخ الشعب المصري.. تلك المرحلة التي تمثل منحني مهما.. في كل نواحي الحياة في مصر الاقتصادية.. والسياسية.. والاجتماعية.. لقد استوعب الرئيس مبارك بعقل واع كيف يدير الدفة لينجو بشعبه ويصل به إلي بر الامان.. فطالب في خطابه من حكومته الجديدة.. بالاهتمام الكامل بمتطلبات الشعب والاستجابة السريعة الجادة لذلك علي كل المستويات وتعديل مواد القانون 67 و77 من الدستور لضمان انتخابات رئاسية محددة الفترة.. وليست علي مطلقها.. كما طالب القضاء بسرعة النظر في الطعون المقدمة لمجلسي الشعب والشوري لضمان صحة عضوية اعضاء البرلمان المصري.. واهم النقاط التي اثارها في خطابه.. اعلانه باكتفائه بسنوات حكمه السابقة لمدة ثلاثين سنة.. وانه لن يرشح نفسه لدورة رئيسية اخري.. وهذا يؤكد ان الرئيس مبارك.. يستوعب ان التغيير هو ضرورة ملحمة للمرحلة الحالية.. في تاريخ الشعب المصري.. بل وكل الشعوب العربية.. وان انتقال شعلة الوطن بين ايدي الشرفاء المدافعين عن مصالح الشعوب قدر.. يتناوب علي تحمله الكثيرون من ابناء مصر الشرفاء.. والكثيرون منهم جديرون بذلك الشرف.. وتلك المهمة الشاقة التي تتطلب الاخلاق.. التفاني.. الفناء.