بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية -مقر رئاسة الجمهورية- قصر العروبة - مصر الجديدة. تحية تقدير، وإعزاز لشخصكم العظيم.. وبعد أود في البداية أن أعرب لسيادتكم عن خالص تقدير وحب شعب مصر العظيم لكم.. وقد تبين هذا الحب جلياً في كلمات شباب مصر المحترم، صاحب الفضل الأول في تظاهرة 52 يناير الماضي. أكد هؤلاء الشباب أنهم لا يبخسون الآباء حقوقهم، ولن يسلبوا منهم إرادتهم.. وتلكم هي أخلاق المصريين وشباب مصر التي أبلغتموها سيادتكم للرئيس الأمريكي الذي لا يعلم شيئا عن ثقافة المصريين. والأكثر من هذا سيدي الرئيس فلقد أعرب شباب مصر عن إعتذارهم لما بدر من غيرهم، وما نطق به لسان بعض مجموعات المنتفعين والانتهازيين والمرتزقة الذين سعوا جاهدين للقفز علي المسعي الشريف والهدف النبيل لشباب مصر.. أولئك الشباب الذين كان محركهم الوحيد هو حب مصر. سيدي الرئيس.. إن كل مصري يعلم ويقدر دوركم، وما قدمتموه للوطن خلال سنوات الحرب، والسلم.. ولا أظن أنه يوجد علي أرض المحروسة من ينكر ما بذلتموه سيادتكم من جهد طوال سنوات خدمتكم لهذا الوطن.. ومن ينكر ذلك فهو جاحد وغير أمين.. وباعتباركم رب العائلة المصرية أنني علي يقين أنكم ستقابلون الإساءة بالحسنة.. وهذا ما عهدناه في شخصكم. سيدي الرئيس.. لا شك أن هناك بعض الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية.. ولأبنائكم الشباب كل الشكر علي دق جرس الإنذار.. لقد كانت خطوتهم جريئة وغير مسبوقة.. وتمكنوا من تحقيق إنجاز لم يستطع أحد تحقيقه من أصحاب الألسنة الطويلة والذين يحاولون ركوب الموجة الشبابية.. وحسناً ما اتخذتموه سيادة الرئيس من إجراءات لتصحيح المسار، وتعديل الحكومة.. حكومة الذكاء ورجال الأعمال، ومساءلة الفاسدين والمفسدين، واستبعاد من استطاعوا وضع الغمامة علي العيون حتي لا نري السيئ والسلبي.. أظن أن التحية واجبة لشباب مصر العظيم وعسي أن يستوعب الجميع الدرس الوطني الذي تحملوا في سبيله الكثير من المعاناة والصبر. وليس غائباً عن سيادتكم أن هؤلاء الشباب هم الذين شكلوا فرقاً شعبية لحماية وتأمين منشآت الدولة والمرافق العامة والمساجد والكنائس.. وكانوا حائط صد ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن. سيدي الرئيس.. لتسمح لي بأن أرفع كلمة شكر واجبة، وتحية تقدير لرجالات القوات المسلحة المصرية التي يفخر ويعتز بها كل مصري.. أولئك الرجال تحملوا ما هو فوق طاقة البشر.. تعاملوا بكل الحكمة والصبر مع شتي أطياف الشعب.. تعاونوا مع الشباب الكل تكاتف للقبض علي مجموعات تخريبية من كل الأجناس جاءوا من كل صوب وحدب لضرب استقرار مصر في مقتل، والسعي لخرابها وتدمير مقدراتها، والعمل علي بث الفتنة بين أبنائها ولكن لا يعلم أولئك الخونة القتلة أن الله يحفظ مصر.. فلقد أنقذها المولي سبحانه وتعالي من هذه المؤامرة التي استهدفت أمنها القومي والتي أرجو أن يتم قريباً الإعلان عن تفاصيلها الكاملة.. وتقديم المجرمين للمحاكمة العسكرية. سيدي الرئيس.. تظاهرات الشباب كان من أهم مطالبها توفير فرص العمل والحياة الكريمة لكل شاب.. وأحيط سيادتكم علماً بأنني أمضيت ثلاث سنوات كاملة أنادي، وأكتب اسبوعياً وتحديداً منذ الثلاثاء 21 فبراير من عام 8002 أناشد أصحاب القرية الذكية بإعطاء الأولوية لتنفيذ أهداف المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء والذي أقرته الدولة منذ عام 4991.. والذي لم ينفذ منه للأسف سوي اليسير.. وكأن الحكومة السابقة كانت تتعمد قتل هذا المشروع ووأده.. وناديت سيادة الرئيس باستحداث منصب وزير سيناء مع نائبين في الشمال وآخر في الجنوب.. ليكون وزير سيناء مسئولاً أمام القيادة السياسية عن تنفيذ المشروع والذي كان يستهدف توطين ما يقرب من 3 ملايين شاب في سيناء وتوفير فرص العمل لهم في شتي مجالات الحياة، ولكن لا حياة لمن تنادي.. لقد بُح صوتي سيادة الرئيس وجف قلمي.. لذا قررت أن تكون هذه آخر مقالاتي عن مشروع تنمية وتعمير سيناء.. ونهاية حكايتي مع الحبيبة سيناء. أظن سيادة الرئيس أن الحكومة السابقة لو استجابت لما سبق وطالبتها به منذ ثلاث سنوات ما كنا قد وصلنا إلي الأزمة التي مازالت آثارها السيئة تحيط بنا.. لقد كانت نظرتهم ضيقة.. رغم تحذيراتي، وتحذيرات كبار مشايخ قبائل سيناء والعديد من خبراء وعلماء ومفكري مصر من ان سيناء هي مصدر الخير والنماء لمصر.. وان التقصير في تعميرها وتنميتها يساوي الخطر الداهم. سيدي الرئيس.. ختاماً.. أنتم وشباب مصر في القلب والعقل وتحيا مصر دائماً عظيمة، محاطة برعاية الله دائماً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.