بقلم :محمد عبدالمنعم أطل علينا يوم الخميس الماضي رئيس أركان الجيش الايراني حسن فيروز معلنا »أن بلاده سترد علي أي هجوم عسكري قد تشنه الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك بمهاجمة جميع القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وأنه في حالة ما إذا وجهت الولاياتالمتحدة تهديدا جادا وخطيرا لإيران، واتخذت اي اجراء ضدها، فإن أيا من جنود القوات الأمريكية المنتشرة حاليا في المنطقة.. أي واحد من هؤلاء لن يعود حيا الي أمريكا«. وبدون إستهزاء، أو إستخفاف، أو تقليل من شأن قائد كبير ومسئول في دولة كبيرة كان لها شأن حضاري كبير في تاريخ البشرية.. بدون أي استهزاء. أو استخفاف، فإن هذا الكلام لا يحمل غير معنيين لا ثالث لهما: - المعني الأول يتمثل في خطأ جسيم وقعت فيه جميع دول العالم وذلك عندما أجمعت - بما في ذلك روسيا والصين - علي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدولة الأولي في عالمنا المعاصر، وإنها أقوي دولة في تاريخ البشرية.. خطأ جسيم كشف عنه رئيس الأركان الايراني الذي وعد وأجزم بإبادة جميع الجنود الأمريكيين المنتشرين في المنطقة وعدم عودة أي واحد - أي احد - منهم حيا إلي بلاده! - المعني الثاني هو أن يكون هذا المسئول الايراني قد أصيب بلوثة عقلية مفاجئة، ولو أنه ليس وحده الذي اصيب بهذه اللوثة وذلك لأن نفس الكلام يتردد علي لسان جميع قيادات وملالي أحفاد امبراطورية فارس العظمي، ويزيد من خطورة هذه التهديدات انها دائما ما تكون مصحوبة بمناورات عسكرية ضخمة، مع إعلان عن اكتشاف وتطوير اسلحة ايرانية جديدة دون الاشارة ابدا الي أنها »مستنسخة« من ترسانة كوريا الشمالية! وهكذا، فإنه إلتزاما من جانبنا بالموضوعية وعدم الانحياز، فإنه في حالة ما إذا كان الاحتمال الأول صحيحا، فيالها من بشري سارة لمنطقة بأكملها بعد ان أصبحت مركزا للقوة الأولي في العالم كله، أما إذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح فيا لها من مأساة ان تنتهي شعوب هذه المنطقة - وكان آخرها الشعب العراقي الشقيق - الي مثل هذه النهايات المأساوية.. لا لشيء ،ولا لسبب، إلا لأن أحدهم، أو بعضهم هناك، يميل الي الثرثرة بكلام كبير وضخم لا وجود له علي أرض الواقع.