لم تكن مريم ملاك صاحبة صفر الثانوية العامة تستحق قرارا من النيابة كي نقنعها أنها تستحق الصفر رغم تفوقها الدراسي. ولسنا في حاجة إلي أن نصدق تقارير الطب الشرعي وبيانات وزارة التربية والتعليم ونكذب العقل والمنطق ودموع فتاة مظلومة يقهرها نظام تعليمي وإداري فاشل. ولن أتحدث عن إجراءات تثير السخرية في التعامل مع القضية التي تعيد إلي الأذهان التحقيقات في جريمة قتل الناشطة شيماء الصباغ التي قتلتها نحافتها الزائدة.. كذلك هي مريم التي قتلها الفساد والوزير بمباركة الطب الشرعي. ولكن ما هذا الكم من السفسطة والجدل العقيم من وزارة التربية والتعليم في قضية مريم؟ وأي منطق عقلي وتربوي يقول يا وزير التعليم أن فتاة بمثل هذا السجل المتميز من الدرجات كل عام تقرر فجأة أن تحصد صفرا في امتحان مصيري يحدد مستقبلها؟ وأي منطق يقول إن الفتاة المتفوقة لم تكتب حرفا واحدا تستحق عليه ولو نصف درجة في كل المواد؟ وأي منطق يقول أن يتم التحقيق في مدي صحة خط مريم المكتوب به اسمها علي ورقة الإجابة وانتم تعرفون أن هذه الورقة لا ترسل مع أوراقها للتصحيح ويوضع بدلا منها رقم سري علي كل ورقة إجابة وهو النظام المعمول به في أي كنترول؟ ولماذا لم يتم التحقيق مع المدرسين العاملين في كنترول مدرسة مريم والمسئولين بالدرجة الأولي عن فصل ورقة الأسماء عن أوراق الإجابة وإعطاء الأوراق أرقاما سرية والذين ضمنوا لها الصفر ولغيرها التفوق ؟ ألا تعرف كل هذه الأسئلة المشروعة طريقها للوزارة كما لم تعرف الرحمة قلوب من أوهموا مريم أنها ستحصل علي حقها بتحقيقات عادلة؟. وأخيرا يا مريم ليس من أجل هؤلاء تضرين حياتك ومستقبلك، فالمحاكمة والرحيل والصفر أولي بهم.