لم تمنعها إعاقتها من الخروج وإعلان حبها للرئيس مبارك إسرائيليون من عرب »84« وأجانب بين المتظاهرين.. ووجبات ساخنة قادمة رأسا من السفارة الأمريكية كل أشكال الطيف السياسي تلاقت أمس في ميدان التحرير.. هتفت، وصاحت، وصرخت ضمن مظاهرات حملت العديد من التناقضات.. المعارضون للرئيس مبارك مازالوا متمسكين بالرحيل إلا قليلا والمؤيدون يتهمون المتمسكون باستمرار التظاهر بالتحريض علي »حرق مصر«.. وبين الفريقين يوجد متظاهرون متعددو الجنسيات.. أجانب وعرب »84«! »الأخبار« رصدت جانباً من المشاهد. ميدان التحرير »قلب المظاهرات« توافدت إليه من الأطراف المتمثلة في الشوارع المؤدية له مجموعات كبيرة من المواطنين.. مجموعات من حركة كفاية و6 إبريل وبعض شباب الفيس بوك والإخوان المسلمين ومجموعة البرادعي والأحزاب التي لم تفوت فرصة ركوب موجة المظاهرات التي أطلقها الشباب.. وهناك الكثيرين أكدوا أن عدد من شباب الفيس بوك غادروا الميدان إلا قليلا منهم. التظاهرات المؤيدة للرئيس مبارك انتقلت من ميدان مصطفي محمود بالمهندسين ومن أمام ماسبيرو ومن شارع الجلاء، وكانت علي مشارف الميدان في الواحدة بعد الظهر.. وطوال مسيراتها كانت تردد »الجزيرة فين.. شعب مصر أهم«.. »مش هاتمشي يا مبارك«.. »احنا معاك« وغيرها من الشعارات المويدة لمبارك. مع تقدم خطي المتظاهرين إلي الميدان كانت تواجههم مجموعات تفتيش من الشرطة والجيش لمعرفة هويتهم.. وأسفرت عمليات الفحص عن ضبط بعض البلطجية والخارجين علي القانون بجانب عدد من الأجانب وعرب 84 »!«.. ورغم ذلك سادت حالة من الحذر والترقب لدي المتواجدين بالميدان.. لدرجة ان كل فريق قام بتشكيل مجموعة استكشاف بحيث ينتشر أفراد المجموعة ويتحدثون مع المتجمهرين لمعرفة إلي أي فريق ينتمون. في الثانية بعد الظهر اقتحم المؤيدون للرئيس الميدان وتقابلوا مع المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك.. ومع التلاقي دوي صدي الشعارات المتناقضة.. ودوي صدي الاتهامات المتبادلة بين الفريقين.. وحتي ذلك الحين كانت المظاهرات سلمية من الطرفين مما أدي لرواج تجارة الأعلام حيث وصل سعر العلم الواحد إلي 02 جنيها.. في الثانية وثلاثين دقيقة دار الجدل بين المؤيدين والمعارضين الذين تحلقوا ضمن مجموعات قريبا من قلب الميدان.. منهم حامد حسن الذي قال: »مطالبنا لم تتحقق.. وما أعلنه الرئيس يمثل التفافا علي إرادة الشعب.. لازم يرحل«.. يرد خالد عبدالرحمن: »انتو عازين إيه؟ ليه قاعدين.. الرئيس حقق مطالب الشباب.. عايزين تخربوها؟«.. يصرخ هاشم محمد موظف: »كفاية فساد.. النظام كله لازم يرحل فوراً«.. مصطفي أحمد: »خلوا البرادعي العميل ينفعكم.. لازم تعرفوا ان الرئيس بطل أكتوبر.. وخدم مصر.. واستجاب لمطالب الشعب.. يعني الاحترام مطلوب«.. وقبل أن تزيد الانفعالات بين الطرفين يتدخل عقيد الشرطة ليقول: »الهدوء يا حضرات.. الشباب المحترم غادر الميدان لقناعته بخطاب الرئيس مبارك الذي لبي فيه مطالب الشعب.. أما الناس الموجودين حاليا فهم من المندسين«.. في الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين بدأ التصادم والاشتباك.. المؤيدون للرئيس والمعارضون له تبادلوا الضرب بالطوب والحجارة والعصي بما أدي إلي وقوع الإصابات من الجانبين. شاهد علي الأحداث من قلب المظاهرات هو علي جمال الصحفي وأحد المتظاهرين الذي يشير إلي أنه تم اعتقاله أثناء التظاهر في بداية المظاهرات.. لكن لم يتعرض لأي إهانة وتم الإفراج عنه.. ويوضح علي الذي شارك في مظاهرات الأمس ان ميدان التحرير شهد أمس وجوها جديدة غير الشباب الذين أطلقوا المظاهرات في البداية.. وهي وجوه بعيدة عن الأيديولوجيات السياسية وتنتمي للمحرضين والمغرضين أمثال البرادعي وأيمن نور. ويضرب علي جمال كفا بكف عندما يقول: إن السفارة الأمريكية قامت أمس بتوزيع وجبات جاهزة علي المتظاهرين في قلب الميدان.. وبذلك تكون نوعية طعام المتظاهرين قد تغيرت واختلفت من الفول والطعمية إلي الدجاج المشوي والكباب والكفتة.. والأخطر من ذلك ان حسين عبدالغني المدير السابق لمكتب الجزيرة بالقاهرة كان يقوم بتوزيع الوجبات علي المتظاهرين.