ارتفاع صوت التشكيك في مشروع قناة السويس الجديدة لا يستهدف فقط التقليل من شأن مشروع اقتصادي مهم جعل قناة السويس لا تنافس وأغلق الباب أمام التفكير في تنفيذ مشروعات منافسة أخري لها.. وإنما هو تشكيك قبل ذلك في إرادة المصريين وقدرتهم.. ارادتهم علي أن يقرروا أمرا يجمعهم ويحشدهم ويوحد جهودهم.. وقدرتهم علي تنفيذ ما يريدون بمهارة ونجاح في توقيت قياسي ونموذجي. التشكيك الحالي في مشروع قناة السويس يتجه أساسا إلي إرادتنا قبل مشروعنا، وإلي تقدمنا قبل قيمة هذا المشروع، وإلي نجاحنا قبل الفوائد التي سوف نجنيها من هذا المشروع. ولذلك ليس هذا التشكيك عفويا أو نوعا من رد الفعل انخرط فيه بعض من لم يصدقوا الرئيس السيسي فيما قال انه بعد انتخابه رئيسا للجمهورية لن يكون مدينا بفواتير عليه أن يسددها لأحد، وأغضبهم أنهم لم يحصلوا علي ما يعتبرونه ثمنا لمشاركتهم الرئيس في حملته الانتخابية أو إعلان تأييدهم لانتخابه! وإنما هذا التشكيك مخطط وممنهج ومستمر لم يتوقف منذ أن تم الإعلان عن هذا المشروع.. وزاد التشكيك أكثر بعد أن اندفع الآلاف للمشاركة في الاكتتاب في تمويل هذا المشروع الكبير بأكثر مما يحتاجه من تمويل وفي بضعة أيام قليلة.. ثم زاد التشكيك أكثر وأكثر مع نجاح التشغيل التجريبي لقناة السويس الجديدة التي حولت القناة الأساسية إلي قناة مزدوجة تسلكها السفن والحاويات في الاتجاهين معا في ذات الوقت، واختصر فترة العبور وفترة الانتظار لها.. وها هو التشكيك يصل إلي مدي أبعد ومستوي أكبر مع اقتراب الاحتفال بتحقيق هذا الانجاز الضخم الكبير بمشاركة عالمية. وهذا أمر ليس بمستغرب ويجب ألا يزعجنا، بل لعله يؤكد لنا أننا نسير في الطريق الصحيح ونمضي إلي الأمام ونحقق ما ننشده.. فكلما مضينا قدما إلي الأمام سوف يزيد غضب وضيق من يتربصون بنا ومن لا يريدون الخير لنا ومن يريدون أن يعيدونا إلي الوراء أو علي الأقل يبغون أن تظل بلادنا ساكنة لا تتقدم إلي الأمام.. وهؤلاء سوف يعبرون عن غضبهم بالتشكيك في كل ما نفعله ونقوم به.. وستنال أعمالنا الكبيرة - مثل مشروع قناة السويس الجديدة - النصيب الأكبر من هذاا لتشكيك.. ولعلنا نتذكر كيف كان التشكيك يحيط بنا من كل جانب بمشروع السد العالي، لدرجة أن البنك الدولي عندما أحجم عن المساهمة في تمويل هذا المشروع العظيم أخفي الأسباب السياسية الواضحة وتذرع بأسباب اقتصادية واهية! وهكذا التشكيك في أعمالنا من قبل أعدائنا وخصومنا ومن لا يريدون الخير لنا، بل حتي من عواجيز الفرح أمر مفهوم ومتوقع، خاصة إذا كانت أعمالنا كبيرة وضخمة.. ولذلك يجب ألا نكترث بهذا التشكيك أو نصغي السمع للمشككين أيا كانوا، حتي لا نعكر صفو فرحنا بما حققناه من إنجاز، والأهم حتي لا نمنح هؤلاء المشككين أهمية لا يستحقونها ونؤثر بالسلب علي معنوياتنا التي يتعين المحافظة عليها سليمة قوية ومرتفعة حتي نقدر علي المضي قدما في طريقنا لاتمام إنجازات أخري نحن في أشد الحاجة إليها. ولنتذكر انه إذا كان التشكيك من قبل عندما قررنا إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة الهدف منه اثناؤنا عن تنفيذه ثم تعطيلنا عن إنجازه في الموعد الذي حددناه وقطعناه علي أنفسنا، فإن التشكيك الآن في هذا المشروع وبعد ان نجحنا وحققنا هذا الإنجاز الهدف منه التشكيك في إرادتنا وفي قدراتنا وامكانياتنا.. نحن بإنجازنا مشروع قناة السويس الجديدة قلنا لأنفسنا قبل أن نقول لغيرنا نحن أكبر مما نواجهه من تحديات.. نعم نحن نستطيع.. ونحن قادرون علي تجاوز الصعاب وتحقيق ما ننشده من تقدم لبلدنا.. وهؤلاء المشككون يريدون هز ثقتنا في أنفسنا بما يثيرونه من تشكيك فيما حققناه وأنجزناه.. فإذا كان ما أنجزناه ليس كبيرا وليس ضخما أو محدود القيمة والحجم وبالتالي محدود الأثر، فلا حديث منا عن إرادتنا وقدرتنا.. وهذا هو تحديدا ما يريدون النيل منه، النيل من إرادتنا وقدرتنا علي الإنجاز.. لذلك أرجو أن نتحلي بالذكاء في التعامل مع أصحاب الشكوك.. ولنتعامل معهم بالتجاهل وعدم الاكتراث.. وهنا لا معني لاهتمام مواقع اخبارية اليكترونية بما يقولون أو بما يرددون أو استضافة محطات فضائية لبعضهم ليكرروا شكوكهم علي الهواء مباشرة.. وإذا كنا نريد ردا علي ما يثيرونه من شكوك لحماية الرأي العام من التضليل فلنتحدث عن مزايا مشروعنا الكبير الضخم الذي أنجزناه، وفوائده، وعن العمل الشاق والبطولي الذي تم لانجازه أو التخطيط الجيد والإدارة الممتازة له، والأهم من ذلك التلاحم الرائع الذي شهدناه علي أرض هذا المشروع بين أبناء القوات المسلحة وأبناء الشعب من أجل إنجازه بنجاح، ثم كيف سيكون هذا المشروع فاتحة لإنجازات كثيرة متتالية سوف يعلن الرئيس السيسي عن البدء في تنفيذها مستقبلا يوم احتفالنا 6 أغسطس القادم.