تفاقم أزمة الإسكان واتساع الفجوة بين العرض والطلب .. تدهور حالة الكتلة العمرانية بمعظم أحيائها الجديدة والقديمة وانتشار المناطق العشوائية .. تداخل استعمالات الأراضي وتعارض الاستعمالات السكنية والصناعية وما ينتج عن ذلك من أثار بيئية سلبية .. تزايد المشاكل المرورية .. جميعها تمثل المشاكل التي تعاني منها محافظة الإسكندرية كما حددها رجال أعمال ومستثمرو منطقة غرب الإسكندرية خلال ندوة أقامتها جمعية مستثمري غرب في أولي نشاطتها بعد تأسيسها بعنوان "مستقبل التنمية العقارية غرب الإسكندرية ".. وأمام هذه المشكلات وغيرها التي تعاني منها عروس المتوسط أجمع عدد كبير من المستثمرين ورجال الأعمال أن "غرب الإسكندرية " هو البوابة الوحيدة للتنمية المستقبيلية للمحافظة خلال السنوات القادمة نظرا لخصائص موقعها حيث يحدها البحر المتوسط شمالا ومحافظة البحيرة شرقا وجنوبا أما غربا فتحدها محافظة مرسي مطروح وجنوبا بحيرة مريوط .. اللواء عماد الدين المرشدي رئيس مجلس إدارة جمعية غرب الإسكندرية فجر مفاجأة قائلا أن هناك إحصائيات رسمية تشير الي أن 87٪ من سكان الإسكندرية البالغ عددهم أكثر من 5 ملايين نسمة أي ما يعادل 5.9 ٪ من إجمالي سكان الجمهورية يعيشون علي 16 ٪ فقط من إجمالي مساحة المحافظة كما أن نصف هؤلاء السكان يقطنون المناطق العشوائية التي أصبحت تشكل جزءا عضويا من النسيج العمراني للمدينة .. مما أدي الي خلق العديد من المشكلات التي تعاني منها المحافظة منها إرتفاع أسعار العقارات بلا انخفاض المعروض والتكدس المروري وزيادة معدلات تلوث الهواء والماء والتربة نتيجة للصرف الصناعي في بحيرة مريوط وسوء توزيع الخدمات خاصة التعليمية والصحية ويظهر ذلك بصفة خاصة في الأحياء الشرقية والغربية.. مؤكدا أن الحل الوحيد يبقي في الاتجاه العمراني غرب الإسكندرية وتحديدا من الكيلو 34 وحتي حدود مرسي مطروح . وأضاف شريف راغب أمين عام الجمعية أن الحكومة تنبهت الي أهمية منطقة غرب الاسكندرية وبذلت جهودا كبيرة لتعميرها منها إنشاء مدينة برج العرب الجديدة والتي تضم عددا كبيرا من الوحدات السكنية والمصانع وتزويد المنطقة بوسائل خطوط المواصلات مثل مطار برج العرب ومحور التعمير وقطار برج العرب الجاري تشغيله بالاضافة الي عدد آخر من الخدمات منها ستاد الجيش الرياضي ومولات تجارية ضخمة ولكن هذا الإهتمام غير كاف بالنسبة لأهمية المنطقة التي تحتاج الي مزيد من الخدمات بالاضافة الي حل المشكلات التي تعوق جذب الإستثمارات .. وطالب راغب بضرورة وضع آليات جديدة لتقنين الأراضي في تلك المنطقة حتي يمكن للمستثمرين العمل فيها قبل تحولها الي عشوائيات .. مشيرا الي سيطرة واضعي اليد من البدو وغيرهم أدت الي تحويل جزء كبير من الأراضي بغرب الاسكندرية الي عشوائيات كما أدت هذه المشكلة الي هروب العديد من المستثمرين أو اضطرارهم الي البناء علي تلك الأراضي بالمخالفة لذلك لابد من تحديد الجهة صاحبة الولاية عليها حيث أن معظم هذه الأراضي حائرة بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأملاك الدولة .. وأشار المهندس حازم الديب نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الي أن جذب المزيد من المشروعات والاستثمارات للمنطقة سيؤدي إلي تخفيف الضغط علي مركز المدينة ومرافقها ويزيد من رواج السوق العقاري وعرض الوحدات السكنية المختلفة مما يزيد من توازن الأسعار ويحل مشكلة ارتفاع أسعار الشقق.. مؤكدا أن مشروعات المستثمرين التي تحترم قوانين البيئة تسهم في منع انتشار التلوث بجميع اشكاله بالاضافة الي خلق المزيد من فرص العمل .